«فلسطين حرة»... على بطاقة الهوية

يبدو أن «الفيسبوك» قد فتح شهية العديد من الفلسطينيين لطرح مبادرة تلو الأخرى لمواجهة الاحتلال، في خطوات متتالية توحي بوجود شيء يجري إعداده «ربما من دون تخطيط» لإطلاق انتفاضة جديدة ضد الاحتلال.
وبعد أيام قليلة على إطلاق حملة كتابة «فلسطين حرة» على الشيكل من قبل مجموعات شبابية على «الفيسبوك»، انطلقت، يوم أمس، حملة مشابهة تماماً لكتابة «فلسطين حرة» أو «free Palestine» على بطاقة الهوية الفلسطينية المسجلة أمنياً لدى الطرف الإسرائيلي، في خطوة هدفها» نشر رسالة للعالم بأن هذه بطاقة هوية غير وطنية، وأنها هوية تعبر عن عنصرية وتمييز».
وقال الشاب محمد الأغواني، وهو أحد مطلقي المبادرة، ويعمل موظفاً في مركز الإعلام الحكومي الفلسطيني لـ«السفير»: «أريد من خلال كتابة فلسطين حرة على بطاقة الهوية أن أقول لأبناء شعبي إن هذه هوية ليست لنا، وفيها أسماؤنا مكتوبة باللغة العبرية، وهي تفرق بين مكان سكننا، ولذلك فهي هوية تعبر عن الاحتلال والتمييز العنصري بحق شعبنا ونحن لا نريدها».
ويحصل الفلسطينيون على بطاقة الهوية من وزارة الداخلية الفلسطينية التي هي ملزمة بحسب اتفاق أوسلو على الحصول على رقم للهوية وتسجيلها لدى الجانب الإسرائيلي. ويكتب على الهوية الفلسطينية وهي لونها أخضر أسماء الفلسطينيين باللغة العبرية، كما أن الأرقام التي تعطى للهوية تميز مكان سكن الفلسطينيين».
وأشار الأغواني إلى أنه «في الرقم الذي يكتبونه (الإسرائيليون) على الهوية يميزون بيننا، يعرفون إذا كان الشخص قد تلقى تدريباً أمنياً، أو كان عائداً، أو كان من قطاع غزة»، متسائلاً «لماذا علينا أن ننصاع لما يقوله الاحتلال؟ لماذا علينا أن نوافق على ما يريده الاحتلال؟ آن الأوان لأن ننهي هذه المهزلة».
ومن جهته تبنى موقع «فلسطين حرة على الشيكل» مبادرة «الهوية الوطنية»، مشدّداً على ان عبارة أن فلسطين حرة «مش بس على الشيكل وكمان على الهوية».
وتفاوتت التعليقات على الموضوع حيث اعتبر البعض أن مجرد التفكير «بأن الإسرائيلي له علاقة بهوية الفلسطيني أمر يثير الاشمئزاز»، فيما دعا آخرون إلى التخلي عن بطاقة الهوية الحالية والمطالبة بهوية وطنية فلسطينية.
وأكد الأغواني أنه غير آبه بما قد يفعله جنود الاحتلال لو أوقفوه وطلبوا منه بطاقة الهوية، قائلاً «أنا أتجوّل في مناطق الضفة بكثرة، ولا أخشى أن يوقفوني ويطلبوا مني الهوية، سيجدون عليها عبارة فلسطين حرة».
وناشد الأغواني المواطنين كافة إلى القبول بفكرة «كتابة فلسطين حرة على الهوية». وطالب بأبعد من ذلك: «لماذا لا يقوم كل الشعب الفلسطيني بإحراق هذه الهوية العنصرية واستبدالها بهوية وطنية فلسطينية خالصة».