بيرنز : أربعة عناصر لإستراتيجية واشنطن تجاه الشرق الأوسط

حددت الولايات المتحدة الأميركية أربعة عناصر لإستراتيجيتها تجاه الشرق الاوسط وهي دعم التغيير الديمقراطي السلمي، ودعم قوي للتحديث الاقتصادي، وتحقيق سلام شامل بين العرب واسرائيل، وتعزيز الأمن الإقليمي.



وقال وليام بيرنز، وكيل وزيرة الخارجية الاميركية، في كلمة امام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي، وصلت نسخة منها لـ 'الأيام' :أرى سبباً كبيراً للتفاؤل في ما يجري في المنطقة. أنا لست ساذجاً، وخبرتي التي تزيد على ثلاثة عقود في الشرق الأوسط جردتني من معظم اوهامي، ولكن بدون شك فان هناك فرصاً حقيقية جداً أمامنا اذا ما وظفنا بعناية إستراتيجية متكاملة ومدروسة.واضاف :ان المفتاح لإستراتيجية ناجحة هو ايجاد قضايا مشتركة مع الناس والقادة في المنطقة وكذلك مع شركائنا من خارجها في السعي إلى جدول الأعمال، بسيط وإيجابي.



اضافة الى مصالحنا الواضحة في تطوير مزيد من الاستقلال في مجال الطاقة والقيادة بقوة مثالنا الديمقراطي الخاص، فان هناك ما لا يقل عن أربعة عناصر رئيسية لهكذا جدول أعمال.واشار الى ان العنصر الأول هو دعم التغيير الديمقراطي السلمي. في البلدان التي تتخذ خطوات حاسمة بعيدا عن الأنظمة القديمة ونحو الديمقراطية، لدينا مصلحة عميقة في تحولات مستقرة. اما في البلدان التي ظهرت فيها الاحتجاجات ولكن التغيير غير مؤكد، مثل البحرين، فاننا سوف نستمر في حث الإصلاح السياسي الجاد، فضلا عن حوار سلمي عاجل بين الحكومات وزعماء المعارضة. اما في البلدان التي تستبق موجات الاحتجاجات الشعبية، مثل الأردن والمغرب، فاننا سوف نستمر في التأكيد على أهمية اخذ الإصلاح الآن على محمل الجد باعتباره وسيلة لإيجاد سبل إيجابية من إشراك المواطنين وتجنب الصراعات الحادة في وقت لاحق. وفي الحالة المحزنة والعنيفة في ليبيا، فاننا نعمل بجد لتحقيق أقصى قدر من الضغوط الدولية لمغادرة القذافي، ودعم الليبيين الشجعان الذين ثاروا لاستعادة حقوقهم.



وقال :العنصر الثاني مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالأول، هو دعم قوي للتحديث الاقتصادي في المدى القصير، وهذا يعني مساعدة مصر وتونس، على سبيل المثال، للانتقال من الصعوبات الكبيرة الماضية التي أنشأتها الاضطرابات السياسية والانهيار المؤقت للسياحة. ولكن هذا يعني أيضا التفكير بجرأة وطموح في كيف يمكننا تعزيز تحديث حقيقي طويل المدى. ونحن نؤيد بقوة صندوق المشاريع وقد اعلنت وزيرة الخارجية كلينتون للتو أن (أوبيك) ستوفر ما يصل الى 2 مليار دولار لتحفيز استثمارات القطاع الخاص في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا'.واضاف : من المهم أيضا النظر في مبادرات لتحرير التجارة للدول العربية الرئيسية التي تمر بمرحلة انتقالية، من الناحية المثالية بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي. في هذه العملية، يمكننا المساعدة على تشجيع التجارة البينية والتكامل الإقليميين في المنطقة. يمكننا أن نساعد على خلق فرص العمل في القطاع الخاص. ويمكن أن نساعد في انتشار فوائد وفرص النمو الاقتصادي في المجتمعات العربية، وليس فقط الدائرة الضيقة في الأعلى. إن نجاح التحولات السياسية تتطلب نتائج اقتصادية عملية قوية، وخلق شعور بالأمل الاقتصادي. الكثير من هذا يعتمد بالطبع على الدول العربية نفسها، التي تحتاج أن تضع نفسها في وضع أفضل للمنافسة في سوق عالمي غير عاطفي. ولكنه امر عاجل وفي مصلحتنا الذاتية القيام بكل ما نستطيع للمساعدة.وذكر بيرنز ان 'العنصر الثالث من جدول الأعمال الأميركي الإيجابي لمنطقة الشرق الأوسط هو تحقيق سلام شامل بين العرب واسرائيل. ان الوضع الراهن بين العرب والإسرائيليين ليس أكثر استدامة من الأنظمة السياسية المتصلبة التي انهارت في الاشهر الاخيرة. لا مستقبل إسرائيل كدولة يهودية وديموقراطية ولا التطلعات المشروعة للفلسطينيين يمكن ضمانها من دون حل الدولتين عن طريق التفاوض. ولئن كان من البديهي أن الأطراف فقط هم القادرون على اتخاذ الخيارات الصعبة اللازمة لتحقيق السلام ، فانه لا يوجد بديل عن استمرار قيادة اميركية فاعلة'.وقال 'العنصر الرابع هو دورنا الضخم والدائم في الأمن الإقليمي في تعزيز العلاقات مع دول مجلس التعاون الخليجي؛ في محاربة الإرهاب، في منع ايران من تطوير اسلحة نووية والتسبب في كارثة سباق تسلح في المنطقة، وفي عدم إغفال الانتقال الديمقراطي العراقي وإعادة الاندماج في العالم العربي'.