تظاهرات عراقية في ذكرى سقوط بغداد الشعب لا يريد «التمديد» للاحتلال.. وغيتس يضغط

على الرغم من المحاولات الحثيثة التي تبذلها الإدارة الأميركية لإظهار حسن نيتها بشأن انسحاب قواتها القريب من العراق، فإن تصريحات وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس في العراق خلال اليومين الماضيين تظهر أن جهود أميركا تصبّ في الاتجاه المعاكس تماماً.
وقد تزامنت الضغوط «الترغيبية» التي مارسها غيتس على المسؤولين العراقيين لليوم الثاني على التوالي للإسراع في طلب تمديد بقاء الجنود الأميركيين إلى ما بعد 2011، مع تظاهرات شهدتها البلاد في الذكرى الثامنة لسقوط بغداد امام الغزو الأميركي والتي تصادف اليوم، وسط صمت لافت للطبقة السياسية العراقية.
وتظاهر أمس حوالى ألفي شخص بعد صلاة الجمعة في منطقة الأعظمية في بغداد مطالبين برحيل القوات الأميركية. وقد تجمع المتظاهرون بعد الصلاة أمام مسجد الإمام أبي حنيفة النعمان للمطالبة برحيل القوات الأميركية ورفض «الاحتلال». وقال الأمين العام لمجلس علماء العراق محمود عبد العزيز إن «العراق لم يشهد مثل هذا القتل لعقول العلماء والأطباء والمهندسين إلا في الاحتلال ولم يشهد مثل هذا الكم الهائل من الأرامل والأيتام إلا في الاحتلال».
وأضاف عبد العزيز الذي نظم التظاهرة «نرفض تمديد الاحتلال، والأهم لدينا هو التلاحم والاخوة والتعايش مع جميع الاديان، واياكم ان تنساقوا وراء الطائفية».
وفي سامراء، شمال بغداد، نظم رجال دين وزعماء عشائر تظاهرة شارك فيها مئات الأشخاص بعد صلاة الجمعة، مطالبين بعدم الإبقاء على القوات الأميركية في العراق. بدورها، شهدت محافظة الأنبار العراقية تظاهرات حاشدة كذلك.
على خط آخر، وجّه غيتس رسالة إلى القادة العراقيين بينما كان يتفقد الجنود المتمركزين في قاعدة ماريز قرب الموصل أمس قائلاً «إننا منفتحون على احتمال البقاء في مناطق عدة يحتاجونها، إنما يتعين عليهم طلب ذلك لأن الوقت ينفد في واشنطن».
وأضاف «من الواضح أن الوجود سيقتصر على قسم من القوات الموجودة حاليا. في الواقع، الأمر يعود إلى العراقيين في هذه المسألة».
وتابع غيتس «اعتقد أن ذلك سيشكل جزءاً من أي مفاوضات حول بقاء قوة من الجنود وما إذا ستكون محددة بعامل زمني، وما إذا كانت المساعدة وتقديم النصح سيستمران كما يحدث في بلدان أخرى».
من جهة أخرى، أعرب وزير الدفاع الأميركي عن «قلقه الشديد» حيال تقارير وردت عن وقوع قتلى وجرحى في «معسكر أشرف» داعياً السلطات العراقية إلى «ضبط النفس» في مواجهتها مع عناصر «مجاهدي خلق» الايرانية المعارضة التي قالت إن 31 شخصاً من أنصارها قتلوا واصيب المئات، خلال مواجهات وقعت فجر أمس في المعسكر.