أمين عام <الجبهة العربية> وعضو <اللجنة التنفيذية> للمنظمة جميل شحادة

مبادرة <أبو مازن> بالذهاب إلى غزة شجاعة ونأمل أن تكون مدخلاً للمصالحة
موعودون بتخفيف المعاناة عن شعبنا الفلسطيني في لبنان

يوزع أمين عام <الجبهة العربية الفلسطينية> وعضو <اللجنة التنفيذية لـ <منظمة التحرير الفلسطينية> جميل شحادة، وقته بين رام الله في الضفة الغربية، وقطاع غزة، فضلاً عن متابعة ملفات فلسطينية وعربية خارج فلسطين··

خلال زيارة خاطفة قام بها شحادة إلى لبنان، كان لنا معه لقاء، شدد فيه على <أن المصالحة الفلسطينية، أمر ضروري ومهم وأساسي>، واصفاً مبادرة الرئيس <أبو مازن> بالإعلان عن نيته الذهاب إلى غزة بأنها <مبادرة شجاعة، وأنه لا يزال هناك أمل كبير في إنجاز هذه المبادرة وإنجاحها واعتبارها مدخلاً للمصالحة·· لأن المستفيد الأول من حالة الانقسام هو الاحتلال الإسرائيلي>··

ورأى <أنّ الورقة المصرية، هي ورقة فلسطينية، ولا تزال أحد الأُسُس التي يجب الاستناد إليها في موضوع المصالحة>··

وتساءل: هل تستطيع الإدارة الأميركية إجبار <إسرائيل> على الاعتراف بالدولة الفلسطينية؟ آملاً <ألا يقف الأميركان، وهم العائق الوحيد الممكن، أمام إعلان الدولة الفلسطينية في أيلول المقبل، وأن يكونوا عاملاً مساعداً على إنهاء هذا الصراع الطويل بين الفلسطينيين والإسرائيليين>··

وأوضح <أن مواجهة التعديات الإسرائيلية على الفلسطينيين، سيخلق واقعاً جديداً، وبالتالي هناك مقاومة شعبية، وهذه المقاومة بدأت تتطوّر وتتّسع·· وهناك تفكير في تشكيل لجان شعبية للدفاع عن الذات في المناطق التي يتم الاعتداء فيها من قِبل الطرف الإسرائيلي، وإجراءات أخرى قد تتّخذها القيادة أو يبادر إلى القيام بها الشعب الفلسطيني من أجل الدفاع عن وجوده وكرامته>·· وألمح إلى <أن هناك إجراءات وخطوات باتجاه تخفيف المعاناة عن شعبنا الفلسطيني في لبنان>، داعياً إلى <وحدة القوى القومية في الساحة الفلسطينية، كما هو حال القوى الإسلامية، ومحاولات اليسار في التوحّد>·· مشدداً على <ضرورة أن تكون هناك وحدة بين القوى القومية العربية، وإيجاد صيغة لجبهة قومية موحّدة، وتيار قومي موحّد في الوطن العربي، لأنّ تشكيل الوحدة القومية، هو الضمانة الوحيدة لحماية مصالح وطموحات الأمم العربية بالكامل>··

وفي ما يلي نص الحوار مع شحادة:

مبادرة زيارة غزة مدخلاً للمصالحة أعلن الرئيس محمود عباس عن نيّته زيارة قطاع غزة، أين أصبحت الاتصالات بشأن هذه الزيارة؟ - المبادرة التي أعلن عنها الرئيس محمود عباس خلال جلسة <المجلس المركزي> لـ <منظمة التحرير الفلسطينية> بشأن زيارة غزة، هي إحدى الحلقات التي كانت تتم من أجل إنجاز المصالحة، بعدما لم تفلح القيادة الفلسطينية بالوصول إلى المصالحة، من خلال الحوار الوطني الشامل الذي جرى في القاهرة، ولا من خلال الورقة المصرية، ولا من خلال الاتصالات التي جرت بين حركتَيْ <فتح> و<حماس> في دمشق، واتصالات أخرى من قِبل الجميع·

ولأن المصالحة أمر ضروري ومهم وأساسي للقضية الفلسطينية وللمصلحة الوطنية العليا، بادر الرئيس <أبو مازن> بالإعلان عن هذه المبادرة الشجاعة، التي استعد بها للذهاب إلى غزة، من أجل الاتفاق مع حركة <حماس> حول قضيتين أساسيتين:

1- تشكيل حكومة وطنية من شخصيات وطنية مستقلة·

2- الاستعداد لانتخابات رئاسية وتشريعية وللمجلس الوطني، تُحال إليها كافة القضايا التي لم تستطع كل جلسات ومحطات الحوار السابقة أن تنجزها·

وكنّا نتوقع ونأمل أن تكون هذه المبادرة، هي العلاج الشافي لإنهاء الانقسام الفلسطيني، خصوصاً أنّها أتت بعد دعوة إسماعيل هنية رئيس الحكومة المقالة، <أبو مازن> للذهاب إلى غزة للتفاهم حول المصالحة وإنهاء الانقسام، وفوجئنا بعد هذه المبادرة أنّ هناك حالتين حصلتا في الشارع الفلسطيني:

- الأولى: حالة من التفاؤل العارم لدى كل الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة وداخل الخط الأخضر، وحتى في الشتات، والكل يرحِّب بهذه المبادرة، ويعتبرها المخرج، ونقطة التلاقي بين حركتَيْ <فتح> و<حماس>·

- الثانية: أنّ عدداً من قياديي حركة <حماس> بدأ وبشكل واضح في حالة من الإرباك والتردّد، والسعي لتعطيل إنجاز هذه الزيارة - المبادرة·

وعلى الرغم من الحملة الإعلامية الكبيرة من قِبل قيادات مسؤولة في حركة <حماس> التي أدّت إلى حالة من التصعيد الإعلامي في العلاقات، إلا أنّه حتى الآن لا يوجد رد رسمي من قِبل حركة <حماس> على هذه المبادرة لا بالإيجاب ولا السلب·

وخلال لقائنا في <اللجنة التنفيذية> لـ <منظمة التحرير الفلسطينية>، سَألنا <أبو مازن> عن المراحل التي قطعتها الترتيبات للزيارة، فأبلغنا بأنّه أوفد رسولاً إلى حركة <حماس> في دمشق، والموقف لم يكن سلبياً في الرد على المبادرة، بمعنى أنّه لا يزال هناك أمل في إتمامها، والبدء بإنهاء حالة الانقسام، خصوصاً أنّ هناك أطرافاً عديدة دخلت على هذا الموضوع، منها فلسطينية، فكل فصائل <العمل الوطني الفلسطيني>، بدأت تطالب حركة <حماس> بالتجاوب مع هذه المبادرة، سواء في قطاع غزة أو في الضفة الغربية، وعلى الصعيد العربي <جامعة الدول العربية> والعديد من الدول العربية، خصوصاً مصر وقطر وغيرهما أبلغت الرئيس بأنّها مع هذه المبادرة، كذلك على الصعيد الدولي فإنّ الأمم المتحدة والكثير من الدول الأوروبية، بإستثناء الولايات المتحدة الأميركية التي لم ترد على هذه المبادرة، كما علمتُ أن تركيا حتى هذه اللحظة لم ترد على هذه المبادرة·

بالنسبة للوضع الفلسطيني فلا يزال هناك أمل كبير في إنجاز هذه المبادرة وإنجاحها واعتبارها مدخلاً للمصالحة، خصوصاً أنّ الكل يعيش مأزقاً حقيقياً، والمأزق الذي تعيشه حركة <حماس> ينعكس على الحالة الوطنية العامة، ليضعها في مأزق أشد من المأزق الذي تعيشه الآن، وكذلك الحال في الضفة الغربية·

لذلك، نرى أنّه لا بد من أن يكون هناك إنهاء لحالة الانقسام، ولا بد من أن تكون هناك مصالحة وطنية، خصوصاً أنّ الهجمة الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني وعلى الأرض الفلسطينية تزداد كل يوم، وكذلك التهديد الإسرائيلي باجتياح قطاع غزة، يزداد يوماً بعد آخر، مستغلين حالة الانقسام·

الاحتلال مستفيد من حالة الانقسام هل تعتقد بأنّ توقيت التصعيد الإسرائيلي ضد قطاع غزة محاولة لقطع الطريق على زيارة الرئيس عباس للقطاع؟

- بالتأكيد، فالمستفيد الأول من حالة الانقسام هو الاحتلال، وقد ثبت ذلك بالملموس خلال السنوات الماضية، حيث استغلّت حكومة نتنياهو الانقسام لتوظّفه لمصلحة تعطيل المفاوضات، فهم استغلوا الانقسام بشكل كبير جداً، حتى خلال دعوة الرئيس <أبو مازن> ونتنياهو إلى أميركا واللقاء مع الأميركيين، كانت الحكومة الإسرائيلية تستغل ذلك في كل يوم، لأنّه ليست لهم مصلحة في أن تكون هناك مصالحة توحِّد الموقف الفلسطيني، وتواجه الاحتلال، كما إنّه لا توجد لهم مصلحة في العودة إلى المفاوضات التي ستجبرهم على وقف الاستيطان، لذلك نحن نعتبر أنّ أي تأخير في المصالحة هو إضرار حقيقي في جوهر القضية الفلسطينية، ولا يتضرّر من الأمر طرف من الأطراف سواءٌ في غزة أو الضفة الغربية فقط، بل إنّ الطرفين متضرّرين من استمرار هذه الحالة·

ورقة المصالحة الفلسطينية هل تعتقد بأنّ ورقة المصالحة التي أعدّتها مصر ما زالت صالحة للانطلاق مُجدّداً بالحوار الفلسطيني؟ - بالتأكيد، فورقة المصالحة المصرية ليست ورقة مصرية، بل هي ورقة فلسطينية، وهذه الورقة وصلنا فيها إلى قضايا عديدة من الاتفاق، وبقيت هناك قضايا جزئية للتعاطي معها والتوافق حولها، ولو تم العمل بالقضايا التي اتفق عليها، كان من السهل الاتفاق على بقية القضايا، أو إحالة القضايا المختلف عليها إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني، ليقول التشكيل الجديد كلمته في موضوع القضايا الخلافية·

إننا نعتبر أنّ الورقة المصرية لا تزال أحد الأُسُس التي يجب الاستناد إليها في موضوع المصالحة، وأيضاً مع الورقة المصرية يجب ألا نُهمِل ولا نتجاوز المراحل السابقة من الحوار، خصوصاً إعلان القاهرة في آذار 2005، وأيضاً الحوار الوطني الشامل الذي جرى، ووثيقة الوفاق الوطني في العام 2006، والحوار الشامل الذي جرى في القاهرة في العام 2009، والذي نتجت عنه الورقة المصرية·

إعلان الدولة الفلسطينية هل تتوقّعون أن يتم الإعلان عن دولة فلسطينية وتلقى دعماً أميركياً وأوروبياً؟ - في شهر أيلول 2011 هناك عدة استحقاقات، منها: أنّ هناك دورة للأمم المتحدة ووعداً أميركياً ومن الرئيس باراك أوباما، بأن فلسطين يجب أن تكون عضواً كامل العضوية في الأمم المتحدة، وهذا طبعاً وعد دولي ومُبَارك من قِبل أوروبا واللجنة الرباعية، ومن قِبل كل العالم، والمفاوضات يجب أن تنتهي في أيلول المقبل، بالإضافة إلى هذه الأمور فكل مكوّنات ومؤسسات الدولة أصبحت قائمة، وأيضاً هناك مجموعة من الأحداث والتطوّرات التي حصلت وتحصل، سواءُ على المستوى الوطن العربي أو العالم، تُجبر <إسرائيل> على التعاطي مع الحالة الفلسطينية وإنهاء هذه الخلافات وهذا الصراع·

لكن هل تستطيع الإدارة الأميركية إجبار <إسرائيل> على الاعتراف بالدولة الفلسطينية وإعطائها كما هو متفق عليه بحدود العام 1967؟ نحن نشك في توجّهات الإدارة الأميركية، خصوصاً أنّ هذه الإدارة أعطت أكثر من وعد وأخلفت فيه، وفي الفترة الأخيرة قدّمت الإدارة الأميركية نموذجين للانحياز الكامل لـ <إسرائيل>:

- الأول: في <مجلس الأمن الدولي>، عند استخدام حق النقض <الفيتو> بشأن موضوع الاستيطان·

- والثاني: في <مجلس حقوق الإنسان>، الذي عُقِدَ في جنيف، حيث صوّتت أميركا لوحدها ضد نتائج تقرير غولدستون·

هذه المؤشرات لا تطمئننا، ولا تُعطي للأميركان الدور المطلوب في هذه المنطقة، لذا نأمل ألا يقف الأميركان، وهم العائق الوحيد الممكن، أمام إعلان الدولة الفلسطينية في أيلول المقبل، كما نأمل ألا يدخل الأميركان بمواجهة هذه الحالة، وأن يكونوا عاملاً مساعداً على إنهاء هذا الصراع الطويل بين الفلسطينيين والإسرائيليين·

تصعيد المقاومة الشعبية في ظل حالة التفكُّك العربي، كيف يُمكن مواجهة العدوان الإسرائيلي وتهويد القدس واستمرار الاستيطان؟ - لقد اتخذت <منظمة التحرير الفلسطينية> خطوات أولية، منها عرض موضوع الاستيطان على <مجلس الأمن الدولي>، الذي وجّه باستخدام الولايات المتحدة الأميركية حق النقض <الفيتو>، وإجراءات طرحه على المؤسسات الدولية مرة أخرى، سواءً على الأمم المتحدة أو <مجلس الأمن> من جديد، وهذا يتوقف على طبيعة الظروف، وأيضاً هناك إجراءات محلية، تتم عبر تصعيد المقاومة الشعبية، ومواجهة التعديات الإسرائيلية على المواطنين الفلسطينيين ومزروعاتهم في كافة مناطق الضفة الغربية، واستمرارية التهديد لأهلنا وشعبنا في قطاع غزة بالاجتياح، وهذا سيخلق واقعاً جديداً لا يُمكن ولن يقبل الشعب الفلسطيني بأن يرضخ لهذا الواقع، وبالتالي هناك مقاومة شعبية، وهذه المقاومة بدأت تتطوّر وتتّسع، وتشمل كافة الضفة الغربية، وهناك تفكير في تشكيل لجان شعبية للدفاع عن الذات في المناطق التي يتم الاعتداء فيها من قِبل الطرف الإسرائيلي، وإجراءات أخرى قد تتّخذها القيادة أو يبادر إلى القيام بها الشعب الفلسطيني من أجل الدفاع عن وجوده وكرامته·

نقول وبشكل واضح، إنّ الشعب الفلسطيني مرّ بظروفٍ صعبة وقاسية، لم تكن الظروف الحالية هي الأصعب، وقد استطاع أن يواجه تلك الظروف بقوة واقتدار، وأن يُثبت وجوده، وأن يستمر في المطالبة بحقوقه، والآن في هذه المرحلة أيضاً، الشعب الفلسطيني قادر على أن يُوجِد ويبتكر الأساليب والصيغ المناسبة في مواجهة الاحتلال·

الوجود الفلسطيني في لبنان كيف تنظرون إلى الوجود الفلسطيني في لبنان، وهل أنتم مطمئنون إلى واقع المخيّمات؟ - لقد قدّم الشعب اللبناني الكثير للثورة الفلسطينية والنضال الوطني الفلسطيني، ولكن وضع الشعب الفلسطيني في لبنان سيىء، ويحتاج إلى الوقوف معه بكل قوة من أجل إنقاذه خلال فترة وجوده على الساحة اللبنانية، وهناك إجراءات واتفاقات تمت مع الحكومة اللبنانية، ساهمت في حل بعض الإشكالات، لكن المشاكل الرئيسية حتى الآن لم تُحل، والقيادة الفلسطينية على تواصل دائم مع قيادة الفصائل وقيادة <منظمة التحرير الفلسطينية> على الساحة اللبنانية، وستكون هناك إجراءات وخطوات أخرى باتجاه تخفيف المعاناة عن شعبنا الفلسطيني في لبنان، بالإضافة إلى تسهيل فرص العمل والحياة الكريمة لشعبنا· وقد لمسنا تجاوباً من قِبل العديد من الأطراف اللبنانية، تُقدّر لها القيادة الفلسطينية هذه المواقف والدور، إلا أنّ هذا لا يكفي ويحتاج إلى استكمال الإجراءات، حتى تُتاح للشعب الفلسطيني في المخيمات في لبنان، حياة أكثر راحة واستقرار إلى حين عودتهم إلى أرض الوطن·

وحدة القوى القومية الفلسطينية هناك حراك في الشارع الفلسطيني يدعو إلى إنهاء الانقسام والتوحّد، فهل أنتم في <الجبهة العربية الفلسطينية> في وارد إعادة اللُحمة مع <جبهة التحرير العربية>؟

- نحن في <الجبهة العربية الفلسطينية> دعاة وحدة بالأساس، والإشكال الذي حصل في الجبهة خلال المراحل السابقة، كانت له أسبابه وظروفه، وجزء منه تم تجاوزه·

نحن في <الجبهة العربية الفلسطينية> نؤمن وندعو إلى وحدة القوى القومية، وفي المقدمة منها <جبهة التحرير العربية> و<حزب البعث العربي الإشتراكي>، هذه القوى التي يجب أن يكون لها دور مميز في الساحة الفلسطينية، كما هو حال القوى الإسلامية، ومحاولات اليسار في التوحّد، ونحن نؤمن بأنْ تكون هناك وحدة للقوى القومية في الساحة الفلسطينية، وضمن هذه الوحدة يتم التعامل في العلاقة مع <جبهة التحرير العربية> التي تحترم وجودنا كفصيل من فصائل <منظمة التحرير الفلسطينية>، ونحن نحترم وجودها، أما في العلاقة الثنائية والمباشرة، فنحن لا نجد بيننا مشكلة، ولكن لم يُطرح موضوع الوحدة بيننا وبينهم حتى الآن، لا من قِبلنا ولا من قِبلهم·

··· والقوى القومية العربية ··· وفي ظل الحِراك في الشارع العربي، هل تدعو إلى الوحدة بين القوى القومية في العالم العربي؟ - بالتأكيد، فمن الضروري أن تكون هناك وحدة بين القوى القومية والتشكيلات الموجودة، سواءٌ مؤتمر الأحزاب العربية، أو <المؤتمر القومي الإسلامي>، وأعتقد بأنّ هذه المؤسسات إذا ما استطاعت أن تطوّر دورها وبرامجها وأدواتها، قادرة على أن تلعب دوراً مهماً في وحدة القوى القومية، وألا يقتصر دورها على التنسيق بين التشكيلات القائمة·

نحن ندعو ونُجري اتصالات مع العديد من القوى القومية من أجل إيجاد صيغة لجبهة قومية موحّدة، وتيار قومي موحّد في الوطن العربي، له امتداد داخل الأرض المحتلة، حتى تستطيع هذه القوى أن تلعب الدور المنوط بها في عملية الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني، وفي عملية الدفاع عن كرامة الأمة وثرواتها التي تتعرّض للسلب والاستهانة بها في العديد من المناسبات، وحتى لا يُترك المجال لاستغلالها من قِبل القوى الدولية بالطريقة التي تُرديها، وعلينا أن نستفيد مما حصل في المراحل السابقة، خصوصاً ما حصل في العراق وتونس ومصر، وما يحصل الآن في ليبيا واليمن، فلو كانت هناك قوى قومية موحّدة لاستطاعت أن تضع الصيغ المناسبة للخروج من الأزمات التي تعيشها هذه الدول، وإيجاد الصيغ التي تكفل حرية شعوبها من ناحية، وتكفل ضمانة استقرارها وقوّتها من ناحية أخرى، وألا تتعرّض لحالة من الفوضى والاستيلاب الإرادي والمُضي إلى المجهول·

نحن نرى أنّ تشكيل الوحدة القومية، هو الضمانة الوحيدة لحماية مصالح وطموحات الأمم العربية بالكامل·