الأحمد : الإنجاز على الورقة المصرية

أكدت مصادر فلسطينية موثوق بها <أن حركتي <فتح> و<حماس> وقعتا أمس (الأربعاء) في القاهرة بالأحرف الأولى على الاتفاق بينهما، بعد تأجيل منذ أيلول من العام 2009>·

وأشارت المصادر الى <أن وفد حركة <فتح> كان برئاسة عضو لجنتها المركزية عزام الأحمد، فيما ترأس وفد <حماس> نائب رئيس المكتب السياسي للحركة موسى أبو مرزوق>·

وأوضحت المصادر <أن التوقيع النهائي على الورقة سيتم خلال الأيام القليلة المقبلة من قبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس بوصفه رئيساً لحركة <فتح> ورئيس المكتب السياسي لحركة <حماس> خالد مشعل، وذلك بعد عودة عباس من زيارته الى ألمانيا>·

وتوقيع الحركتين على الورقة المصرية جاء في ظل المطالبة في الشارع الفلسطيني بانهاء حالة الانقسام بين حركتي <فتح> و<حماس> لعدم توقيع الاتفاق على الرغم من الاجتماعين اللذين عقدا بين وفدا الحركتين في العاصمة السورية دمشق بتاريخ 24 أيلول 2010 و9 تشرين الثاني من العام ذاته، حيث تم التوافق على النقاط الثلاثة بشأن الانتخابات الرئاسية والتشريعية ولجنة الانتخابات والإشراف عليها، وإعادة تفعيل <منظمة التحرير الفلسطينية>، وتشكيل حكومة وحدة وطنية من المستقلين، وبقيت النقطة الرابعة العالقة وهي ما يتعلق بالملف الأمني الذي تم التوافق عليه خلال اجتماع أمس، وكذلك اطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين من الطرفين·

وقد ترك توقيع وفدي الحركتين بالأحرف الأولى على الورقة المصرية، ارتياحاً في الشارع الفلسطيني لما لذلك من انعكاسات ايجابية، خصوصاً في ظل اعلان الرئيس عباس بتاريخ 16 آذار الماضي نيته زيارة قطاع غزة لإنهاء الانقسام وتشكيل حكومة وحدة وطنية، التي لقيت ترحيباً من رئيس الحكومة المقالة اسماعيل هنية وقياديين من حركة <حماس>·

وقد جوبه التوافق الفلسطيني بمعارضة اسرائيلية، على اعتبار أن هذه المصالحة تزيد من تحصين البيت الفلسطيني الداخلي، واعادة اللحمة الى القوى الفلسطينية، وخصوصاً أن العديد من الاستحقاقات الدائمة في ظل التغيرات الدولية الحاصلة، وفي مقدمها الاصرار الفلسطيني المدعوم عربياً ومن بعض الدول الاجنبية للاعتراف بالدولة الفلسطينية خلال شهر أيلول المقبل، والتي ما زالت تواجه بمحاولات <التسويف> من قبل الادارة الأميركية، وهروب من قبل الحكومة الاسرائيلية·

وتعول القوى الفلسطينية كثيراً على انجاز المصالحة الفلسطينية، باعتبارها تعيد نبض الحياة الى الشارع الفلسطيني وتحرج العدو الاسرائيلي، وتسحب الذرائع من أمامه بالتهرب من تنفيذ المعاهدات والمواثيق·

وأوضح الأحمد الموجود في القاهرة لـ <اللـواء> أنه تم انجاز الاتفاق على الورقة المصرية بشكل كامل، وذلك بعدما قامت حركة <حماس> بالتوقيع عليها، وتسليمها للقيادة المصرية، علماً اننا في حركة <فتح> وقعنا عليها في صيف العام 2009>·

وفاجأ التوقيع العديد من المسؤولين بسبب الخلافات العميقة بين الحركتين حول حل النزاع الممتد لاجيال مع اسرائيل·

وقال المتحدث باسم حكومة <حماس> في غزة طاهر النونو: ان الجانبين وقعا الاتفاق بالاحرف الاولى وانه تم تجاوز جميع نقاط الخلاف

· وكانت المخابرات العامة المصرية التي ترعى المفاوضات بين الفصيلين هي أول من أعلن عن الاتفاق·

وجاء في البيان <أسفر اللقاء الذي جمع حركتي حماس وفتح في القاهرة عن تفاهمات كاملة حول كافة النقاط محل البحث بما في ذلك تشكيل حكومة انتقالية ذات مهام محددة وتحديد موعد الانتخابات>·

وأعرب رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني، عزيز دويك، عن أمله أن تتم زيارة عباس إلى قطاع غزة في القريب العاجل <من أجل انجاز المصالحة وإنهاء الانقسام بصورة عملية كما نتوقع>·

وفي ردود الفعل قال البيت الابيض انه يسعى للحصول على مزيد من المعلومات بشأن الاتفاق·

واضاف تومي فيتور في بيان <الولايات المتحدة تؤيد المصالحة الفلسطينية على اساس ما يعزز قضية السلام· ولكن حماس منظمة ارهابية تستهدف المدنيين·>

وتابع قوله <لكي تلعب أي حكومة فلسطينية دورا بناء في تحقيق السلام فان عليها القبول بمبادئ اللجنة الرباعية وتنبذ العنف وتلتزم بالاتفاقات السابقة وتعترف بحق اسرائيل في الوجود·>

من جهته قال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو: ان الرئيس عباس لا يمكنه أن يأمل بابرام اتفاق للسلام مع اسرائيل اذا مضى قدما في اتفاق المصالحة مع حركة حماس·

وقال نتانياهو: بعد اعلان حماس وفتح أنهما تجاوزتا خلافاتهما <على السلطة الفلسطينية أن تختار اما السلام مع اسرائيل أو السلام مع حماس·

ليس من الممكن قيام سلام مع الاثنين· حماس تسعى لتدمير اسرائيل وتطلق صواريخ على مدننا·· على أطفالنا·>

من جهة اخرى رحبت جماعة الاخوان المسلمين في مصر بالاتفاق، ودعت كافة الدول العربية والاسلامية للعمل الجاد والحثيث لانجاح هذا الاتفاق والحفاظ على وحدة الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة·

ونقل بيان عن المرشد العام للاخوان المسلمين الدكتور محمد بديع قوله: إن هذا الاتفاق يعد من أهم ثمار الثورة المصرية المباركة ويعبر بوضوح عن استعادة مصر لمكانتها الرائدة ودورها العظيم في الحياة السياسية العربية والاسلامية والتي أهدرها النظام السابق بسياساته الخاطئة·