في ذكرى النكبة.. الفلسطينيون يعيشون على أمل العودة

يعيش اللاجئوا الفلسطينيون في الذكرى الثالثة والستين للنكبة على أمل العودة إلى ديارهم، لم ترهقهم أيام القهر في المخيم ولا الشتات، رافضين مشاريع التوطين والتآمر على حق العودة.

وفي تقرير عن مخيم "الفوار" للاجئين بمحافظة الخليل يقول المركز الفلسطيني للإعلام: إنّه لايزال الفلسطينيون يتمسكون بحقهم في العودة إلى بلداتهم وقراهم الّتي هجروا منها عام 1948م تحت مجازر عصابات الاحتلال الصهيوني.

وتقول أم محمد السعافين (87 عامًا) التي تعيش في المخيم: "لا زلتُ أذكر ذلك اليوم الذي خرجنا فيه من الفالوجة؛ حيث تجمع السكان في سيارات شحن كبيرة بالقرب من البلدية، الرجال والنساء والأطفال، بعضنا حمل شيئًا من المواد الغذائية، والبعض الآخر حمل في الشاحنة أغطية وفرشات من الصوف للنوم، وأغلق باب منزله بالمفتاح ظنًّا منه أنه سيعود بعد أيام أو أسابيع", بحسب "المركز الفلسطيني للإعلام" الفلسطينيين.

هاجرت أم محمد مع والدها وذويها من الفالوجة عام 1949 م تاركين خلفهم أرضهم ومزارعهم ومواشيهم.. خرجوا مرغمين جراء قصف الطائرات التي قتلت المئات من الفلسطينيين، خاصة أن الفالوجة كانت تحتضن حامية عسكرية للجيش المصري، وقد هاجر من تبقى من أهلها ضمن اتفاقية الصلح والهدنة في "رودس".

وتضيف قائلة: "خرج طابور السيارات والشاحنات، وأمامي تسير سيارة الصليب الأحمر، وخلفي كذلك.. تركنا خلفنا مواشينا في (البوايك).. تركنا القمح والشعير والذرة والعدس.. كلها موجودة بالأطنان في الآبار تحت الأرض.. ياريت يامّا متنا قبل أن نهاجر، وبقينا في بيوتنا وأراضينا أشرف لنا من حياة الذل والمهانة في المخيمات".

ورغم طول عمرها، لا تزال أم محمد السعافين تحلم بالعودة إلى الفالوجة، ولا زالت تتذكر كل مكان في قريتها فتقول: "إن شاء الله بنروح على الفالوجة، وبنروح على الحارة الغربية والشرقية ووادي أبو المفرض، ونقعد تحت الجسر ونشتري من سوق البلد ونصلي عند سيدنا الفالوجي".

أمّا أطفال المخيم فأناشيدهم وأهازيجهم تُشير إلى أنهم يدركون أن لهم وطنًا مسلوبًا، وأن لهم ديارًا سيعودون إليها, مخيبين آمال وزير الخارجية الأمريكي الأسبق، جون فوستر دالاس، الذي قال حين سئُل عن حل لقضية اللاجئين الفلسطينيين: دعوها للزمن، قالوا كيف؟ فقال: إن أطفال فلسطين سيولدون في عمان والقاهرة والرياض ودمشق وبيروت.. لا تذكروهم بالبلدة والقرية والتلة والوادي.. فإنهم ينسون والكبار يموتون وبذلك تنتهي القضية.

ويقول طفل مخيم "الفوار" وسام الشوابكة, ابن الخامسة من عمره: "أنا من بيت جبرين، التي احتلها اليهود الصهاينة عام 48م وطردوا منها جدي.. هذه بلدنا وسنعود لها إنّ شاء الله".