في القدس .. استشهاد ابن الشهيد الحي

ثمة فلسطينيون من أبناء الشهداء استشهدوا برصاص الاحتلال الإسرائيلي، غير أنها المرة الأولى في تاريخ القضية الفلسطينية التي يستشهد فيها فلسطيني استشهد فيها والده، على الأقل على صفحات مجلة، رغم انه ما زال على قيد الحياة.



في مستشفى المقاصد في القدس الشرقية المحتلة أعلن فجر امس عن استشهاد الفتى ميلاد سعيد عياش (16 عاما) اثر إصابته برصاصة قاتلة في بطنه يقول شبان في حي رأس العامود في القدس إن مستوطناً إسرائيلياً أطلقها عليه خلال مواجهات اندلعت في الحي ظهر يوم الجمعة.



على بوابة قسم العناية المكثفة في المستشفى، حيث أجريت عملية جراحية للفتى ميلاد الذي سعى الأطباء جاهدين لإنقاذ حياته، وقف سعيد والى جانبه عدد من أبناء العائلة والأصدقاء في حالة يرثى لها بعد ان أُخبروا من قبل الأطباء بأن حالة ميلاد جد خطيرة.



رصاصة المستوطن او الشرطي الإسرائيلي كانت اخترقت بطنه وخرجت من الجهة الأخرى من جسده، ما افقده كميات كبيرة من الدماء، وعلى وقع مطالبات بالتبرع بالدم من اجل إنقاذ حياته كانت رسالة الأطباء واضحة وهي ان معجزة فقط يمكنها أن تنقذه.



على مدى أكثر من 10 ساعات لم تنجح المعجزة فأعلن عن استشهاد الفتى ابن الشهيد الحي.



في الثلاثين من آب 1975 نشرت مجلة (فلسطين الثورة) تقريراً من صفحتين عن بطولة الفتى الفدائي سعيد عياش (19 عاما) في الجليل في 'عملية ايلون' والتي انتهت باستشهاده.



لم يكن عياش قد استشهد في تلك العملية الفدائية وانما اعتقل على يد القوات الإسرائيلية وفي العام 1975 حكم عليه بالسجن 25 عاماً.



ولكن لم يمض سعيد علي عيسى عياش الحكم الصادر بحقه كاملا في السجون الإسرائيلية، إذ خرج في العام 1985 من السجن في إطار عملية تبادل الأسرى الشهيرة آنذاك.



تعلم عياش في خلال فترة محكوميته اللغة العبرية وأتقنها جيدا لتصبح لاحقا مهنته، إذ عمل صحافياً متخصصاً بالشؤون الإسرائيلية، ومع تأسيس المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية (مدار) في رام الله فانه التحق به وأصبح مسؤول العلاقات العامة وباحثاً رئيسياً في المركز، حيث نشر العديد من الترجمات لكتب ومقالات إستراتيجية إسرائيلية للغة العربية.



رافق سعيد جثمان نجله من مستشفى المقاصد الى منزله في حي راس العامود ومن هناك ووري الثرى في مثواه الأخير في القدس.