طالبا بمسيرات تتجه نحو القدس والأقصى سعدات وأبو الهيجا يدعوان للاستفادة من هبة النكبة

طالب الأمين العام للجبهة الشعبية الأسير أحمد سعدات، القيادة الفلسطينية بالارتقاء بالدروس التي وفرتها هبة ذكرى النكبة الثالثة والستين، مناديا بوقفة تأمل ودراسة للطاقات الفلسطينية التي تفجرت في هذه المناسبة.

وقال سعدات: "إن هذه الطاقات والاستعدادات التي تفجرت في ذكرى النكبة تحتاج إلى وقفة تأمل ودراسة مسنودة من قيادة شعبنا بمختلف اتجاهاتها من خلال تحقيق المصالحة وفتح الباب لإعادة بناء وترتيب البيت الفلسطيني الداخلي وبشكل خاص منظمة التحرير الكيان السياسي والاجتماعي الموحد لشعبنا وهويته بكافة أماكن تواجده".

وجاءت تصريحات سعدات والمعتقل منذ اختطافه من سجن "أريحا" في 14/3/2006، خلال زيارة محامية مؤسسة مانديلا له في عزله بسجن نفحة، إضافة إلى زيارتها للشيخ الأسير جمال أبو الهيجا من مخيم جنين المعتقل منذ تاريخ 26/8/2002، والمحكوم بالسجن بالمؤبد 9 مرات و20 سنة.

ودعا سعدات القيادة إلى الارتقاء بمستوى الاستعدادات التي طرحتها الجماهير وتأطيرها وفق برنامج يستنهض قواها ويخرج من دائرة المراوحة أو المراهنة على مسار المفاوضات المرتهنة بموازين قوى مختلفة لصالح الاحتلال وحلفائه والدول الإمبريالية.

وحثها على الاستفادة "من مناخ الربيع العربي الذي فجر طاقات شعوب الأمة من محيطها إلى خليجها وهو يرسم الآن ملامح طريق بناء مستقبل أفضل للأمة ويخرجها من دائرة التبعية والعجز ويعيد لها سيادتها وحريتها واستقلالها ووحدتها ويفتح أمامها الطريق للتطور الديمقراطي والازدهار الاجتماعي والاقتصادي" .

وقال سعدات، الذي يقضي حكما بالسجن لمدة 30 عاما، ويحتجز في العزل الانفرادي منذ أيار 2009: "إن الظروف الحالية تملي أيضا على القيادة ارتفاعًا بمستوى المواجهة مع مشروع الاحتلال الذي لا يرتفع سقفه عن ما طرحه نتنياهو في مشروعه الأخير للخروج من مأزقه".

وأضاف إن رؤية نتنياهو ومحدداته بخصوص الدولة الفلسطينية تشكل قاسما مشتركا لكل الأحزاب الصهيونية بمختلف مستوياتها.

المقاومة والتبادل
من جانبه، دعا الشيخ جمال أبو الهيجاء إلى التركيز على المقاومة الفلسطينية كأولوية، إلى جانب السعي بكل السبل للإفراج عن الأسرى، وأن يشكل ذلك الشغل الشاغل لكل الفصائل "عبر الطريق الوحيد لتحقيق ذلك وهو عملية التبادل".

وعبر أبو الهيجاء من عزله عن أمله في أن تكون المصالحة بداية وخطوة حقيقية على طريق الوحدة، "وأن يشكل ذلك موتا حقيقيا لشروط اللجنة الرباعية ولكل الاتفاقات التي أساءت لحقوق الشعب الفلسطيني خلال الفترة الماضية".

ودعا للاستفادة من الحركات الشعبية العربية وتطلعاتها نحو العمل الجاد لتحرير كل فلسطين خاصة بعد أن انهارت الأنظمة العربية التي احتكرت القرار الفلسطيني منذ عام 48.

واستذكر شهداء معركة العودة في ذكرى النكبة، وقال: "هذه خطوة رائعة باتجاه العمل الجاد على انتزاع حق العودة وليس استجداؤه، داعيا إلى أن تستمر هذه الفعاليات في الداخل والخارج ومن البر ومن البحر وأن تقام باستمرار صلوات الجمعة على الحدود بدون انقطاع".

وقال: إن "هذه الطريقة السليمة لدعم الشعب الفلسطيني وليست الطرق الرسمية الأخرى والاحتفالية التي تأتي عبر سياسات التطبيع".

وطالب أبو الهيجاء بمسيرات زحف بعشرات الملايين إلى المسجد الأقصى المبارك والقدس، داعيا اللاجئين في المخيمات الفلسطينية إلى كسر حاجز الخوف وتسيير مسيرات ضخمة تليق بالقدس وبحق العودة.