مطالب بانتشار كثيف للجيش اللبناني على الحدود الشمالية مع سورية

تراوح أزمة النازحين السوريين الذين توافدوا إلى القرى والبلدات الحدودية في الشمال منذ مطلع أيار الحالي مكانها في ظل الضبابية، التي ما زالت تلف الوضع الأمني في الجانب السوري، خصوصاً لجهة السماح للنازحين بالعودة، في الوقت الذي أثار فيه سحب الجيش اللبناني لتعزيزاته التي استقدمها الأسبوع الفائت من الحدود اللبنانية في منطقة البقيعة، والجسر الغربي، حيث توجد قوة مشتركة لضبط الحدود ومراقبتها، مخاوف كبيرة لدى أهالي القرى الحدودية والنازحين السوريين الموجودين في منطقتي البقيعة والعريضة الشرقية.
وعمد النازحون السوريون الموجودون في تلك المناطق خلال ساعات ليل أول من أمس إلى الخروج من المنازل التي كانت تستضيفهم، والتوجه إلى القرى والبلدات الواقعة في داخل وادي خالد، وذلك تخوفاً من بعض ردات الفعل (على حد قولهم)، بعد سحب الجيش اللبناني لتعزيزاته من تلك المناطق، فيما كانت طلقات رشاشة تسمع بين الحين والآخر. وكان الجيش البناني قد عمد أول من أمس الى التخفيف من الاجراءات الأمنية التي اتخذها على الحدود وعند مجرى النهر الكبير مع الابقاء على مراكزه المعتادة.
وما تزال العائلات السورية النازحة في المنطقة في انتظار إيجاد صيغة معينة لعودة النازحين إلى قراهم التي تركواها في الأسابيع الماضية، وتحديداً أبناء بلدات العريضة الغربية، وتلكلخ، وحالات السورية. وكان النازحون قد دخلوا إلى الأراضي اللبنانية عبر المعابر غير الشرعية التي تربط بين البلدين. وشهدت المعابر الحدودية الشرعية في العبودية، والبقيعة (أو ما يعرف بجسر القمار) حركة خجولة جداً تمثلت بعودة النزر اليسير من النازحين إلى بلداتهم، وتحديداً أولئك الذين توافدوا من مدينة حمص منذ بدء الأحداث الأمنية في الداخل السوري.
وأشارت مصادر حدودية إلى أن «حركة انتقال الأفراد على المعابر الشرعية بدأت تعود تدريجياً إلى ما كانت عليه قبل الأحداث الأمنية في سوريا، حيث تشهد تلك المعابر حركة لبعض النازحين الذين دخلوا الأراضي اللبنانية بطريقة شرعية عبر البطاقات التي يحملونها».
ودفعت الأوضاع المستجدة في القرى العكارية الحدودية، وتحديداً في قرى وبلدات وادي خالد، مشايخ ووجهاء ومخاتير المنطقة إلى عقد مؤتمر صحافي أمس، طالبوا خلاله «القوى الأمنية والجيش اللبناني بالانتشار بكثافة على الحدود، وذلك منعاً لأي عمل فتنوي قد يؤدي إلى ما لا تحمد عقباه». وجدد مخاتير المنطقة في بيان صدر عنهم أمس، تأكيدهم على «أن ما يجري في سوريا من أحداث أمنية مؤسفة هو شأن داخلي سوري بامتياز»، لافتين إلى «أن تدخلهم في ذلك الموضوع لا يتعدى الجانب الإنساني لجهة إغاثة النازحين، وتأمين مأوى لهم. وذلك ما تفرضه علينا القيم الدينية والإنسانية، وأي كلام آخر هو كلام غير دقيق». وأشار البيان إلى أن «تواجد الجيش السوري الكثيف على الحدود الشمالية يشكل تربة خصبة لأي محاولة في زعزعة الأمن الذي يعنينا بالدرجة الأولى، لا سيما في الجانب اللبناني، خصوصاً في الوقت الذي يلاحظ فيه وجود خجول لقوى الجيش اللبناني، بالرغم من أن إطلاق نار يتم من داخل الأراضي السورية باتجاه الأراضي اللبنانية من حين لآخر، الأمر الذي يقلق أهالي المنطقة والنازحين على حد سواء».
في غضون ذلك تستمر أعمال الاغاثة للنازحين الموجودين في قرى وادي خالد، حيث تقوم مؤسسات إغاثية رسمية وعربية، وتركية، ودولية، بتوزيع المساعدات على النازحــين الذيـــن بدأت أعــدادهم تنحــصر في المنازل بعــد عودة بعضهم إلى الداخل السوري.