126 يمنياً بين قتيل وجريح خلال 4 أيام الأحمر يدعو القبائل إلى التكتل وصـالـح يأمـــر بـاعـتـقـالـه

دخلت المواجهات المسلحة بين أنصار زعيم قبيلة حاشد اليمنية الشيخ صادق الأحمر والقوات التابعة للرئيس علي عبد الله صالح، يومها الخامس وسط أنباء عن سقوط 126 شخصا بين قتيل وجريح من الجانبين منذ اندلاع المواجهات المسلحة الاثنين الماضي، فيما يستعد المتظاهرون المعارضون والموالون لتجمعات حاشدة اليوم الجمعة بالرغم من تأثر أعدادهم بتصاعد العنف.
وفي وقت دعا الشيخ صادق الأحمر القبائل الموالية له الى الالتفاف حوله بسرعة في وجه صالح، طالبا منها التعقل، ومتهما الاخير بالسعي لجرّ البلاد الى حرب أهلية، نقلت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) عن موقع «سبتمبر نت» قوله إن النيابة العامة اليمنية تعد مذكرة لـ«القبض على المتمردين» أولاد الأحمر وغيرهم، لمحاكمتهم بتهمة «الخيانة العظمى والتمرد المسلح».
وفي حديث الى قناة «الجزيرة»، قال الشيخ صادق الاحمر انه ما زال في منزله في حي الحصبة في شمال صنعاء وهو بخير، داعيا القبائل الى «ألا يتأخروا في دعم اخوانهم المجاهدين الواقفين» في وجه قوات صالح. الا انه دعا القبائل الى ان «يتعقلوا»، متهما صالح بأنه «كذاب يريد جر البلاد الى حرب أهلية»، كما اكد ضرورة «ردع البلطجية» التابعين له. ودعا الأحمر الدول الخليجية والولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الاوروبي الى «الضغط على صالح» لوقف القتال والتنحي، معرباً عن استعداده «من موقع قوة» لوقف النار.
من جهته، قال رئيس وحدة الطوارئ في المستشفى الرئيسي في صنعاء علي العموري انه استقبل 126 قتيلا وجريحا من جراء تبادل إطلاق النيران الذي يهز العاصمة اليمنية منذ يوم الإثنين، فيما اشارت مصادر حكومية وقبلية الى ان 24 شخصا قتلوا في المعارك ليل الاربعاء -الخميس. وأفاد مصدر قبلي ان 18 شخصا قتلوا في المواجهات التي جرت مساء الاربعاء بين الحرس الجمهوري، وحدة النخبة، وعناصر من قبيلة ارحب شمال مطار صنعاء، وهي قبيلة من تحالف قبائل باكيل النافذة في البلاد. وفي حي آخر من صنعاء، قتل ستة اشخاص ليلا. كذلك، اعلن مصدر رسمي أن 28 شخصا قتلوا في انفجار في مخزن ذخائر في صنعاء يعود لقبيلة حاشد، الا أن الشيخ صادق نفى ذلك.
وفي خطوة تصعيدية، أمر صالح بالقبض على الشيخ الاحمر وأشقائه. وأعلن موقع وزارة الدفاع اليمنية «سبتمبر» في رسالة نصية «صدور امر من الرئيس صالح بالقبض القسري على المتمردين أولاد الأحمر بغية محاكمتهم بالتمرد المسلح». ونقل موقع «نبأ نيوز» اليمني عن مصادر محلية أن «مجاميع قبلية موالية للنظام ألقت القبض فجر اليوم (أمس) على كل من الشيخ مذحج عبد الله بن حسين الأحمر، ومعه العقيد هاشم الأحمر - قائد المليشيات القبلية - وآخرين، أثناء محاولة تهريب هاشم الى الأراضي السعودية لتلقي العلاج من إصابة تعرض لها خلال مواجهات الأربعاء».
وفي ساحة التغيير حيث يعتصم الشباب المطالبون بإسقاط النظام، تقلصت أعداد المحتجين الى حوالى 1500 شخص بينما بدت الخيام فارغة. الا ان القيادي في حركة الشباب وليد العماري قال إن الشباب يدعون لجمعة تظاهر كبيرة اليوم، مضيفا «نحاول ان ندعو لحشد الجمعة تحت عنوان جمعة الثورة السلمية» فيما سيتظاهر أنصار الرئيس تحت عنوان «جمعة النظام والقانون».
في هذه الأثناء، كثفت الولايات المتحدة وفرنسا دعوتهما لصالح كي يتنحى. وحثت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون من باريس جميع الأطراف على «وقف العنف في الحال»، مضيفة «نحن مستمرون في دعم اليمن الموحد والمستقر ومستمرون في دعم رحيل الرئيس صالح الذي وافق باستمرار على التنحي ثم تراجع عن ذلك»، فيما أشار مسؤولون أميركيون وعرب إلى امكانية نقل الازمة اليمنية إلى مجلس الأمن لفرض عقوبات غير محددة.
وقررت قطر تعليق عمل سفارتها في صنعاء وسحب أعضاء بعثتها الدبلوماسية نظرا «لعدم الاستجابة للمبادرات والمناشدات» لحل الازمة في اليمن، كما نقلت وكالة الانباء القطرية عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية القطرية. وقالت الوكالة ان قطر «تتابع بقلق بالغ ما يجري في الجمهورية اليمنية الشقيقة من تطورات خطيرة وأحداث مؤسفة».