انفجاراً في بغداد والأنبار: 300 قتيل وجريح

سقط 300 قتيل وجريح في 18 انفجارا استهدفت غالبيتها مصلين في بغداد، اكبرها في مدينة الصدر، بالاضافة الى اهداف متفرقة في محافظة الانبار، في موجة دموية تعتبر الأضخم منذ أسابيع، وتأتي بعد أيام على إعلان السلطات العراقية وقوات الاحتلال الأميركي مقتل «أمير دولة العراق الإسلامية» أبو عمر البغدادي و«وزير حربه» أبو أيوب المصري، وفي خضم اجواء مفاوضات تشكيل الحكومة الجديدة بين الكتل السياسية الرئيسية.
وقال مصدر في وزارة الداخلية إن 13 انفجارا، بسيارات وعبوات، وقعت خلال ساعتين قرب مساجد للشيعة وقت صلاة الجمعة في مناطق مختلفة من بغداد. وكان يوم أمس الأكثر دموية منذ 8 كانون الأول الماضي، والذي سقط فيه حوالى 127 قتيلا ومئات الجرحى بسلسلة تفجيرات استهدفت مراكز حكومية.
وكان اليوم الدموي في بغداد، الذي أدى إلى مقتل 62 شخصا، وإصابة 217، بدأ مع انطلاق الدعوات في الجوامع للمشاركة في صلاة الجمعة. وأدى انفجاران في منطقة الزعفرانية، إلى مقتل شخص، وإصابة 12، تبعه انفجار سيارة قرب مسجد للشيعة في منطقة الحرية شمال العاصمة أدى لمقتل 8 أشخاص، وإصابة 19، فيما قتل 14 وأصيب 36، بانفجار في منطقة الأمين شرق العاصمة.
إلا أن الهجوم الأضخم وقع في منطقة الصدر. وأوضحت مصادر في الشرطة وشهود أن سيارتين انفجرتا على بعد مئات الأمتار عن موقع صلاة الجمعة خارج مركز التيار الصدري، في مدينة الصدر. وخلال محاولة المصلين الفرار من المكان انفجرت عبوتان على الأقل في موقف للسيارات. وأدت الانفجارات إلى مقتل 39 شخصا، واصابة 150 آخرين.
وسارع الناس إلى نقل المصابين بالسيارات والحافلات إلى مستشفى مدينة الصدر الذي اكتظ بالجرحى، مجبرا العديد منهم على الجلوس على الأرض لعدم وجود أسرة لهم. ورشق محتجون القوات الأمنية بالحجارة، فيما رد عناصر الشرطة بإطلاق النار في الهواء.
وقال الشاهد علي سليم، الذي أصيب في التفجيرات، «رأيت كرة نار كبيرة بعد الانفجار». وقال أحد الناجين «لماذا يستهدفوننا دائما».

وبعد ساعات من التفجيرات، قال المسؤول في التيار الصدري حازم الاعرجي لقناة «الشرقية» العراقية أن زعيم التيار السيد مقتدى الصدر طلب من ميليشيا «جيش المهدي» تولي مسؤولية حراسة وحماية المساجد بالتعاون مع قوات الأمن.
وحمل النائب عن التيار الصدري بهاء الاعرجي مسؤولية الهجمات للفراغ السياسي الحاصل في العراق، والذي أدى بالقادة للتركيز على محاولة الحصول على السلطة بدلا من حماية الناس. وقال «إنهم لا ينتبهون إلى الوضع الأمني في البلد. هذه الهجمات تمثل تحذيرا للكتل السياسية من اجل الإسراع بتشكيل الحكومة».
وكالعادة، حمل المتحدث باسم عمليات بغداد الرائد قاسم الموسوي تنظيم القاعدة مسؤولية التفجيرات، معتبرا أنها تأتي ردا على مقتل قادته، متوقعا «حصول المزيد من هذه الهجمات». وكان مسؤولون أميركيون وعراقيون أعلنوا أن الهجوم على قيادة القاعدة في العراق تزامن مع سلسلة من الانتصارات الميدانية الأصغر، اعتقل خلالها أكثر من 300 شخص يشتبه أنهم من نشطاء القاعدة وقتل 19 شخصا.
وسبق موجة التفجيرات في بغداد مقتل ستة أشخاص، واصابة 12، في أربعة انفجارات استهدفت مساكن لقاض وضابط شرطة ومواطنين في الخالدية في الانبار. وعثرت الشرطة على سبع عبوات أخرى لم تنفجر، فعمدت إلى تفكيك ست منها، إلا أن السابعة انفجرت خلال محاولة خبير تفكيكها، ما أدى إلى مقتله.
وأعلن المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت غيبس انه تم اطلاع الرئيس الأميركي باراك اوباما، بناء على طلبه، على الوضع في العراق. وكرر ان تصعيد العنف لن يؤثر على عملية سحب القوات الأميركية المقاتلة قبل نهاية آب المقبل. واوضح ان الادارة الاميركية تواصل حث الزعماء السياسيين العراقيين على اتخاذ الاجراءات السياسية اللازمة لتشكيل الحكومة.
وفي كربلاء، قال ممثل المرجع الديني الشيعي الأعلى في العراق آية الله علي السيستاني الشيخ عبد المهدي الكربلائي، خلال خطبة الجمعة، أن المرجعية تأمل في أن تتقبل الكتل السياسية نتائج الانتخابات بعد إجراء الفرز والعد اليدوي لاصوات بغداد «بشفافية عالية حتى لا تتولد شكوك جديدة ومرحلة أخرى تدخلنا في متاهات جديدة».
من جهة ثانية، قال المتحدث باسم وزارة حقوق الإنسان العراقية كامل أمين مسؤول إن السلطات أغلقت سجنا سريا احتجز فيه أكثر من 400 سجين غالبيتهم من السنة من دون محاكمة واعتقلت ثلاثة ضباط من وحدة بالجيش العراقي أدارت السجن. والوحدة التي أدارت مركز الاعتقال كانت تخضع مباشرة لمكتب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ولكن مسؤولين نفوا وجود أي صلة أو علم لدى الدائرة المقربة من المالكي بوجود السجن