نتنياهو يعـود مـن واشـنطن بمشروع جديد لتهويد القدس

عاد رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو من واشنطن، حاملا معه 29 تصفيقا نالها من الكونغرس الأميركي، ليستثمرها في مشاريع استيطانية جديدة تكرّس عملية تهويد القدس المحتلة بـ115 مليون دولار إضافية. لكنّ ذلك لم يثن لجنة المبادرة العربية عن إعلان الدعم الكامل للتوجه إلى الامم المتحدة في أيلول المقبل، لطلب الاعتراف الدولي بإعلان الدولة الفلسطينية. أما مصر ما بعد الثورة، فنفذت وعدها بفتح معبر رفح وتسهيل مرور الفلسطينيين، ما أثار انتقادات اسرائيلية، استغلّت هذا الإجراء لتبرير مخططاتها في السيطرة على غور الأردن. (تفاصيل ص14)
وقررت الحكومة الإسرائيلية أمس، تخصيص مبلع 400 مليون شيكل، أي حوالى 115 مليون دولار لـ«تطوير» القدس. ووفق ما قاله
نتنياهو في مستهل اجتماع الحكومة الذي عقد في شرقي القدس، في مسجد القلعة الذي حولته إسرائيل إلى ما تسميه «قلعة النبي داوود»، فإن هذه الأموال ستخصص «لتعزيز مدينة أرض آبائنا ومساعدة سكانها». وأضاف «هذه الأموال ستستخدم في تطوير البنى التحتية والسياحة والتكنولوجيا وإعطاء منح دراسية للطلاب وللجنود الذين أكملوا خدمتهم العسكرية، وترميم مواقع آثارية مهمة لدولتنا ولشعبنا».
وكرّر نتنياهو خلال الاجتماع ما أعلنه امام الكونغرس الأميركي قائلا إن «القدس عاصمة للشعب والدولة اليهودية، وقد وحدها الأجداد قبل 44 عاما، وعلى العالم بأسره أن يعلم أن الشعب الاسرائيلي وأصدقاءه يقفون معاً وسويةً مخلصين لأورشليم القدس ولتراثنا».وذكرت تقارير حقوقية أن المستوطنين، وبغية مواجهة أي تحرك فلسطيني محتمل لإعلان دولة امام الامم المتحدة، قرروا بناء عشرات المواقع الاستيطانية على أراضي الضفة الغربية. وقال تقرير صادر عن «المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان» في منظمة التحرير الفلسطينية، إن «هناك 41 موقعاً يسعى المستوطنون إلى إقامة بؤر استيطانية عشوائية فيها في رام الله وبيرزيت ونابلس وبيت لحم والخليل، ومنطقة الخان الأحمر شرقي القدس».
في المقابل، جاء في البيان الختامي لاجتماع لجنة المبادرة العربية في الدوحة، ان اللجنة الوزارية لمبادرة السلام العربية قررت «التوجه الى الامم المتحدة لتقديم طلب العضوية الكاملة لدولة فلسطين على اساس خطوط عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وذلك خلال الدورة المقبلة للجمعية العامة للأمم المتحدة في ايلول» المقبل. وأكد البيان الختامي ايضاً «عزم الجانب العربي على اتخاذ كافة الاتصالات اللازمة لحشد الدعم المطلوب من اعضاء مجلس الأمن والتجمعات السياسيـة والجغـــرافية في الامــم المتحدة بما يسمح بصدور هذا الــقرار».
وكان رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، الذي تترأس بلاده لجنة المبادرة العربية، دعا في افتتاح اجتماع الدوحة الى «تجميد البحث» في عملية السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين، لأن الشريك الاسرائيلي «غير جاهز» بعد لهذه المفاوضات، حسب قوله.
في هذا الوقت، بعدما فتحت مصر معبر رفح أمام الفلسطينيين أمس الأول، قال مسؤول حدودي فلسطيني ان 450 مسافراً عبروا من غزة إلى الأراضي المصرية خلال يوم واحد. ورفضت السلطات المصرية عبور 23 شخصاً فقط بسبب مخاوف امنية. اما وزير المالية الاسرائيلي يوفال شتاينتز، فقال لدى دخوله لحضور الاجتماع الاسبوعي للحكومة الاسرائيلية في القدس المحتلة «أرى ان هذا (فتح المعبر) مجرد دليل آخر يوضح لماذا تصر اسرائيل في أي اتفاق مستقبلي على التمسك بالبقاء في وادي الأردن لكي تمنع بنفسها تهريب السلاح أو تسلل الإرهابيين».