دمشق تدين العدوان الإسرائيلي في الجولان و نتنياهو: محاولة لتسخين الأوضاع الحدودية

أدانت سوريا التي شيّعت أمس شهداء ذكرى النكسة، «العدوان الاسرائيلي الصارخ» على المتظاهرين الذين حاولوا العبور إلى الجولان المحتل أمس الاول، واعتبرته تأكيدا على «حقيقة إرهاب الدولة» الاسرائيلي، فيما رأى كل من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع ايهود باراك الاسرائيليين أن التظاهرات جاءت «محاولة لصرف الانتباه الدولي» عما يحدث في المدن السورية. وكانت المواقف الغربية في هذا الصدد مساندة لما اعتبرته «حق اسرائيل في الدفاع عن حدودها».
ونقلت وكالة «سانا» السورية للانباء عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية قوله إن «سوريا تدين بشدة العدوان الصارخ الذي شنته إسرائيل أمس على مدنيين عزل سوريين وفلسطينيين احتشدوا على خط فصل القوات في الجولان السوري المحتل مؤكدين حقهم الطبيعي والقانوني في تحرير الأرض وفي العودة. وقد أدى هذا العدوان إلى سقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى الأمر الذي يؤكد حقيقة إرهاب الدولة الذي تمارسه إسرائيل وحقيقة النزعة العدوانية الإسرائيلية ضد أبناء أمتنا». وأضاف المصدر «نضع ما تقوم به اسرائيل برسم المجتمع الدولي وبرسم كافة الجهات المنادية بحقوق الانسان وبحرمة الحياة الإنسانية».
من جهته، قال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو إن «الاحداث على الحدود السورية لم تنطلق بالصدفة. هناك محاولة لتسخين الأوضاع على الحدود ومحاولة اختراق حدودنا»، وأضاف ان «اسرائيل ستدافع عن حدودها»، متهما دمشق «بمحاولة صرف الانتباه الدولي عن مجازر المدنيين في المدن السورية»، كما اعتبر أن «القضية تدور حول واقع وجود الدولة الاسرائيلية».
وقال وزير الدفاع الاسرائيلي إيهود باراك «ليس لدينا خيار غير الدفاع عن حدودنا. أعتقد أنه (الرئيس السوري بشار الأسد) سيسقط. لقد فقد شرعيته». وأضاف لاذاعة اسرائيل «إذا توقف اليوم عن استخدام القوة فسينظر له على أنه ضعيف وستتم الإطاحة به. إذا استمر فسيكون القتل أعمق وستحدث انشقاقات في الجيش أيضا... في رأيي لقد تحدد مصيره». أما عضو الكنيست الاسرائيلي بنيامين بن اليعزر فاعتبر أن «التوتر سيتزايد على مختلف الحدود الاسرائيلي. هناك حل واحد، هو الاعتراف بالدولة الفلسطينية والجلوس إلى طاولة التفاوض».
وصرح المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي افيتال ليبوفيتش «بحسب علمنا سقط نحو عشرة اشخاص بانفجار ألغام سورية نجم عن زجاجات حارقة استعملوها في منطقة القنيطرة» في جزء من الجولان المحتل.
واتهمت السلطة الفلسطينية اسرائيل «بمهاجمة متظاهرين سلميين تحق لهم العودة إلى ديارهم، بعنف»، فيما أعلنت حكومة حماس المقالة في غزة ثلاثة أيام حداد على «شهداء فلسطين».
أما المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية مارك تونر فقال «اننا ندين ما يبدو انه محاولة من الحكومة السورية للتحريض على الاحداث ولتحويل الانتباه عن مشاكلها الداخلية»، مستطردا «من الواضح ان مثل هذا التصرف لن يؤدي الى تحويل الانتباه الدولي عن سلوك الحكومة السورية المدان ضد شعبها». واعتبر المتحدث ان «من حق اسرائيل كدولة ذات سيادة ان تدافع عن نفسها».
في المقابل، دعت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون اسرائيل الى القيام برد «مدروس ومنسق» داعية السوريين الى الامتناع عن القيام «باستفزازات». ودعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون كافة الاطراف «الى ممارسة اقصى قدر من ضبط النفس والتقيد الصارم بالقوانين الدولية الانسانية لحماية المدنيين».
واعترفت بريطانيا «بحق اسرائيل في الدفاع عن نفسها» كما جاء في بيان من وزير الخارجية وليام هيغ الذي اعتبر برغم ذلك انه «من الحيوي ان يكون كل رد نسبيا ويتفادى استعمال القوة القاتلة الا في حال الضرورة المطلقة مع احترام الحق في التظاهر».
من جانبها اعلنت وزارة الخارجية الفرنسية ان فرنسا دعت السلطات السورية الى فرض احترام المنطقة العازلة بين اسرائيل وسوريا معربة عن «اسفها الشديد» من «انتهاك تلك المنطقة» وكذلك من «الافراط في استعمال القوة في الرد عليها». واعلن المتحدث باسم الوزارة برنار فاليرو في ندوة صحافية ان «فرنسا تعرب عن قلقها الشديد من الاحداث الجديدة التي وقعت في الخامس من حزيران في الجولان واسفرت عن سقوط العديد من القتلى والجرحى، وتأسف بشدة لانتهاكات المنطقة العازلة بين اسرائيل وسوريا والافراط في استعمال القوة في الرد عليها».
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان «نحن نعبر عن قلقنا البالغ في ما يتصل بالتصاعد الجديد للمواجهات الاسرائيلية الفلسطينية. والامر الذي يبعث على القلق بوجه خاص هو وفاة واصابة كثير من المتظاهرين المسالمين خلال هذه الاحتجاجات».
وشيع الآلاف من المواطنين السوريين والفلسطينيين جثامين الشهداء الذين سقطوا أمس الأول برصاص جنود الاحتلال الإسرائيلي على مشارف الجولان السوري المحتل بموقع عين التينة ومدينة القنيطرة المحررة، فيما منعت قوات الامن السورية عشرات المتظاهرين أمس من الوصول إلى المواقع الحدودية.
إلى ذلك، أفادت قناة «الجزيرة» الإخبارية بسقوط 20 جريحا في إطلاق نار من مقر الجبهة الشعبية ـ القيادة العامة في مخيم اليرموك قرب دمشق، على عائلات فلسطينية هاجمت المقر خلال تشييعها بعضا من شهداء ذكرى النكسة، وحملت الفصائل الفلسطينية في المخيم مسؤولية وفاة ابنائها.