لا يا سماحة المفتي...ما هكذا تورد الابل...؟؟؟بقلم عثمان بدر

مرة جديدة تتجلى العنصرية اللبنانية تجاه الفلسطينيين المقيميين في لبنان و هذه المرة من بوابة رجال الدين و من تحت عباءة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ الدكتور محمد رشيد راغب قباني شخصيا الذي نقل عن سماحته اتهامات باطلة و كلمات نابية بحق الشعب الفلسطيني واساءات متعمّدة طالت قضيته الوطنية برمتها و تضحيات الشهداء وانّات الجرحى وعذابات الاسرى على مدار اكثر من خمسين عاما،وتكمن خطورة الامر بكون هذا التجريح و التقبيح قد صدر عن مرجع ديني يمثّل طائفة دينية يعد غالبية الفلسطينيين جزءا منها ما يعني عمليا محاولة لسلخهم و ابعادهم عن طائفتهم و نبذهم منهاو لا سيما ان غالبية الفلسطينيين يشعرون بالغربة عن مؤسسة دار الافتاء بعد استشهاد المفتي الشيخ حسن خالد رحمه الله الذي يعتبرونه شهيد القضية الفلسطينية خاصة و ان مواقف العديد من مشايخها سلبية اتجاهم و فيها الكثير من الظلم و الجور لهم و التجنّي عليهم فهم لم ينسوا بعد انه نقل عن احد المفتيين فتوى شرعية بجواز استباحة اموال و ممتلكات ابناء مخيم نهر البارد و ربما نسائهم ابان معركة الجيش اللبناني مع جماعة"فتح الاسلام" و اذا صحّ هذا الكلام فانه قد حكم عليهم بالكفر و بالخروج عن الملّة المحمديةو معلوم ان القاعدة الشرعية تقول ان من كفّر مسلما فقد كفر فكيف الحال و هو قد كّفر ما يربو على اربعين الفا من المسلمين و استباح اموالهم و اعراضهم و قد التزمت حينها دار الفتوى الصمت ازاء هذه الفتوى و لم تصدر ما يناقضها او يدحضها كما انها بررّت تدمير مساجدهم ومصلاّتهم و تجريفها و هذا ما ترك اثارا نفسية سلبية في نفوسهم و قلوبهم كما ان اهمية هذه التصريحات تكمن بكونها ايضا قد صدرت عمّن يفترض انه واسع الصدر و يتمتع بالحكمة والموعظة الحسنة و ينبغي ان يكون الجميع عنده سواسية ك"اسنان المشط" لا ان يكون طرفا ضد طرف و ينصر الظالم على المظلوم و كما ان خطورتها تتمثل بكونها نقلت على لسان رجل دين ينبغي ان يتمثّل باخلاق الرسول الاكرم محمد صلى الله عليه و سلم وهو الذي يقف على منبره ليعلّم الناس و يفقههم في امور دينهم و دنياهم ما يعني انه لازما ان يتمتع بالحلم و اللين و حسن المعشر امتثالا لقول الباري عزوجل:"..ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضّوا من حولك..."،ثم الم يكن اجدى بسماحته ان يتوخّى الحقيقة عملا بالاية الكريمة :"..اذا جآءكم فاسق بنبأ فتبينّوا عسى ان تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين.." ،و جاءت اتهامات المفتي و كلماته النابية و الجارحة على خلفية اتهامات ادارة مستشفى"دار العجزة" لسكان التجمع بانهم معتدون على الارض المقام عليها تجمعهم السكني علما ان الارض المشاد عليها كان قد قدمها المرحوم عمر الداعوق عام 1952 للاقامة عليها الى حين العودة و قدر صدر حكم قضائي عن احدى المحاكم اللبنانية عام 1967 قضى باحقية بناء التجمع ما يعني بطلان الاتهام الموجه للسكان بالاعتداء على الارض او اغتصابها و لو افترضنا جدلا ان هناك نزاعا بين فئتين فينبغي من المفتي ان يكون حكما لا طرفا فية عملا بقول الاية الكريمة:" و اذا اختلفت فئتان من المسلمين فاصلحوا بينهما.."، الفلسطينيون في لبنان يعتبرون ما ورد على لسان سماحته جريمة منكرة و مستنكرة و هي محاولة لتعكير المياه ما قد تستغلها بعض الجهات او الاطراف للاصطياد و لزجهم في اتون الخلافات الداخلية اللبنانية و عليه فانهم ناشدوا المجلس الاسلامي الشرعي الاعلى و مجلس المفتيين ان يعلنا موقفا صريحا لا لبس فيه من هذه التصريحات التي و شك انها قد اساءت الى موقع دار الافتاء و مكانتها التي يجلّون و يحترمون ،كما دعوا القوى السياسية اللبنانية و لا سيما تلك التي اصمّت آذانهم بالحديث عن وقوفها الى جانب شعبهم و حقوقه المشروعة و قضيته العادلة ان تحدّد موقفها ازاء هذه القضية برمتها و خاصة لناحية قرار ازالة "مخيم الداعوق" نظرا لما يتضمن هذا القرار الجائر من مخاطر على قضيتهم الوطنية و يصب عن قصد او دونما قصد في خدمة مخططات و اهداف "اسرائيل" الرامية الى شطب المخيمات الفلسطينية باعنبارها شاهدا على النكبة لاسيما و ان قضية نازحي "مخيم نهرالبارد"لم تحلّ بعد كما لم تحلّ من قبلها قضية مهجّري "تل الزعتر" و"جسر الباشا" و"النبطية" و سواهم من المخيمات و التجمعات التي تعرضت للازالة،كما و دعوا قيادتهم الفلسطينية في " رام الله "الى تحمّل مسؤولياتها تجاه المقيمين في لبنان والتدخل الفوري و العاجل لوقف تنفيذ ازالة"مخيم الداعوق"، بكل الاحوال كلام المرجع السني الاكبر في لبنان اعاد الى اذهان الفلسطينيين الكلام الظالم و الغاشم و البعيد كل البعد عن المعاني الانسانية و الاخلاقية و مقومات الاخوّة الحقّة الذي سبق و ان صدر بحقهم على لسان السياسي اللبناني البارز و النائب السابق في البرلمان نقولا فتوش حين وصفهم ب"النفايات البشرية" و كان حينها يشغل منصب وزير،من ناحيته امين الفتوى الشيخ خلدون عريمط سارع الى محاولة رأب الصدع واعادة الامور الى نصابها فقام بزيارة الى "سفارة فلسطين" في بيروت التقى خلالها بعدد من القيادات الفلسطينية وحمل اليهم تطمينات بعدم ازالة تجمع"الداعوق"و اكّد ان دار الفتوى هي دار للفلسطينيين كما هي للبنانيين،وكان المفتي شخصيا قد اصدر بيانا نفى فيه ما نسب اليه من اقوال تمس الفلسطينيين غير ان هذا لم يشف غليل ابناء المخيمات الذين هالهم ان يصدر هذا الكلام عن سماحته شخصيا و لكنهم في السياق نفسه لم يستغربوه لا سيما و انهم يعيشون بتفاصيل مجريات الاوضاع اللبنانية و يتابعون عن كثب الاحداث و تصريحات المسؤوليين اللبنانيين و يلاحظون كيف ان تصريحات المفتي بغالبيتها توتيرية و تصعيدية على الصعيد الداخلي اللبناني و انها كانت سببا مباشرا في احداث السابع من ايار الشهيرة حين اتهم "حزب الله" بمحاولة "اجتياح" بيروت و لكنهم في الوقت عينه يتساءلون عن اسباب و دوافع محاولة المفتي استعدائهم ووضعهم في مواجهة مع دار الفتوى و الطائفة السنية و من صاحب المصلحة في حدوث هذا الامر...؟؟ وهل ان الجهات السياسية التي ترعى المفتي و"تطبّل" له و"تزمّر" ترضى بان تحصل هذه"الفتنة" او هي صاحبة مصلحة في ذلك...؟؟و خلاصة القول ان تاريخ السياسيين اللبنانيين متخم بالاقوال و الافعال العنصرية تجاه الفلسطينيين و تصريحات المفتي ليست الاولى و لن تكون الاخيرة..و لكنها الاكثر ايلاما لهم باعتبار انها قد صدرت عن رجل دين لا يستهان بمقامه و يعتبر في الوقت ذاته مرجعهم الديني....؟؟؟