واشنطن: «الأطلسي» يكثف محاولاته لقتل القذافي

كشف قائد قيادة العمليات المشتركة لحلف شمال الأطلسي في نابولي الأدميرال الأميركي صامويل لوكلير أن قوات «الأطلسي» تستهدف القذافي بشكل نشط وتسعى لقتله، مشيرا إلى انه يجب نشر قوات أجنبية على الأرض الليبية بعد الإطاحة به، فيما أعلن الاتحاد الأفريقي أن القذافي وافق على عدم المشاركة في مفاوضات لإنهاء النزاع في ليبيا.
ونقلت مجلة «فورين بوليسي» أمس عن العضو في لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب الأميركي مايك تيرنر قوله إن الأدميرال لوكلير أخبره في أيار الماضي أن قوات «الأطلسي» تستهدف القذافي بشكل نشط وتسعى لقتله، رغم استمرار تأكيد إدارة أوباما أن «تغيير النظام» ليس الهدف، وهو أمر لم يسمح به قرار مجلس الأمن الدولي 1973.
وقال تيرنر، المعارض لمشاركة واشنطن في الحرب على ليبيا، «يشتمل تفويض الأمم المتحدة على ثلاثة عناصر: الحصار، وفرض منطقة حظر طيران، وتوفير الحماية للمدنيين. وأوضح الأدميرال لوكلير أنه قد تم تفسير حماية المدنيين بأنها تجيز التخلص من سلسلة القيادة العسكرية للقذافي، بما في ذلك القذافي نفسه. لقد قال إنها الآن مهمة الأطلسي كما تم تفسيرها». وأضاف تيرنر «كنت أعتقد أننا نستهدف القذافي، لكن حديث الأدميرال أكد لي هذا الأمر. اعتقد أن ما يقوم به الأطلسي أبعد من حماية المدنيين، لذا، فهم يتجاوزون ما تنص عليه المهمة».
وأوضح تيرنر أن لوكلير شدد على أن مهمة «الأطلسي» لا تشتمل على تغيير النظام في ليبيا، لكن «عندما قلت للوكلير إنكم إن تخلصتم من القذافي، فإن ذلك سيؤدي إلى تغيير النظام، فانه لم يكن لديه إجابة على هذا الأمر».
وأوضح تيرنر إن لوكلير قال علنا، في مؤتمر في بلغاريا في 30 أيار الماضي، انه قد يكون هناك حاجة «لقوة صغيرة» على الأرض الليبية بعد انهيار نظام القذافي. وتابع تيرنر «الرئيس (الأميركي باراك أوباما) لم يحضر إلى الكونغرس ويقول هذا الأمر، ولكن الأدميرال لوكلير يسعى إلى استهداف نظام القذافي، والقذافي نفسه، ويفكر بنشر قوات على الأرض بعد الإطاحة به. إن عدم وضوحهم مع الكونغرس أمر مهين».
وفي بريتوريا، أعلنت لجنة وساطة الاتحاد الأفريقي حول الأزمة في ليبيا، في بيان، إن اللجنة «ترحب بقرار العقيد القذافي بعدم المشاركة في عملية التفاوض» لإنهاء النزاع في ليبيا. ويرئس الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز مجموعة رؤساء الدول التي تضم قادة جنوب أفريقيا جاكوب زوما، والكونغو دنيس ساسو نغيسو، ومالي امادو توماني توريه وأوغندا يويري موسيفيني.
وقال البيان ان «اطراف النزاع في ليبيا سيبدأون حوارا وطنيا بهدف التوصل الى وقف لاطلاق نار شامل ومصالحة وطنية واجراءات لعملية انتقالية اضافة الى جدول زمني للانتقال نحو الديموقراطية». واضاف ان «هذه الاجراءات التي نقترحها ستسير بالتزامن مع جهد انساني قوي. وفي هذا الاطار، نجدد الدعوة التي اطلقناها في قمة الاتحاد الافريقي الاستثنائية في 25 ايار لوقف عمليات القصف التي يقوم بها الاطلسي واقرار هدنة انسانية».
وكان زوما قال، امام اللجنة، ان «قصف حلف شمال الأطلسي المتواصل لليبيا يثير قلق لجنتنا وقلق الاتحاد الأفريقي لان النية من القرار 1973 كانت حماية الشعب الليبي وتسهيل نقل المساعدات الإنسانية»، مضيفا «لم تكن النية من القرار إجازة حملة لتغيير النظام أو الاغتيال السياسي» للقذافي.
وقال المتحدث باسم النظام الليبي موسى إبراهيم، أمس ردا على ما قاله نائب رئيس المجلس الوطني الانتقالي المعارض عبد الحفيظ غوقة أمس الأول من أنهم يتوقعون عرضا سريعا من القذافي لإنهاء الحرب، «القذافي هنا. وسيبقى. انه يقود البلد ولن يتركه ولن يستقيل، لأنه ليس لديه أي منصب رسمي». وكرر اقتراح الحكومة إجراء انتخابات تحت إشراف الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، موضحا «إذا قرر الشعب الليبي أن يرحل القذافي فسيرحل وإذا قرر الشعب انه ينبغي أن يبقى فسيبقى».
ومني الزعيم الليبي بهزيمة إعلامية حين انشق أربعة من أفراد المنتخب الوطني لكرة القدم و13 شخصية أخرى في مجال كرة القدم وانضموا إلى المعارضين.
ميدانيا، قال مراسل «فرانس برس» إن معارك بالأسلحة الثقيلة كانت تجري في السهل الممتد بين جبال البربر التي يسيطر عليها الثوار وطرابلس الواقعة على بعد حوالى 50 كيلومترا من ذلك الموقع. وأشار إلى أن قصفا عنيفا بصواريخ «غراد» وإطلاق نار كثيفا بالأسلحة الرشاشة الثقيلة سمع من يفرن.
وذكر التلفزيون الليبي أمس الأول إن 15 شخصا قتلوا، وأصيب 20، في غارة شنتها طائرات «الأطلسي» استهدفت «مواقع مدنية» في البريقة، فيما نفى «الأطلسي» ذلك مؤكدا انه قصف «أهدافا عسكرية». وهزت ثلاثة انفجارات قوية ضاحية تاجوراء شرق طرابلس.
واعتبر مدعي المحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو اوكامبو، في بيان، إن «الجرائم لا تزال (ترتكب) حتى اليوم في ليبيا. ومن اجل وقف الجرائم وحماية المدنيين في ليبيا ينبغي اعتقال القذافي». ويعلن قضاة المحكمة الجنائية الدولية اليوم ما إذا كانوا سيصدرون أم لا مذكرات توقيف بحق القذافي ونجله سيف الإسلام ورئيس الاستخبارات الليبية عبد الله السنوسي.