القذافي يهدد أوروبا ويدعو الأطلسي للتفاهم مع الشعب الليبي

حذر الرئيس الليبي معمر القذافي حلف الأطلسي من «كارثة» إذا لم يوقف عمليته على ليبيا وينسحب «للتفاهم مع الشعب الليبي»، مهددا بنقل القتال إلى اوروبا والرد بالمثل، وداعيا مناصريه إلى الزحف نحو الجبل الغربي ومصراتة لإخراج الثوار المعارضين منهما، فيما نفى ابنه سيف الإسلام التهم الموجهة إليه من قبل محكمة لاهاي الدولية بإعطاء الأوامر بقتل المدنيين، ساخرا من المحكمة التي اعتبرها أداة في يد الحلف الأطلسي الذي أكد أنه يهدف من خلال عملياته إلى السيطرة على ليبيا، فيما كانت أخته عائشة تؤكد حدوث محادثات بين النظام والثوار الذين تراجعوا جنوبا في مسار تقدمهم نحو العاصمة طرابلس.
وقال معمر القذافي في رسالة صوتية إلى الآلاف من مناصريه الذين تجمعوا في الساحة الخضراء في العاصمة الليبية طرابلس، إن على قوات الأطلسي أن توقف عملياتها وتسحب طائراتها وتبدأ بالتفاهم مع الشعب الليبي، قبل أن تواجه «كارثة» مشيرا الى ان الغارات الاطلسية لم تسفر عن نتيجة ويجب البحث عن مخرج. وقال «إذا استمرت الأوضاع كما هي فسنعاملكم بالمثل، وباستطاعتنا ان ننقل القتال إلى اوروبا». كما دعا مناصريه إلى الزحف باتجاه الجبل الغربي ومصراتة لـ«تطهيرهما» من الثوار الذين وصفهم بـ«الخونة والمرتزقة لدى فرنسا. مثلما كان هناك خونة أيام الاحتلال الايطالي». وقال القذافي إن النساء قمن ببيع الذهب، لشراء القماش الكافي لصنع علم ليبي أخضر تم رفعه في الساحة الخضراء أمس، وقال إن طوله يصل إلى 4 كيلومترات و500 متر. كما حمّل القذافي الثوار مسؤولية «جعل الليبيات يعملن في بيوت التونسيات، بعدما كانت التونسيات يعملن لدى الليبيات».
من جهته، قال سيف الإسلام القذافي في مقابلة مع قناة «روسيا اليوم» إن المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي «محكمة ميكي ماوس... أن أكون مسؤولا عن قتل الناس، إنها مزحة كبيرة». ونفى القذافي مسؤوليته ووالده عن قتل المدنيين، موضحا أن «أحدا لم يعط الاوامر. لا أحد. الحراس أطلقوا النار، عندما فوجئوا بالناس يهاجمون مواقعهم العسكرية. لا يحتاجون في ذلك إلى أوامر للدفاع عن أنفسهم».
واعتبر سيف الإسلام أن هدف حلف الأطلسي يكمن في «السيطرة على ليبيا»، لكنه أكد أن «أحدا لن يستسلم. لا أحد سيرفع العلم الأبيض. نريد السلام، لكن إذا أردتم القتال، فلسنا جبناء، سنقاتل».
أما عائشة القذافي فقالت للتلفزيون الفرنسي في مقابلة أذيعت أول من أمس، إن «مفاوضات مباشرة وغير مباشرة تجري (بين النظام والثوار) ويجب علينا حقن دماء الليبيين».
وصرح وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه اثناء زيارة الى موسكو ان فرنسا ابلغت الحلف الاطلسي ومجلس الامن الدولي بتسليمها الثوار الليبيين أسلحة.
وبدا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من جهته منتقدا إلقاء اسلحة فرنسية للثوار في ليبيا الذين يقاتلون نظام العقيد معمر القذافي، منددا بـ«التفسيرات» المختلفة لقرار الامم المتحدة الذي يتيح اللجوء الى القوة لحماية المدنيين.
وأكد جوبيه لإذاعة «فرانس انتر» ان باريس لم تزود الثوار «الا بأسلحة للدفاع عن النفس». وقال «تعرض سكان لهجمات من قبل قوات القذافي وكانوا في وضع صعب ولهذا السبب القينا لهم بالمظلات ادوية وغذاء وأسلحة للدفاع عن النفس بما يتماشى مع القرار 1973».
من جهتهم، اعتبر رؤساء الدول الافريقية الذين يشاركون في قمة تعقد في مالابو الجمعة انه يجب استبعاد معمر القذافي من المفاوضات لاخراج ليبيا من الازمة. وقال مفوض السلم والامن في الاتحاد الافريقي رمضان العمامرة كما جاء في الوثيقة الختامية التي تمت الموافقة عليها في القمة الـ17 للاتحاد الافريقي بعد مشاورات استمرت ساعات، «يجب الا يشارك القذافي في المفاوضات». وقال العمامرة ان رؤساء الدول اتفقوا على «اتفاق اطار».
وتشمل المقترحات وقف إطلاق النار فورا وتمكين الفرق الانسانية من الوصول الى المدنيين وعملية انتقالية باتجاه انتخابات ديموقراطية ونشر قوة دولية.