إسرائيل: حزب اللّه يسرّع نقل أسلحته المتطوّرة من سوريا

لا يزال هاجس نقل السلاح والوسائل القتالية من سوريا إلى حزب الله، طاغياً على الانشغال الإسرائيلي حيال الساحتين، اللبنانية والسورية. الربط الإسرائيلي بما يجري من اضطرابات في سوريا، وإمكان نقل سلاح «خارق للتوازن» إلى حزب الله، واضح في تصريحات وتعليقات إسرائيلية، تصدر منذ أشهر، آخرها ما ورد في صحيفة «التايمز» البريطانية قبل أيام، نقلاً عن «مصادر استخبارية شرق أوسطية»، لا يُستبعد أن تكون إسرائيلية. ففي الصحيفة اللندينة، ورد أن سوريا سرّعت عمليات إمداداتها من الأسلحة، بما في ذلك الصواريخ البالستية المتطورة من طراز سكود، وفاتح 110 و صواريخ أخرى من طراز ام 600، إلى حزب الله.
وتعليقاً على ما ورد في التايمز، قالت مصادر أمنية إسرائيلية، لصحيفة إسرائيل اليوم، المقربة من رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إن تل أبيب تنظر بقلق إلى الأخبار الواردة عن نقل صواريخ وسلاح من سوريا إلى لبنان. وأكدت أن «حزب الله مشغول، حتى قبل اندلاع الثورة السورية، بل ومنذ بدء الثورة في مصر في كانون الثاني الماضي، بعملية تعزيز واستقواء عسكري غير مسبوق. والحدود اللبنانية الإسرائيلية تشهد الآن تهديداً تجاه إسرائيل، أعظم وأشد من أي تهديد مضى». أضافت المصادر إن «السلاح المنقول إلى لبنان، سيوجَّه في نهاية المطاف نحو إسرائيل، وبالتالي ندرك أن نقله إلى لبنان يمثّل خطراً، ونقوم بمتابعته».
وبشأن «إرساليات» الصواريخ من سوريا إلى حزب الله، تساءلت صحيفة يديعوت أحرونوت أمس، عن السبب الذي يدفع إسرائيل إلى الإحجام عن مهاجمة قوافل الأسلحة لدى عبورها، أو خلال نقلها، إلى لبنان. وكتب معلق الشؤون الأمنية في الصحيفة، رون بن يشاي، المعروف بسعة اطلاعه وعلاقاته بالمؤسسة الأمنية في إسرائيل، أن «نقل كميات كبيرة جداً من الصواريخ، القصيرة والبعيدة المدى، من مخازن تابعة لحزب الله في سوريا، إلى قواعده في لبنان، يعني أن حزب الله بات أقوى من ذي قبل». وأشار إلى أن «حزب الله، وبالتشاور مع السلطات السورية، قرر نقل سلاحه إلى لبنان، خشية سقوط النظام السوري، وعدم منح النظام الجديد إيّاهما حرية التصرف بمستودعات الأسلحة التابعة لهما».
وبحسب بن يشاي، «لدى حزب الله صواريخ ثقيلة ودقيقة منذ سنوات، إلا أنه بات لديه الآن كميات أكبر» منها، مشيراً إلى أن «سوريا زوّدت حزب الله بأنظمة مضادة للطائرات، وبكميات كبيرة». وتساءل الكاتب «كيف لإسرائيل، التي أعلنت في الماضي أنها لن تسمح بنقل أسلحة كاسرة للتوازن من سوريا إلى لبنان، بل وهددت أيضاً بمهاجمتها، أن تحجم حالياً عن استهدافها؟». وتابع يقول إن «الجواب قد يكمن في أن الاسرائيليين قرروا ضبط النفس وعدم الإقدام على ما من شأنه إيجاد مبرر للنظام السوري للخروج من أزمته، وتمكينه من الرد على الهجوم الإسرائيلي، محولاً بذلك اهتمام وأنظار المتظاهرين والثوار، عن الثورة القائمة حالياً في سوريا».
وفي إطار رسائل الردع الإسرائيلية ضد لبنان، التي أُعيد تنشيطها في الآونة الأخيرة، كتب معلق الشؤون العسكرية في صحيفة جيروزاليم بوست، يعقوب كاتس، أن «الجيش الإسرائيلي يدرك أن تدمير حزب الله غير ممكن، وأن مرور السنوات يعني تعاظماً إضافياً للقدرات العسكرية التي يملكها، إذ يُعتقد بأنه بات يملك حوالى خمسين الف صاروخ مختلفة الحجم والمدى، لذا فإن فرضية العمل لدى الجيش الإسرائيلي، تحددت بأن نجاح الحرب المقبلة مرهون بطول فترة الهدوء التي تعقبها. ومن هنا يأتي كلام قائد المنطقة الشمالية، اللواء غادي ايزنكوت، الذي أنهى مهمّاته في الأسبوع الماضي، إذ قال إن الحرب المقبلة ستكون مختلفة كلياً. وإذا كان حزب الله قد استعدّ جيداً وعلى نحو أفضل، فإننا نحن أيضاً، سنكون على جهوزية مختلفة للمواجهة المقبلة».
وتابع كاتس يقول إن «التقدير العام في الجيش الإسرائيلي، أنه بات أكثر جهوزية من الناحية العسكرية عن ذي قبل، إذ خضع لسلسلة واسعة من التدريبات والمناورات طوال السنوات الماضية، وحسّن من وسائله القتالية بما يشمل تكنولوجيا جديدة تسمح للوحدات المقاتلة بالسيطرة والتحكم في ميدان المعركة، كما أنه زاد من استثماره في ميدان الاستخبارات، وأنشأ بنك أهداف أكبر بكثير مما كان يمتلكه عشية حرب لبنان الثانية عام 2006».
وفي نفس الوقت، تساءل كاتس عما إذا كان الجيش الإسرائيلي ينوي مهاجمة سوريا في الحرب العتيدة، على عكس ما جرى خلال الحرب الماضية، مشيراً إلى أن «العلاقة بين حزب الله وسوريا شهدت تنامياً كبيراً منذ عام 2006، بل وأصبح لدى الحزب قواعد ومخازن عسكرية في سوريا، تضم أسلحة متطورة واستراتيجية، ما يعني أن احتمال تدمير هذه القواعد سيكون بلا شك، في الأيام الأولى من الحرب المقبلة».
إلى ذلك، ذكر موقع «إسرائيل ديفنس» المختص في الشؤون العسكرية والأمنية، أن «إسرائيل ضيّعت فرصة تصفية (الأمين العام لحزب الله السيد حسن) نصر الله، خلال اليومين الأولين للحرب الماضية، لكن لدى اتخاذها قراراً باستهدافه، ما كان بالإمكان تحديد مكانه». وكتب رئيس تحرير الموقع، عامير ربابورت، أن «شعبة الاستخبارات العسكرية توصلت إلى استنتاج بعد الحرب بفترة وجيزة، بأن عدم تصفية نصر الله، فوّت فرصة على إسرائيل». وبحسب مصادر استخبارية إسرائيلية، فإن «إسرائيل أهدرت فرصتين سمحتا باغتيال نصر الله، وهما: المؤتمر الصحفي الذي أعقب اختطاف الجنديين الإسرائيليين عام 2006؛ وأيضاً الأيام الأولى من الحرب، عندما كان نصر الله، بحسب التقديرات، لا يزال موجوداً في منزله في الضاحية الجنوبية لبيروت».