ليبيا: خطة للأمم المتحدة «لحكومة وحدة» تستبعد القذافي

ِقال دبلوماسي أوروبي رفيع المستوى، في لندن أمس، إن مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا عبد الإله الخطيب يقترح وقفا لإطلاق النار، يعقبه على الفور تشكيل سلطة انتقالية تقتسم بالتساوي بين الحكومة والمعارضة مع استبعاد الرئيس الليبي معمر القذافي وأبنائه.
لكن القذافي لا يزال يتمسك بالسلطة، مستبعدا إجراء أي محادثات مع المعارضة ليلقي بظلال من الشك على سلسلة من الجهود الدبلوماسية لإنهاء الصراع. وقال، في كلمة صوتية لحشد من مؤيديه في مسقط رأسه سرت، «أنا لا أتكلم معهم... ليس بينهم وبيني كلام إلى يوم القيامة. يتكلم معهم الشعب الليبي... واللي يردوا عليهم الشعب الليبي»، لكنه أضاف إنه يرحب بالمحادثات مع القوى الغربية من دون شروط مسبقة.
ووصف القذافي الانتفاضة ضده بأنها «معركة ميئوس منها». وقال «المعركة أصلا هي محسومة. المعركة محسومة لصالح الجماهير، لصالح الشعب. لا يمكن أن يتمكنوا من هزيمتكم. هم سيهزمون ويولون الادبار... معركة ميئوس منها». وفي كلمة ثانية بثتها القناة الليبية دعا القذافي زعماء القبائل في مصراتة إلى «الزحف على المدينة لتحريرها».
وأحجم الخطيب عن كشف تفاصيل مقترحاته، لكنه قال لوكالة «رويترز» في عمان إن «الأمم المتحدة تبذل جهودا مضنية لخلق عملية سياسية تقوم على ركيزتين: الاتفاق على وقف إطلاق النار والتوصل في الوقت ذاته إلى اتفاق لإقامة آلية لإدارة الفترة الانتقالية». وعبّر عن أمله في أن تطلق موافقة الطرفين على هذه الفكرة عملية سياسية تمهد في نهاية المطاف للتوصل لحل سياسي للأزمة.
وقال الدبلوماسي الأوروبي إن المحادثات لم تبدأ بشأن خطة الخطيب التي تتصور تشكيل سلطة انتقالية على الفور تقتسم بالتساوي بين الحكومة والمعارضة. وأضاف ان السلطة الانتقالية ستعين رئيسا وتدير قوات الأمن وتشرف على عملية مصالحة وصولا إلى انتخاب جمعية تضع الدستور.
وقال الدبلوماسي إنه سيتم استبعاد القذافي وأولاده من العملية الانتقالية، إذ أن المعارضة لن تقبل أي دور لعائلة القذافي، لكن يمكن أن يكون لرئيس الوزراء مثلا دور. وتابع أن القذافي لن يقبل مثل هذه العملية الانتقالية إلا إذا حصل على ضمانات بشأن سلامته الشخصية، وبالتالي لا يتم تسليمه إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي التي أصدرت أمرا باعتقاله في اتهامات بارتكابه «جرائم ضد الإنسانية».
إلى ذلك، نقلت وكالة «انترفاكس» الروسية عن مصدر دبلوماسي روسي قوله إن مسالة تنحي القذافي طرحت «بشكل عملي» خلال زيارة وزير خارجيته عبد العاطي العبيدي إلى موسكو. وقال المصدر «جرت مناقشة موضوع تنحي القذافي عن السلطة خلال هذا اللقاء، وقد جرى بحثه بطريقة عملية جدا». وأشار إلى أن المسالة طرحت «بما في ذلك على ضوء الاتصالات التي سبق أن أجراها ممثلون عن طرابلس مع الأميركيين والفرنسيين».
ميدانيا، أعلن مسؤول الشؤون الخارجية في المجلس الوطني الانتقالي علي العيسوي إن أحد أعضاء الدائرة المقربة من القذافي أصيب بجروح خطيرة في هجوم صاروخي على غرفة في طرابلس كان مسؤولون ليبيون بارزون يجتمعون فيها.
وأوضح العيسوي، في مؤتمر صحافي في روما، أن سيف الإسلام القذافي ورئيس الوزراء البغدادي علي المحمودي ورئيس الاستخبارات عبد الله السنوسي والحارس الشخصي للقذافي منصور ضو كانوا في الغرفة وقت وقوع الهجوم أمس الأول، مشيرا إلى إصابة ضو بجروح خطيرة.
وأعلن الثوار مقتل 16 شخصا، وإصابة 126، خلال يومين من القتال الشرس للسيطرة على زليتن، آخر مدينة ساحلية تفصل مصراتة التي تسيطر المعارضة عليها عن العاصمة طرابلس. وصعد حلف شمال الأطلسي هجماته على زليتن، مشيرا في بيان إلى انه أصاب 24 هدفا عسكريا خلال اليومين السابقين.