انطلاق أعمال المؤتمر العربي الدولي لدعم المقاومة في بيروت

انطلقت أعمال المؤتمر العربي الدولي لدعم المقاومة في بيروت حيث تشهد العاصمة اللبنانية بيروت بين 15 ـ 17 الشهر الجاري حدثاً كبيراً، وهاماً في توقيته، ودلالاته، وأبعاده المحلية، والعربية، والدولية، ويتمثل هذا الحدث في انعقاد الملتقى العربي، والدولي لدعم المقاومة، والمقدر أن يشارك فيه أكثر من 2500 شخصية عربية، وإسلامية، ودولية من قارات العالم الخمس عقدوا العزم على المجيء إلى بيروت لإعلان وقوفهم إلى جانب المقاومة ضد الاحتلال، والتصدي لمحاولات تشويه صورتها الناصعة، والنبيلة، وفضح أهداف الخلط بينها، وبين الإرهاب الذي مارسه، ويمارسه الاحتلال، والمستعمر في فلسطين، والعراق، وأفغانستان، وقبل ذلك في لبنان، وإذا كانت أهداف الملتقى تركز على التأكيد على حق الشعوب في مقاومة الاحتلال استناداً إلى الشرائع السماوية، والقوانين، والمواثيق الدولية فأنه من المهم
الإشارة إلى أهمية توقيت انعقاده في بيروت، وأبعاد، ودلالات هذا الملتقى على الصعد العربية، والإسلامية، والدولية .

أولاً: في التوقيت:

يأتي انعقاد الملتقى اثر تشكيل حكومة الوحدة الوطنية برئاسة سعد الحريري التي تمثلت فيها المقاومة بوزيرين ليؤشر ذلك إلى بدء مرحلة جديدة في لبنان سمتها تأكيد انتصار خيار المقاومة، وتكريس شرعيتها على المستوى الرسمي بعدما انتزعت الشرعية على المستوى الشعبي في الانتخابات النيابية، وقبل ذلك من خلال انتصارها التاريخي، والاستراتيجي على جيش الاحتلال الصهيوني خلال عدوان تموز عام 2006، ويمكن القول أن هذا التحول الذي شهده الواقع اللبناني، والذي أسدل الستار على مشروع أمركة لبنان، ووجه صفعة قوية لمخطط لفتنة الذي انطوى عليه القرار الدولي 1559 الذي استهداف نزع سلاح المقاومة، شكل الأساس في توفير البيئة، والظروف المواتية لعقد هذا الملتقى الكبير في قلب بيروت لتستعيد هذه العاصمة العربية وجهها المقاوم، ودورها الرائد في احتضان أحرار العالم المقاومين للهيمنة الامبريالية، والاستعمار، والاحتلال، والسياسات العدوانية في كل إنحاء العالم .

ثانياً في الدلالات:

كما ان انعقاد هذا الملتقى له دلالات عدة أبرزها:

1 ـ تأكيد الحركات، والمنظمات الشعبية الدولية على مواصلة النضال ضد الاحتلال، والاستعمار، وانتقالها إلى مستوى، وطور جديد من الانخراط، والمشاركة العملية، ودعم نضال الشعب العربي، ومقاومته في لبنان، وفلسطين، والعراق، وتجلى ذلك في المساهمة الهامة في تنظيم التظاهرات المنددة بالعدوان الصهيوني على لبنان سنة 2006، وبالعدوان على قطاع غزة سنة 2008 ـ 2009، وكذلك في استمرار دعم صمود، ونضال الشعب الفلسطيني المحاصر في القطاع حيث أرسلت قوافل عديدة كسرت الحصار، وكان أخرها قافلة شريان الحياة التي تمكنت من تجاوز كل الصعاب، التي زرعها النظام المصري في طريقها لمنعها من الوصول إلى غزة عبر معبر رفح، واستطاعت بفضل الإصرار، والإرادة من بلوغ هدفها، ودخول غزة، وإيصال المساعدات التي حملتها معها من البلدان الأوروبية.

2 ـ يعبر الملتقى عن تطور هام في عملية التنسيق، والتواصل والتفاعل بين الحركات الشعبية التقدمية في العالم، مع حركات المقاومة العربية، والقوى، والأحزاب التحررية والتقدمية التي تجمعها قضية مشتركة، وهي التحرر من نير الاحتلال، والاستعمار، والتبعية، وتحقيق الاستقلال الوطني، وإقامة علاقات إنسانية بين شعوب العالم تقوم على التعاون، والتفاعل الحضاري.

3 ـ إن الحضور الكثيف لهذا الكم المتوقع من الشخصيات، والرموز، والفعاليات، والقوى، والحركات السياسية، والشعبية في بيروت يؤشر، ويدلل على تراجع مشروع الهيمنة، والسيطرة الاستعمارية في المنطقة، والعالم، وتقدم وانتعاش مشروع المقاومة، والممانعة، والتحرر.

فهذا الملتقى يحصل في وقت تعاني فيه الولايات المتحدة الأميركية من مأزق كبير في العراق، وأفغانستان بفعل المقاومة الضارية التي تتعرض لها قواتها المحتلة مما يؤدي إلى استمرار نزفها المادي، والبشري الذي يزيد، ويفاقم أزمتها الاقتصادية، والمالية العاصفة بها، فيما إنهارت، وحل مكانها نظام دولي جديد يقوم على التعددية القطبية، والإقليمية الأمر يسهم في تعزيز المشروع التحرري، والمقاوم للهيمنة الاستعمارية، والتبعية الاقتصادية في كل أنحاء العالم، ويوفر الفرص له لأجل تحقيق المزيد من المكاسب، والانجازات.

4 ـ إن الملتقى يشكل بحد ذاته دليلا جديداً على مستوى الوعي المتنامي لدى شعوب العالم، والذي يدفعها إلى تشكيل هذه الظاهرة العالمية الأممية التي ما كانت لتأخذ طريقها إلى النور، وتتطور لولا الانتصارات التي حققتها نضالات المقاومة ضد المشروع الاستعماري في المنطقة، والتي أدت إلى انكساره، وإحباط أهدافه، وجعله يترنح، وينزف، ويضطر إلى البحث عن مخارج.

وهذا الوعي الذي يبرز بشكل واضح في أوساط الرأي العام الغربي يتجلي بوضوح في حجم المعارضة للعدوانية الصهيونية، والسياسات "الاستعمارية" الأميركية الغربية، وهو أمر أسهم فيه الاعلام المقاوم، والمتحرر من فلك السيطرة الأميركية، والأنظمة التابعة لواشنطن، وهو ما يفسر الأسباب الحقيقية للقانون الأميركي الذي صدر مؤخراً لمعاقبة أصحاب الأقمار الاصطناعية التي تبث عبرها قنوات فضائية عابرة تدعم خيار المقاومة، وتقف ضد السياسات الأميركية الاستعمارية، الداعمة للاحتلال الصهيوني، في محاولة واضحة لقمع حرية التعبير، والتدخل في شؤون الدول، وانتهاك سيادتها بغية حجب الحقيقة عن الرأي العام العالمي .

» جبهة النضال الشعبي الفلسطيني تشارك اعمال الملتقي العربي الدولى لدعم المقاومة في بيروت
» افتتاح أعمال 'المؤتمر الطبي الدولي الأول' في بيت ساحور
» جبهة التحرير توضح موقفها مما جرى في المؤتمر العربي العام لدعم الثورات الشعبية العربية
» البطش يشارك في إنطلاقة التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة بلبنان
» وفد قيادي من جبهة النضال الشعبي إلى الجزائر للمشاركة في أعمال المؤتمر الدولي الأول لنصرة الأسرى