هل يأخذ موسى لبنان إلى قمة ليبيا؟

قبل انعقاد جلسة مجلس الوزراء في السرايا الحكومية، أمس، وصل الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، إلى بيروت. وكعادته، جال على رئيس الجمهورية ميشال سليمان، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس الحكومة سعد الحريري الذي أولم له تكريماً، ورفض التعليق على موضوع مشاركة لبنان في القمة العربية المقبلة في ليبيا، لأن «ما فهمته أن هذا الموضوع مطروح على مجلس الوزراء».
لكن بعد انتهاء جلسة المجلس مساءً، أعلن وزير الإعلام طارق متري أنه لم يُبحَث موضوع المشاركة «ربما تحدثنا في شأنه في الجلسة المقبلة» اليوم في بعبدا، ما يوحي أن ما ذكره موسى عن استمرار المناقشات، «قد يكون هناك مخرج ما»، كان أقوى من الصفعة الدبلوماسية التي وجهتها ليبيا للبنان، عبر دعوته إلى القمة بطريقة تخالف الأصول الدبلوماسية والبروتوكولية التي أضيف إليها أمس موقف من وزير الداخلية الليبي اللواء الركن عبد الفتاح يونس العبيدي، الذي تحدث عن «تهديدات صادرة في لبنان لبعض المسؤولين الليبيين»، ووصفها بأنها «مزايدات داخلية طائفية». وقال في حديث إلى يونايتد برس إنترناشونال على هامش مشاركته في مؤتمر وزراء الداخلية العرب في تونس، إن علاقات بلاده مع «معظم الطائفة الشيعية» في لبنان «جيدة، باستثناء هذا الفصيل أو ذاك، ونحن نحترم الشعب اللبناني، وقد وقفنا معه في أزمات عديدة، وعلى استعداد للوقوف معه، لكن المهم هو أن ينظف صفوفه». وكان موسى قد بدأ زيارته للبنان أمس بسجال غير مباشر مع مستقبله الوزير علي الشامي، إذ نفى إدراج قضية تغييب الإمام موسى الصدر على جدول أعمال قمة ليبيا، وقال: «إذا كان لبنان يريد أن يدرجها فليطلب ذلك، فلبنان كامل العضوية في جامعة الدول العربية». لكن الشامي، بعد ترحيبه الدبلوماسي بموسى، قال إنه في اجتماع وزراء الخارجية العرب أدرج هذه القضية ضمن بنود جدول القمة. وعندما قيل له إن موسى ذكر أنها لم تدرج، ردّ جازماً: «أنا أقول إنها أدرجت».
وقد رفض موسى التعليق على طريقة الدعوة الليبية للبنان إلى القمة، ثم تهرب من إعلان موقف من قضية تغييب الصدر، قائلاً: «لم أجد من الجامعة أي تدخل في هذا الشأن». وبعدما دعا الإعلام إلى «أن يرفع يده» قليلاً عن موضوع القمة وطريقة توجيه الدعوة إلى لبنان، لأن «الأمر ملتبس وفيه الكثير من الاعتبارات، ونحن على مقربة أيام من القمة، وظروف العالم العربي معقدة والمشاكل متراكمة»، قال: «هناك مسائل خطيرة جداً وظروف وتطورات ربما غير مسبوقة» تقتضي مشاركة لبنان، وإنه بوصفه أميناً عاماً للجامعة العربية يتمنى مشاركة كل الدول العربية، لكنه أعلن تفهمه لـ«تعقيدات الوضع السياسي» في لبنان، مؤكداً الاستمرار في النقاش والمحادثات «وسنرى».
وقد رفض الرئيس بري، بعد لقائه رئيس الجمهورية أمس، تفسير طريقة الدعوة الليبية للبنان بأنه «إهمال في التعاطي»، لكنه أكد أن هذا الأمر ليس شأنه وحسب، بل شأن الدولة اللبنانية ككل، وهو «يتعلق بكرامة لبنان»، مضيفاً أن ما حصل «تجاوز الحدود، حدود عام 1978، امتداداً إلى حدود كل لبنان وكرامته. وهذا الأمر يتعلق بفخامة الرئيس أولاً وبمجلس الوزراء ثانياً».

» موسى : ليبيا سلمت لبنان رسميا الدعوة لحضور القمة العربية
» عمرو موسى يدعو لفرض حظر جوي على ليبيا
» نجل الامام موسى الصدر: والدي لا زال على قيد الحياة في ليبيا
» موسى : ما يحدث في ليبيا يختلف عن الهدف من فرض الحظر الجوي
» موسى كوسة يقول إن ليبيا قد تتحول إلي 'صومال جديد'