عميل للثوار: سيف الاسلام والساعدي فرا مع جميع كبار مسؤولي النظام

نشرت صحيفة 'ذي تايمز' اليوم الاربعاء تقريراً من مراسلها انتوني لويد بعث به اليها من قرية بسطاطا التي اجريت فيها المفاوضات بين ممثلي المجلس الوطني الانتقالي وممثلي نظام العقيد معمر القذافي يتضمن حديثاً مع عميل سري للثوار كان داخل مدينة بني وليد التي يسعى الثوار الى دخولها. وهنا نص التقرير: 'اكد عملاء استخبارات الثوار الذين يتابعون تحركات حاشية العقيد معمر القذافي في بني وليد امس ان جميع كبار المسؤولين في النظام واثنين من ابناء القذافي قد فروا الآن من المدينة.




قال احمد بقوش، وهو عميل متستر غادر بني وليد صباح امس بعد مهمة سرية استمرت اسبوعين للتجسس على كبار مسؤولي النظام الذين يعتقد انهم مختبئون هناك: 'سيف الاسلام غادر قبل نحو اسبوع. الساعدي اختفى قبل اربعة ايام. اخذا معظم قواتهما معهما وغادرا في الليل بملابس داخلية في سيارات متوجهين جنوباً نحو سبها على طرق صحراوية'.



في الاسبوع الماضي قال احد كبار القادة العسكريين لثوار المجلس الوطني الانتقالي انه يعتقد ان العقيد القذافي موجود في المدينة، على بعد 100 ميل عن طرابلس، مع سيف، خليفته السابق، وشخصيات اخرى من كبار المسؤولين في النظام.



ادعى البقوش انه رأى ابني القذافي كليهما في مناسبات عدة في بني وليد، وهي احد آخر معاقل المقاومة لانصار النظام في ليبيا. وقال انه رأى سيف الاسلام آخر مرة في مسجد الزاوية في المدينة قبل عشرة ايام خلال جنازة 20 من الجنود الموالين في غارة جوية شنها حلف شمال الاطلسي (ناتو).



قال البقوش: 'جاء سيف الى المسجد مرتدياً ملابس مدنية ومعه اربعة حراس. كنت واقفاً بجانبه. قال سيف ان لديه شيئاً يريد ان يقوله لنا. لكن الإمام ادار ظهره لسيف وبدأ الصلاة. غضب سيف بسبب تجاهله وغادر مع حراسه'.



ويبدو ان موسى ابراهيم، الناطق باسم القذافي، كان آخر الهاربين من افراد دائرة القذافي الداخلية، وانه هرب ليل الاثنين. واضاف البقوش: 'لم يكن ذلك صعباً. انها صحراء واسعة هناك لا يستطيع الثوار اقفالها'.



وما زال نحو 70 من مقاتلي النظام الاوفياء مسيطرين على بني وليد مع عدد غير معروف من رجال الميليشيا المدنيين.



وقد تحاشى قادة الثوار حتى الآن، كونهم منهكين نتيجةً لعدد الخسائر في الارواح في اوساط كل الاطراف خلال الثورة الليبية وبسبب قلقهم من التأثير الذي قد يحدثه مزيد من القتل على صورة المجلس الوطني الانتقالي في الخارج، تلبية الدعوات لارسال قواتهم الى داخل المدينة لأخذها بالقوة.



قال عبد الله كنشيل، مسؤول المجلس الوطني الانتقالي الذي يتولى المفاوضات في (قرية) بسطاطا: 'نحن تحت ضغط شديد لأنهاء الامر بدون اراقة دماء'. غير ان صبرالثوار بدأ ينفد. وقال احد الثوار في بسطاطا: 'لقد ضيعوا الوقت. يبدو لنا ان المجلس الوطني الانتقالي يلعب الورق مع النظام في بني وليد بينما كان يجب ان يلعبوا الروليت الروسي'.