إنطلاق حملة فلسطين الى الأمم المتحدة رسمياً وسفير إسرائيل يحذّر من العنف

بينما تضع القيادة الفلسطينية اليوم اللمسات الأخيرة على خطوات طلب العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة، إنطلقت في رام الله الحملة الوطنية لدعم التوجه الفلسطيني الى الأمم المتحدة من خلال مسيرة شارك فيها نشطاء فلسطينيون فيما يتوقعّ أن ترتفع وتيرة الحملة في 23 من الشهر الجاري حين تعقد جلسة المنظمة الدولية. وحمل المشاركون في المسيرة الأعلام الفلسطينية فقط وثلاث لافتات باللغتين العربية والانكليزية كتب عليها "نريد دولة فلسطينية في الأمم المتحدة رقم 194".

من جهته، رأى السفير الإسرائيلي في الأمم المتحدة رون بروساور أن المسعى الفلسطيني ذاك سيؤدي إلى العنف وإراقة الدماء. من جهتها، كشفت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية عن استعداد إسرائيل لشنّ حملة إعلامية في نيويورك على هذا المسعى.
وذكر بروساور في مقابلة مع «معاريف» نشرت مقاطع منها اليوم، أن مواجهة إسرائيل للمسعى الفلسطيني هو «مجهود سياسي لا أمل فيه، وأنا أحاول حتى اللحظة الأخيرة إقناع سفراء الدول في الأمم المتحدة بأن الخطوة الفلسطينية الأحادية الجانب لن تقود إلى السلام ولا إلى إقامة دولة فلسطينية، بل إلى العنف وإراقة الدماء فقط». وأشار بروساور إلى أنه التقى حتى الآن أكثر من 70 سفيراً في الأمم المتحدة وأجرى معهم محادثات شخصية وطويلة، طرح خلالها الموقف الإسرائيلي من المسعى الفلسطيني.
ورغم ذلك، اعترف بروساور، الذي يُعَدّ أرفع دبلوماسي إسرائيلي، وتولى في الماضي منصب المدير العام لوزارة الخارجية، بأنه «واضح لي أنه يستحيل الانتصار على التصويت، فلديهم (أي الفلسطينيين) أغلبية أوتوماتيكية وبإمكانهم إمرار قرار في الجمعية العامة للأمم المتحدة»، مضيفاً: «إننا نحاول بلورة وزيادة حجم كتلة الدول التي أسميها «الأقلية الأخلاقية»، وبواسطة ذلك إمرار رسالة للفلسطينيين والعالم بأن إقامة دولة فلسطينية ممكنة بواسطة المفاوضات فقط، وأنه لا طريق أخرى ولا اختصارات في الطريق، تماماً مثلما تحول جنوب السودان إلى الدولة الـ193 من خلال وجودها حول طاولة المفاوضات، لا بالحرب».
ورأى بروساور أن وضع السودان مشابه لوضع الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وقال إنه «هناك في السودان أيضاً هم يعيشون جنباً إلى جنب ويكره الواحد منهم الآخر ويقتل بعضهم بعضاً، لكن في النهاية ومن أجل إقامة الدولة جلسوا حول الطاولة وتوصلوا إلى اتفاق». كذلك، امتدح بروساور الدعم الأميركي المطلق للموقف الإسرائيلي وتلويح الولايات المتحدة باستخدام الفيتو في مجلس الأمن الدولي ضد قبول الدولة الفلسطينية عضواً في الأمم المتحدة، مشدداً على أن «الجمهور في إسرائيل يجب أن يفهم أنه من دون أميركا سيتحول الفلسطينيون إلى الدولة الـ194 في الأمم المتحدة من خلال مجلس الأمن وبسرعة وبدون مشاكل ووقوف أميركا إلى جانبنا في مجلس الأمن هو أمر مهم، وببساطة هو ينقذنا».
وأفادت «معاريف» بأن إسرائيل تستعد لشنّ حملة إعلامية على المسعى الفلسطيني تشمل إقامة مقر إعلامي في الأمم المتحدة وآخر في إسرائيل وعقد لقاءات مع صحافيين أجانب يتوقع أن يحضروا بأعداد كبيرة إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية، وإقامة خيمة إعلامية في أحد متنزهات مانهاتن في نيويورك وتنظيم تظاهرة يشارك فيها المسيحيون المؤيدون لإسرائيل في نيويورك.
ولم تقرر الحكومة الإسرائيلية حتى الآن هوية الشخص الذي سيرد على خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس في الأمم المتحدة، وما إذا سيكون هذا بروساور نفسه أو رئيس الدولة شمعون بيريز، إلا أن الصحيفة أشارت إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ليس متحمساً لبيريز، فضلاً عن أن بيريز نفسه متردد.
وتستعد إسرائيل لمواجهة مسعى أيلول/سبتمبر، فيما لا يزال من غير الواضح لها كيف ستتطور الأوضاع في الأمم المتحدة أو في الأراضي الفلسطينية بعد التصويت.
وفي هذا السياق، نقلت «معاريف» عن مسؤول رفيع المستوى في الجهاز الإعلامي الإسرائيلي قوله إنه «بما أننا لا نعرف فعلاً ما الذي سيحدث في الجمعية العامة للأمم المتحدة وماذا سيفعل الفلسطينيون، فإن إسرائيل لا تعرف كيف ستستعد لذلك من الناحية الإعلامية».