دائرة القدس: إسرائيل بدأت بعزل المدينة عن محيطها الفلسطيني

قالت دائرة شؤون القدس في منظمة التحرير الفلسطينية، مساء الاثنين، إن إسرائيل بدأت بعزل مدينة القدس عن محيطها الفلسطيني من ناحية الشرق، لإجهاض التوجه الفلسطيني للأمم المتحدة.


وجاء في بيان صدر عن الدائرة تعقيباً على توجيه إنذارات بالإخلاء للمواطنين على مداخل بلدة العيزرية، إن هذا الإجراء يأتي 'استمراراً لسياسة سلطات الاحتلال الإسرائيلي في انتهاكاتها لمدينة القدس، واستكمالا لمخططاتها الرامية إلى تهويد المدينة المقدسة وطمس معالمها الحضارية والثقافية وأسرلة المواطنين المقدسيين، من أجل إفشال كافة الجهود المبذولة على الصعيدين الإقليمي والدولي، لحل الصراع ومنع إمكانية قيام دولة فلسطينية وعاصمتها القدس'.


وأضافت أن سلطات الاحتلال الإسرائيلية قامت مؤخرا بتوزيع إنذارات للمواطنين على المدخل الشرقي لبلدة العيزرية، لإخلاء محلاتهم التجارية لبناء جدار الفصل العنصري حول مستوطنة 'معاليه ادوميم'، وربطها بالقدس مع كل ما يعنيه ذلك من إغلاق مدينة القدس من جهة الشرق، وتحويل بلدات: العيزرية، وأبو ديس، والزعيم، والسواحرة، إلى 'غيتو' وعزلها عن محيطها الفلسطيني.


وبينت الدائرة، أنه علاوة على مخططات إستمرار التوسع في بناء جدار الفصل العنصري، فإن سلطات الاحتلال تواصل عمليات الانتهاك في البلدة القديمة من القدس، وما يسمى بالحوض المقدس في سلوان، ورأس العامود، والشيخ جراح، بما يتمثل في هدم المنازل ومصادرة الأراضي، وانتهاك حقوق الإنسان الفلسطيني وحرمانه.

وقالت إنه 'في الوقت الذي يستعد فيه العالم لدعم التوجه الفلسطيني للأمم المتحدة، ولدعم حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي عن أرضه وشعبه، تستمر إسرائيل في انتهاكاتها العدوانية في نهب الأرض الفلسطينية وبناء المستوطنات'.


وأوضحت أن سلطات الاحتلال أقرت خلال الشهر الماضي بناء 4800 وحدة استيطانية في مدينة القدس، بالإضافة إلى 930 وحدة استيطانية إستعمارية في جبل أبو غنيم، استمرارا في سياستها العدوانية بتحدي الإرادة الدولية لوقف عمليات الاستيطان في الأرض الفلسطينية.


وأشارت إلى أن ذلك يترافق مع قيام ما يسمى بإدارة المعارف العربية في بلدية الاحتلال الإسرائيلي، بتوجيه رسائل إلى مدراء مفتشي المدارس العربية تلزمهم فيها باستلام وتوزيع الكتب المعتمدة من قبل سلطات الاحتلال من الصف الأول ابتدائي ولغاية الصف العاشر، وذلك استمرارا لسياستها العنصرية تجاه قطاع التعليم في القدس الرامية إلى تهويده.


وبينت دائرة شؤون القدس في منظمة التحرير أن قسم المناهج في إدارة المعارف العربية قام بحذف وتزوير في محتوى ومضمون المناهج، وخاصة في مواد اللغة العربية والتاريخ والجغرافيا، في محاولة للتعدي على الذاكرة الوطنية وتشويهها، وتغيير المناهج التعليمية بما يتفق وسياسة الاحتلال.


وأضافت أن هذه الخطوة تأتي ضمن سلسلة الخطوات والإجراءات العنصرية الممنهجة التي تنفذها سلطات الاحتلال لإضعاف قطاع التعليم في عدة مجالات، ومنها النقص في عدد الغرف الدراسية وعدم توفر الوسائل والأدوات اللازمة لتطوير التعليم، ورفض إعطاء تصاريح الدخول للمعلمين إلى مدارس القدس.


وقالت إن ما تقوم به سلطات الاحتلال يشكل انتهاكا صارخاً لكل المواثيق والأعراف الدولية في التعدي على الذاكرة والهوية الوطنية.


وأكدت رفضها هذه الإجراءات، مطالبة الهيئات الرسمية الفلسطينية والعربية والدولية وعلى رأسها 'اليونسكو' ومجلس الحقوق الاجتماعية والاقتصادية، للتدخل فوراً والضغط على سلطات الاحتلال لوقف إجراءاتها العدوانية في تمرير وتنفيذ قرار تغيير المناهج، كما دعت إدارات المدارس وأساتذتها ولجان أولياء الأمور والقوى الفاعلة في المدينة لمواجهة القرار وإفشاله كما تم إفشاله عام 1967.