فورد لـ«التايم»: لن نعامل سوريا بالطريقة التي عاملنا بها ليبيا

«حركة الاحتجاج في سوريا سلمية الى حد كبير، ولكن كلما أطال الرئيس السوري بشار الأسد حملته الشرسة لقمع التحدي الأكبر كلما زاد احتمال تحوّل حديثه عن مواجهة تمرد طائفي مسلح الى واقع».
هذا ما قاله السفير الأميركي روبرت فورد في حديث خاص من دمشق لـمجلة «التايم» الأميركية، مشيراً الى انه «بالرغم من عدم تحوّل التحرك الديموقراطي في سوريا الى العنف إلا أن المتظاهرين قد سلحوا أنفسهم دفاعا عن عائلاتهم وجوارهم». ويضيف «صحيح أن هناك رصاصاً يطلق باتجاه قوات الامن وهذا ما اعلنه النظام، لكن ما لم يعلنه الاخير هو أن ممارساته هي التي تدفع باتجاه العنف.. على النظام إيقاف ذلك».
.. يطالب بعض السوريين اليوم بحماية من المجتمع الدولي، ولكن تماماً ككثير من الأمور المتعلقة بالمعارضة السورية المشتتة، هناك خلاف على ما يمكن أن تعنيه هذه الحماية. تشمل مروحة الآراء المختلفة، الداعين لتدخل كامل وخانق لحلف شمال الأطلسي على غرار ليبيا، او خلق ملاذ أشبه ببنغازي قرب الحدود السورية ـ التركية وحمايته عبر نشر مراقبين دوليين، او ببساطة توفير المزيد من الدعم السياسي.
في المقابل، يقول فورد إن «أحد الأمور التي نقلناها الى المعارضة هي أنه لا يجب على قياداتها أن يفكروا في اننا قد نعامل سوريا بالطريقة التي عاملـنا بها ليبــيا». ويوضح أن الأمر الأساسي الذي على المعارضة القيام به هو «معرفة كيفية كسب التأييد ضد النظام، وعدم التطــلع إلى الخارج لحل المشكلة. هي مشكلة سورية وتحتاج الى حلول سورية».
يغري النجاح النسبي لنموذج العصيان المسلح في ليبيا المعارضين السوريين لكن سوريا ليست ليبيا. في سوريا تنوع عرقي وطائفي اكبر بكثير كما أن دولتين غير مستقرتين، كلبنان والعراق، تحدانها من جهتين، ناهيك عن اسرائيل.. يمكن لحرب أهلية في سوريا أن تبتلع جيرانها بسهولة. ويرى فورد أن جنوح المعارضة السورية الى التسلح «سيكون خطأ.. قلت لهم بصراحة: لا تملكون القوة الكافية لمحاربة الجيش السوري. علينا أن نكون واقعيين».
ويقول الدبلوماسي، الذي خدم ثلاث جولات في العراق ما بعد صدام، إن الدرس المستفاد من العراق، بصرف النظر عن تشكيل خطة التحول الديموقراطي في وقت مبكر، هو أن على المعارضة السورية «الحصول على شعبية واسعة في البداية تشمل جميع الطوائف المتنوعة، ولا سيما العلويين»، الأقلية التي ينحدر منها الرئيس الأسد والنخبة السياسية والأمنية الحاكمة.
... يحاول المجتمع الدولي حتى اللحظة دق الأسافين بين النظام السوري وداعميه. هذا ما ترجم في عقوبات دولية على شخصيات سورية مهمة، فضلاً عن العقوبات الاقتصادية. وبالرغم من أن 95 في المئة من صادرات سوريا النفطية تتجه الى اوروبا، يقول الأسد إن «البدائل باتت موجودة اليوم» واذا اغلق الغرب بابه، فسيتجه الى الشرق.
لا يوافق فورد الأسد كلامه، اذ يرى السفير الأميركي أن نفط سوريا ثقيل وبحاجة الى تكرير. «بلدان الشرق التي تملك مصافي التكرير كالهند، ملتزمة بعقود سابقة، فكيف ستتمكن سوريا من بيع نفطها للتكرير الى المصافي الملتزمة بعقودها؟ لن يكون سهلا على السوريين استبدال سوقهم فجأة». لهذا السبب يقول فورد وآخرون إنهم ينصحون المعارضة السورية بالتريث لرؤية فاعلية الضغوط والعقوبات والتراجع الاقتصادي بدلا من الاتجاه نحو التسلح. ويضيف السفير الاميركي إن «الوقت ليس الى جانب الأسد».
ويتابع فورد «فقدت دول الخليج الصبر في ما يخص الأسد»، مذكراً بسحب السعودية وغيرها من دول الخليج لسفيرها من دمشق. ورداً على خوف بعض السوريين من أن تعمل الرياض على إبقاء الأسد في النظام شرط مقاطعته لطهران وحزب الله، يستبعد فورد حدوث الامر، قائلا «لا اعتقد ان الرياض تتطلع إلى إعادة انخراط الأسد وجذبه بعيداً عن إيران».