ثوار ليبيا يطلقون «الهجوم الأخير» على سرت

بدأ مقاتلو المجلس الوطني الانتقالي، الذي يدير شؤون السلطة في ليبيا، هجوماً كبيراً على مدينة «سرت» الجمعة، في ما وصفوه بالمعركة الأخيرة لبسط سيطرتهم على المدينة الساحلية، التي تُعد آخر معاقل القوات الموالية للعقيد الفار معمر القذافي، فيما دفعوا بمزيد من التعزيزات باتجاه مدينة بني وليد الصحراوية، في وقت أشاد وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا بالحملة الجوية التي يشنها الحلف الأطلسي على ليبيا، معتبراً أنها «أثبتت فاعلية تامة».
وقال القائد الميداني في قوات المجلس الوطني الانتقالي محمد إبراهيم إن المئات من مقاتلي المجلس الانتقالي تلقوا الأوامر ببدء الهجوم على الجزء الغربي من مدينة سرت»، في الوقت الذي يشهد فيه الجزء الشرقي معارك عنيفة بين قوات المجلس الانتقالي وقوات القذافي.
وقال عاملون طبيون إن أربعة من المقاتلين قتلوا وأصيب العشرات في قتال في الجانب الغربي من المدينة، فيما توافدت عربات الإسعاف على مستشفى ميداني قريب، في حين لم ترد معلومات فورية عن أعداد الضحايا في الجانب الشرقي من المدينة الواقعة على البحر المتوسط.
وتصاعدت أعمدة الدخان من عدة مواقع في المدينة وسط أصوات الرشاشات والانفجارات، فيما حلقت طائرات حلف الأطلسي في سماء المدينة، إلا انه لم ترد أية تقارير عن وقوع غارات جوية.
وقال براك ابو هاجر، وهو احد مقاتلي المجلس الوطني الانتقالي، «تم اخبارنا أن هذا هو الهجوم الأخير. إن شاء الله سنسيطر على سرت اليوم»، فيما قال المقاتل فيصل عسكر «دخلنا مركز واغادوغو (للمؤتمرات)، إلا أننا تراجعنا بسبب القذائف الصاروخية ونيران القناصة، ولا يوجد غطاء». وأضاف «لدينا أوامر بأن ننهي المهمة اليوم».
وذكرت قناة «ليبيا الحرة» أن الثوار تمكنوا من السيطرة على مقر كتيبة الساعدي القذافي، ابن العقيد الهارب، والمنطقة رقم واحد في سرت. وأضافت إن الثوار وجدوا «مقر الكتيبة مهجورا، وعددا من الطائرات المحطمة على أرضية المطار الصغير الذي يتبع المقر، كما عثر الثوار على كمية كبيرة من الأسلحة والذخيرة، وعلى مقتنيات تركتها فلول الكتائب إثر فرارها».
يأتي ذلك، في وقت أرسل الثوار الليبيون مزيداً من التعزيزات إلى جبهة بني وليد. وتمكن مقاتلو المجلس الانتقالي من طرد القوات الموالية للقذافي من مواقع استراتيجية في تلال المدينة، التي تشهد جموداً ميدانياً منذ أسابيع.
في هذا الوقت، أشاد وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا بالحملة الجوية لحلف شمال الأطلسي في ليبيا، خلال اجتماعه بأفراد من القوات البحرية الأميركية من المشاركين في العمليات في قاعدة قيادة القوات المشتركة في نابولي. وشكر بانيتا الجنود على دورهم في «عملية جوية اثبتت فاعلية تامة». كما استمع الى اخر المستجدات والمعلومات التي امده بها الجنرال الكندي شار بوشار قائد العملية الجوية، فضلا عن تقارير رفعها مسؤولون كبار اخرون.
ووصف بانيتا تدخل الحلف الاطلسي بأنه «انجاز هائل» مشيدا بسقوط نظام معمر القذافي. وقال إن الحلفاء يدرسون موعد انهاء الحملة الجوية، لكنه أوضح أن ذلك سيعتمد جزئيا على وضع قوات المجلس الوطني الانتقالي.