الأطلسي يبحث اليوم إنهاء مهمته في ليبيا ودفن القذافي خلال 24 ساعة

أكد قائد في المجلس الانتقالي الليبي، اليوم، أن الزعيم الليبي معمر القذافي سيدفن وفقاً للشعائر الإسلامية خلال 24 ساعة، وأن جثته فيها طلقة واضحة في الرأس.
وقال عبد السلام عليوة في مصراتة، حيث يحتفظ المقاتلون بجثة القذافي في وحدة تبريد في سوق قديمة، إن القذافي سيحصل على حقّه كأي مسلم، وإن جثته ستغسل وتعامل بإكرام، متوقعاً أن يوارى في الثرى خلال 24 ساعة، موضحاً أن مكان الدفن لا يزال مجهولاً.

وفي هذا السياق، اعلن حلف شمال الاطلسي، اليوم، انه لم يكن يعلم ان معمر القذافي كان في القافلة، التي تعرضت الى قصف طائراته قرب سرت أمس.
وشدد الحلف في بيان طويل على ان «الحلف الاطلسي لم يكن يعلم ان القذافي كان في القافلة...علمنا من مصادر ومن الاستخبارات ان القذافي كان في القافلة».
من جهة أخرى، من المقرر أن يجتمع سفراء دول الحلف الأطلسي، اليوم، عند الساعة الواحدة ظهراً، بتوقيت غرينيتش، لبحث إنهاء المهمة العسكرية المستمرة في ليبيا منذ ستة أشهر، وذلك غداة مقتل معمر القذافي، بحسب ما أفاد به دبلوماسيون.
وصرّح مسؤول من الحلف الأطلسي بأن سفراء الدول الـ28 في الحلف سيجتمعون في بروكسل «للتباحث بشأن الوضع في ليبيا».
ومن المتوقع أن يتفق الوزراء على وقف العملية العسكرية التي بدأت في 31 آذار/ مارس الماضي، بينما تستعد السلطات الليبية لإعلان تحرير البلاد خلال الساعات المقبلة.
وشدد دبلوماسي على أنه «بالنسبة إلى الحلف الأطلسي، الحدث العسكري الأبرز هو سقوط سرت وليس مقتل القذافي الذي لم يكن أبداً من أهداف المهمة»، مضيفاً أن أبرز الدول المشاركة، ومن بينها فرنسا وبريطانيا، «لا تريد التسرّع، وتفضّل إنهاء العملية وفق الأصول».
وأشار مصدر دبلوماسي آخر إلى أن الحلف الأطلسي يمكن أن يقرر بالتالي إبقاء قسم من قواته البحرية قبالة السواحل الليبية طيلة 15 يوماً «للإبقاء على قدرة تدخل إذا تطلّب الأمر ذلك».
وقد أعلن الحلف الأطلسي أن القرار سيتخذ بالتشاور مع الأمم المتحدة والمجلس الوطني الانتقالي.
وكان وزير الخارجية الفرنسي، ألان جوبيه، قد أعلن صباح اليوم أن العملية ستنتهي في اللحظة التي يعلن فيها المجلس الوطني تحرير الأراضي الليبية، لافتاً، في تصريح إلى إذاعة «أوروبا 1»، إلى أن «بالإمكان القول إن العملية العسكرية انتهت، وإن مجمل الأراضي الليبية تحت سيطرة المجلس الوطني الانتقالي، وإنه باستثناء بعض الإجراءات الانتقالية في الأسبوع المقبل، فإن عملية الحلف الأطلسي انتهت».
بدوره، دعا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، اليوم، الشعب الليبي إلى «الصفح» و«المصالحة» و«الوحدة»، مشيراً إلى أنه «يجب ألا نبتهج أبداً لمقتل شخص، مهما كانت أفعاله»، مضيفاً أن «عملية الحلف الأطلسي في ليبيا شارفت على النهاية».
وفي هذا السياق، افادت صحيفة «اندبندانت»، البريطانية، الصادرة اليوم، أن القوات البريطانية المشاركة في العمليات ضد نظام الليبي السابق، تستعد للعودة إلى بلادها بعد مقتل القذافي.
وقالت الصحيفة إن ما يتراوح بين 800 و 1000 جندي بريطاني، غالبيتهم من سلاح الجو الملكي والبحرية الملكية، يشاركون في الحملة التي قادتها منظمة حلف شمال الأطلسي «ناتو»، لحماية المدنيين الليبيين، مضيفةً أن الطائرات والسفن الحربية المشاركة حالياً في عمليات حلف الناتو تشمل، مقاتلات من طراز (تورنادو)، متمركزة في القاعدة الجوية «جيويا دل كوللي»، في جنوب شرق ايطاليا، وطائرات للتزويد بالوقود تتمركز في قاعدة «تراباني» في الطرف الغربي من جزيرة صقلية بإيطاليا وفي المملكة المتحدة.
واشارت الصحيفة إلى إن طائرات استطلاع بريطانية متمركزة في ايطاليا، والمدمرة «ليفربول» وكاسحة الألغام «بانغور»، تشارك أيضاً في مهمة حلف الأطلسي أيضاً، موضحةً أن الجنود البريطانيين يتمركزون في قاعدة بوغيو ريناتيكو للعمليات الجوية المشتركة لحلف الناتو، وفي مقر مهمة التحالف في مدينة نابولي الإيطالية.
من جهتها، طالبت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة،اليوم، بتأليف لجنة للتحقيق في ملابسات مقتل القذافي.
وقال المتحدث باسم المفوضية روبرت كولفيل للصحافيين، إنه «في ما يتعلق بمقتل القذافي أمس (الخميس)، فإن الملابسات لا تزال غير واضحة. نرى أن إجراء تحقيق هو أمر ضروري»، وذلك في إشارة إلى المشاهد التي ظهرت على وسائل الإعلام بشأن اعتقال القذافي حيّاً قبل إعلان وفاته.