فى ذكرى الكــــــرامـــــة كلمة لابد منها

الكـــــــــرامــــــــة


بسم الله الرحمن الرحيم

((كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين))

رغم الأيام الصعاب التي تمر بحياة شعبنا ... ورغم الذكريات الأليمة التي لا تكاد تفارق الذاكرة الفلسطينية منذ الفجر الفلسطيني ... ورغم الانقلاب الأسود بحق أبناء قطاعنا الحبيب ورغم الهجمة الشرسة بحق مدينتنا المقدسة ... إلا أن هناك أيام عز وفخار .. يتوضح بها التاريخ الفلسطيني .. وستبقى هذه الأيام منقوشة بأحرف من نور ... وخالدة خلود الكون في ذاكرة الشعب الفلسطيني كله ... ويعتبر الحادي عشر من آذار سنة 1968م ..احد تلك الأيام الخالدة في تاريخ شعبنا وقضيتنا الفلسطينية ..حيث سطر الفارس الفتحاوي الأسمر ملحمة بطولية رائعة وأعاد صياغة التاريخ حسب الرؤية الفتحاوية الخالصة المخلصة ... فبعد أن كانت الأمة العربية قاطبة تعيش أيام ذل وهوان اثر نكسة 67.. انتفض المارد الفتحاوي معلناً الانطلاقة الثانية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح .... انطلاقة العز والمجد .. إنها انطلاقة الكرامة الفلسطينية والعربية .. حيث جاءت الانطلاقة لرد اعتبار الإرادة والكرامة للأمة العربية ... والتي لم تكن قد استيقظت بعد من حالة الانكسار التي أصابتها في حزيران 1967م ...لم يكن قد مر عام بعد تلك الهزيمة القاسية حين اتخذت القيادة الفلسطينية بقيادة الزعيم الخالد فينا ياسر عرفات .. قراراً بإعادة الهيبة للأمة العربية كلها .. فكانت معركة الكرامة التي حطمت كل الأساطير .. وفتحت سجلات الشرف وكتب الخالدين .. ورسمت معالم جديدة لحدود الوطن ووضعت مفاهيم الصراع الإسرائيلي في جدولها المفترض ، حيث رسخت مفاهيم الوحدة العربية التي كانت حينها مجرد شعارات .. وصاغت اتفاقية الدفاع المشترك عن تاريخ الأمة العربية .. بإشراك الجندي الأردني إلى جانب المقاتل الفتحاوي الأسمر ..
فكانت البطولة ... وكان الفداء ... وكان الانتصار

وصنعت إرادة الصمود والتصدي المعجزات ..... وتحطمت أسطورة الجيش الذي لا يقهر ..