همام أبو مور مشرف
عدد المساهمات : 16064 تاريخ التسجيل : 09/01/2010 العمر : 44 الموقع : قطاع غزة / رÙØ
| موضوع: لابد من مؤسسة ترعى الحوار الفلسطيني / م. عماد عبد الحميد الفالوجي الجمعة 24 سبتمبر 2010, 3:26 pm | |
| الحوار ليس كلمة تقال فى المناسبات بل هي منهج حياة وثقافة معاشة بين كافة أبناء المجتمع , الحوار لا يخص فئة بعينها دون غيرها بل الحوار أسلوب تعامل بين كافة فئات المجتمع دون استثناء ,الحوار ليس موسميا وحسب مصلحة البعض أو المخصص فى أوقات معينة دون غيرها بل هو لكل زمان وفى كل الأحوال , الحوار لا يكون فقط عند الخلاف والاختلاف أو عندما يحدث الصدام والاقتتال بل هو عامل وقاية سابق للأحداث وليس حسب الأحداث الواقعة ,الحوار ليس لتحقيق المصالحات والتوافقات " فقط " بين المتصادمين بل دوره أعمق من ذلك بكثير , الحوار ليس فقط لتثبيت وإعلان وتعزيز المواقف الفصائلية الضيقة وإجراء المناظرات الحزبية حول القضايا المختلف حولها فحسب ,الحوار ليس لإثبات خطأ وخيانة أو تكفير الطرف الآخر وفضح سلبيات من نختلف معه ,الحوار ليس شعارا براقا يتم استخدامه لكسب تعاطف الجماهير وتأييدها فقط , الحوار فى الحقيقة أكبر وأعمق من كل الذي سبق , ولكن للأسف الشديد الأغلبية تستخدم الحوار لتحقيق إحدى الأهداف الصغيرة السابقة , ومن هنا فإن المراقب يلحظ بوضوح لا لبس فيه فشل الجميع فى تحقيق الأهداف التى نأمل فى تحقيقها عبر الحوار , بل إن الحوار لم يعد عاملا إيجابيا يقرب الأفكار والمواقف بقدر ما أصبح الحوار موسما لتبادل الاتهامات وإعلان المواقف الحزبية الضيقة وكيل الاتهامات لكلا الطرفين المتحاورين , والقضية الأهم لكل طرف هو كيف يثبت أن الطرف الآخر هو المسئول عن فشل الحوار فى تحقيق أهدافه دون النظر بروية وتركيز عن الأسباب الحقيقية لهذا الفشل ومحاولة معالجة تلك الأسباب ووضع الحلول لها والعمل على إنجاح الجولات القادمة من الحوار لتحقيق الأهداف المرجوة منه . والمتابع لمسيرة الحوار الفلسطيني على مدار السنوات الماضية يلاحظ أن الحوار حقق بعض الإنجازات على أرض الواقع فى تنظيم الخلافات الداخلية بين الفصائل والعمل على تقريب وجهات النظر وحل الكثير من الإشكاليات التى كانت تطرأ بين الفينة والأخرى عندما كانت هناك جهة أو مؤسسة متفق عليها ترعى هذا الحوار وقد لعب المجلس التشريعي هذا الدور من خلال تشكيل لجان متخصصة لمتابعة قضية الحوار وكذلك عند تشكيل لجنة المتابعة العليا بعد اندلاع انتفاضة الأقصى التى ضمت بين جناحيها كافة ألوان الطيف السياسي الفلسطيني ونجحت الى حد كبير فى قيادة العمل الوطني وتحقيق الكثير من الإنجازات وكذلك خلال الحكومات التى قادها الرئيس الرمز ياسر عرفات – رحمه الله – فقد شكل حينها لجان لمتابعة الحوار الفلسطيني بشكل دوري , وهكذا فإن المتابع لهذه المسيرة سيجد أن الحوار كان يتقدم ويحقق نتائج جيدة عندما كانت تكون هناك جهة أو مؤسسة تحظى بثقة التيارات الفلسطينية تعمل بشكل متواصل على جمع الجميع ووضع التصورات والخطط لحل الإشكاليات الطارئة وقيادة المرحلة بشكل صحيح , وعندما غابت تلك المؤسسة الراعية للحوار وأصبحت الأطراف المختلفة هي من يقود عملية الحوار بشكل حزبي مجرد بشكل مباشر بدون خطة أو رؤية واضحة تحدد ما تريده من الحوار عندها أصبح الحوار مقتصر على مناقشة مواقف ورؤى خاصة لكل طرف , وأصبح الحوار لا يعقد إلا فى المناسبات أو عند وقوع مشاكل أو لتحقيق مصلحة خاصة أو لإثبات خطأ الطرف الآخر أو حوار من أجل الإعلام وتسجيل المواقف فقط لا غير , ولم يعد هناك متابعة دقيقة لتفاصيل الحوار ومعرفة بواطن الخلل ووضع الحلول لها , وأصبحت المسافة طويلة بين كل جولة حوار وأخرى , وأصبحنا فى كل جولة نبدأ من حيث بدأنا فى الجولة السابقة وليس من حيث انتهينا , ولم يعد هناك فصل بين للقضايا المتفق عليها والقضايا المختلف حولها , واختلطت الأمور علينا وأصبح الحوار أسير الماكينة الإعلامية ما بين التقدم والتراجع وبين الإحباط والأمل , وأصبحت هناك الفوضى هي سيدة الموقف دون أن يعلم أحد بحقيقة ما يدور , بالرغم أن هناك إجماعا بين الجميع أنه لا يمكن التوصل الى حلول بدون إنجاح الحوار الفلسطيني . ومن هنا وبناء على تجاربنا السابقة لابد من إعادة النظر بكل جدية فى طريقة إدارة الحوار الفلسطيني وذلك من خلال بناء المؤسسة التى ترعى هذا الحوار بشكل عام وتتابع تفاصيله وتراكم عليها وتستطيع تحديد بكل دقة كافة القضايا المتفق حولها والقضايا التى تحتاج الى حوار مستفيض لوضع الحلول لها بشكل متواصل دون انقطاع , والحوار المطلوب ليس قاصرا على جهة دون غيرها أو قضية دون الأخرى بل يجب أن يشمل الهم الفلسطيني كله ومن كافة جوانبه وتفاصيله دون استثناء , لابد من بناء هذه المؤسسة الخاصة بمتابعة الحوار الفلسطيني لتكون مرجعا عاما لكافة الأطياف السياسية الفلسطينية ومن خلالها يتم مناقشة كافة القضايا ومن خلالها يتم تنظيم خلافاتنا الداخلية التى لن تنتهي بحكم اختلاف مواقفنا وأفكارنا واختلاف منابتنا الثقافية لذاتية , وهذه من أسباب قوة الشعب الفلسطيني وحيويته وقدرته على تفجير الطاقات الداخلية الكامنة فيه , ولكن يجب أن تكون هذه المؤسسة عامل مساعد فى تجميع القوى الفلسطينية جميعا وليس غير ذلك ومن هنا يجب أن تضم بين جناحيها كافة التيارات الفلسطينية المؤمنة بالحوار الفلسطيني كأسلوب للحياة بعيدا عن أي وسيلة أخرى , ولن تبدأ هذه المؤسسة من الصفر بل سترتكز على التجارب الطويلة التى يمتلكها شعبنا فى هذا الجانب , ولعل ملف المصالحة يجب أن يكون على رأس اهتمامات مؤسسة الحوار والتعامل مع هذا الملف بالشمولية المطلوبة دون التوقف عند مطلب هذا الطرف أو ذاك وكذلك الفعل السياسي الخاص بالقضية الفلسطينية وملف المقاومة ووسائلها وكل ما يتعلق بأدواتها لتكون أكثر فاعلية وتنظيما لتحظى كل تلك الملفات بالالتفاف الشعبي المطلوب , وكذلك استعادة الثقة بين كافة الأطراف المتخاصمة والمختلفة فيما بينها , واعتبار أن الخلاف السياسي ليس مبررا ليقف كل طرف موقف العداء من الطرف الآخر , بل لابد من استرداد كل القيم النضالية التى كانت تربط بين كافة الفصائل الفلسطينية على مدار تاريخ الثورة الفلسطينية المعاصرة . إن تأسيس مؤسسة الحوار تعني بكل تأكيد الخطوة الأولى العملية لتنظيم صفوفنا وتنظيم خلافاتنا فى إطار واحد وخطة واحدة تضم بين جناحيها كل مقومات صمود وإمكانيات شعبنا لنكون أكثر قوة أمام كل ما يواجهنا من ضغوط ومؤامرات تستهدف ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا . رئيس مركز آدم لحوار الحضارات [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] | |
|