التقارير المتزايدة عن احتمال أن تهاجم إسرائيل إيران بحلول شهر يونيو, تثير معها تساؤلات صعبة حول الكيفية التي قد يبدو عليها مثل هذا الهجوم, من الذي سيشارك في الهجوم, وما هي العواقب المترتبة على هذا الهجوم؟.
وبحسب مراقبين فإن السؤال تحول من "هل ستهاجم إسرائيل إيران؟" إلى "متى..." وحول القدرات العسكرية الإسرائيلية التي تسمح لها بمهاجمة المنشئات الإيرانية, أجرت شبكة الأخبار الأمريكية NBC استطلاع لآراء المسئولين العسكريين الإسرائيليين والأمريكيين حول احتمالات أن تهاجم إسرائيل إيران.
وأكد معظم المسئولين الذين تم استطلاع آرائهم أن احتمالات الهجوم على إيران لا تقل عن 50%, وقال مصدر أمريكي رفيع إن فرص الهجوم لا تقل عن 70%.
وأوضح المسئولين أن احتمالات أن تهاجم إسرائيل إيران ستزداد خلال هذا العام وأن الوقت سيكون في حدود الربيع المقبل أو الصيف, وقال أحد المسئولين "يسود اعتقاد في الشرق الأوسط أن الهجوم سيكون متزامنا مع الانتخابات الأمريكية, ووفقا لهذا الاعتقاد فإن إسرائيل ستنفذ الهجوم في ذروة الانتخابات الأمريكية وأن المرشحين في كلا الحزبين سيحاولون التنافس على إظهار الدعم لإسرائيل".
وحول الوسائل التي ستستخدمها إسرائيل, كشف مسئولين أمنيين معلومات جديدة عن خطة الهجوم من جانب إسرائيل, مشيرين إلى أن إسرائيل تملك صواريخ "أريحا" المعدة للمدى البعيد وأن الرؤوس الحربية فيها قادرة على اختراق الحصون الإيرانية, وعلى حد زعمهم "فإن الصواريخ لن تحمل رؤوس نووية ولكن الإيرانيين سيفاجأون من مدى دقتها".
يعتقد الخبراء أن إسرائيل ستشن هجوما متعدد الاتجاهات, بواسطة طائرات حربية, وصواريخ أريحا مشيرين إلى أن الصواريخ البعيدة المدى التي بحوزة إسرائيل تستطيع أن تضرب أهداف على بعد 2400 كلم, وأن تلك الصواريخ ستزود برؤوس حربية غير نووية.
وردا على سؤال عما إذا كانت وصواريخ أريحا دقيقة وقادرة على تدمير المخابئ التحت أرضية, التي بحسب التقديرات تخفي إيران ترسانتها فيها, قال أحد المسئولين الإسرائيليين "إنكم ستفاجأون كثيرا من مدى دقة هذه الصواريخ", وقال إن المواد الكيميائية المتفجرة التي يمكن ربطها برؤوس الصواريخ ستمكنها من اختراق التحصينات الإيرانية, على حد زعمه.
وبحسب الخبراء فإن الهجوم بالصواريخ البالستية سيكون بالتناسق مع هجوم الطائرات الحربية من طراز F15-I, وكذلك طائرات بدون طيار, في حين ستستخدم الطائرات الحربية مسارات طيران تسمح لها بتقليل استخدام الوقود وكذلك التهرب من الرادار.
وقال المسئولين "إن إسرائيل ستكون مستعدة لسقوط عدد من طائراتها الحربية, إذا كانت ذلك ضروريا".
وردا سؤال هل ستستخدم إسرائيل الغواصات التي تحمل صواريخ الكروز, أكد مصدر عسكري إسرائيلي ذو علاقة بنظام الغواصات أن إسرائيل لن تستخدم الغواصات لأنها لا تمتلك ما يكفي من صواريخ الكروز.
ماذا سيكون هدف إسرائيل؟
وأكد المسئولين أن إسرائيل لن تحاول ضرب جميع المنشئات النووية الإيرانية, ولكن سيتم التركيز على بعض المنشئات التي ترى أنها حاسمة لوقف البرنامج, ويعتقد مسئولون أمريكيون أن الهجوم سينجح في إعادة البرنامج النووية الإيراني إلى الوراء مالا يقل من عامين إلى أربع أعوام, وقال أحد المسئولين الإسرائيليين أن إسرائيل مستعدة لتنفيذ هجوم آخر بعد أربع سنوات إذا استمر البرنامج الإيراني أو تم استئنافه.
أسوأ سيناريو بالنسبة للولايات المتحدة
وفي حال مهاجمة إسرائيل لإيران فإن الأخيرة ستتهم الولايات المتحدة بالتورط في الهجوم, وقال مسئولين إيرانيين في وقت سابق إنهم لا يميزون بين هجوم إسرائيلي وهجوم أمريكي, وبالنسبة لهم فإن كلتا الدولتين تعملان جنبا إلى جنب", وبحسب المسئولين الأمريكيين فإن عملية الانتقام الإيرانية يمكن أن تشمل تفجير ممثليات أمريكية في مدن مختلفة في العالم.
وإيران هددت أكثر من مرة بأنها تهاجم سفن الأسطول الأمريكي في مضيق هرمز أو حلفاء أمريكا في الجانب العربي من الخليج, وقال مسئول أمريكي رفيع إن ردود الفعل على هذا الهجوم يمكن أن تجر ردا عسكريا من الولايات المتحدة يهدف إلى إسقاط نظام طهران, وستجبر حينها واشنطن في الدخول إلى هذه الدوامة العنيفة.