مصادر أمنية: اعتقال مزيان في بيروت كشف معطيات جديدة في "عالم الإرهاب"

أفادت مصادر أمنية على صلة بقضايا الارهاب ان عملية اعتقال احد كوادر حركة "فتح الاسلام" منير مزيان الملقب "ابو الوليد" في منطقة الملا في العاصمة قبل بضعة ايام، والتحقيقات التي اجريت معه، كشفت جملة معطيات وحقائق جديدة تتصل بهذا الملف، ابرزها:
- ان ثمة جيلا جديدا مختلفا من مجموعات الارهاب بدأ يأخذ دوره ومكانه منذ فترة في الساحة اللبنانية ويحمل "مواصفات جديدة" وطريقة عمل مميزة عن الطريقة التقليدية للمنتمين الى هذه المجموعات.
فعلى سبيل المثال ان هذا الجيل يبرع في التخفي والتستر وعدم المجاهرة، فهو لا يرتدي "الزي الشرعي" ولا يظهر الالتزام بتأدية المناسك الدينية التي يؤديها عادة الملتزمون والمتطرفون. ولا يرتاد هذا الجيل اماكن العبادة بشكل دائم او يقوم بالتبليغ.
- ان هذا الجيل الجديد بدأ يخرج من الاماكن والبؤر التي اعتاد العيش فيها وشكلت له ملجأ او مظلة امان، وبدأ يقترب من قلب العاصمة وتحديدا من الاحياء غير القصية وغير المكتظة والفقيرة.
- ان ابناء هذا الجيل الجديد من الارهاب بدأوا يدركون تماما ان المخيمات الفلسطينية لم تعد هي الاماكن التي يمكن ان توفر لهم ظروف الامان المطلوبة، فهم صاروا يعرفون انها "محاصرة" ومراقبة امنيا من الخارج، كما ان الاتصالات فيها صارت مراقبة هي الاخرى من خلال اجهزة تنصت جديدة، فضلا عن الصراعات والتجاذبات بين المجموعات المتمركزة فيها والتي تجعلها في وضع المكشوف امنيا والمرصود.
- بناء على هذه المعطيات الجديدة وسواها من معطيات ووقائع قديمة، تكوّن لدى القيادات والمراجع الامنية الرسمية المعنية اقتناع يترسخ يوما بعد يوم فحواه ان الارهاب بات يشكل تحديا للأمن لا يمكن تجاهله او الاستخفاف به بعد الآن، او التعاطي معه بالشكل السابق.
- ان ثمة اجهزة امنية عالمية بدأت تتعامل مع موضوع الارهاب في لبنان بمنسوب اعلى من الحذر والخشية قياسا بالفترات السابقة.
- امام هذه الوقائع المستجدة، لم تعد المسألة لدى القيادات والمراجع الامنية هي، هل ثمة امتداد لتنظيم "القاعدة" في لبنان ام لا، بل الاهم ان ثمة جيلا من الارهابيين يمتلك حيوية مختلفة تجعله اكثر مرونة وقدرة على الحركة والتخفي؟