غلاء المهور: لهب يكتوي به الشبان الغزيين ومزاد للفتيات!!

تقرير ريم جبريل :

في ظل الحصار المفروض على قطاع غزة وعدم توفر فرص العمل تدورالأحاديث حول ارتفاع المهور، والتي كان أخرها وأغربها تحديد المهر بقيمة 7000 آلاف دينار أردني .

وغلاء المهور أصبحت ظاهرة متفشية بشكل كبير في غزة، والسؤال الذي يطرح نفسه على ماذا يستند مجتمعنا في تحديد قيمة المهر للفتاة ؟ .

الشباب بغزة أصبحوا يعزفون عن الزواج وعقباته فـ "محمود 27عام" خريج أنظمة معلومات لم يجد فرصة عمل ثابتة ليكون على قدر مسؤولية تحمل نفقات الزواج خاصة المهر قال:" هناك مفاهيم خاطئة تسيطر في مجتمعنا حول تحديد المهر فمنهم من يعتبره أنه يحدد مكانة الفتاة الجميلة والمتعلمة ومنهم من يعتبره "برستيج "يتباهي به الأهل أمام الناس، لكن بالحقيقة هو مفهوم خاطئ ينم عن تفكير جاهل ومتخلف." مشيراً الى أن الوضع الاقتصادي لا يسمح بغزة فهناك الكثير من الشبان خرجين منذ سنوات ينضمون إلى صفوف البطالة وهذا يؤخر الزواج.

أما إيمان 25عاماً خريجة الدراسات الإسلامية، تلوم بشدة أبها الذي تسبب من عدم بناءها أسرة تسودها السعادة والاستقرار، قائلة والحسرة تملأ عينها:" أبي هو سبب تعاستي لأنه دائماً يشترط على أهل الشاب مهر قدره 4000 دينار أقل شيء معلل ٍبأني فتاة جامعية لا أستحق مهر أقل من هذا الحد، مما يضيع الفرص خاصةً أني لم أعمل منذ أن تخرجت بل عاملة بالبيت وأنظف وأخدم زوجة أبي وإخوتي!."

بينما ألاء خريجة علوم 24عاماً، تبين أن العبرة من غلاء المهور تعود لأسباب عدة وأهمها عقبة في وجه من يريد أن ينفصل عن خطيبته أو زوجته حتى يشعر بقيمة المال فهو يحمي المرأة من الطلاق، بالإضافة إلى غلاء الذهب و"جهاز" العروس.

وفي الوقت ذاته قال الدكتور موسى نصيو رئيس قسم الدراسات الإسلامية بجامعة الأقصى بغزة:" لم يتم تحديد المهر بالشريعة الإسلامية، وجعل هذا الأمر يعود إلى عادات وتقاليد الناس، وجعل الله المهر بمثابة هدية تقدم للمرأة مقابل عقد بين الزوج والزوجة قد تكون معنوية مثل حفظ أجزاء من القرآن أو أي شيء من المنفعة، أو تكون مادية مثل المال أو بيت.

ودعا نصيو إلى ترك الغلاء والتساهل في المهور وهو أن المتزوج يدفع ما تيسر و إلا تكثر المشاكل الاجتماعية في المجتمع ويدفع بالشباب إلى البحث عن طرق منحرفة وغير مشروعة، ومشاهدة الأفلام الإباحية وتناول عقاقير المخدرات مثل الاترمال وغيرها، اعتقاداً منهم بأن هذا ينسيهم بدلاً من مواجهة المشكلة وإيجاد حل له.

وأكد أن المنفعة متبادلة بين الطرفين، وليست منفعة للرجل فقط، مستدلاً من الحديث النبوي " خير النساء أقلهم مهراً" و" إذا جاءكم من ترضون دينه وأمانته فزوجوه. إلا لم تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير"، فالمعيار الأساسي في الزواج هو الشاب الكفء التقي، فقد زوج الرسول ابنته على علي رضي الله عنه بشيء قليل لا يساوي ست دراهم اليوم.