لهذه الاسباب حاولت أن تضرم النار بنفسها الاسيرة المحررة عبير عودة

خرجت والامل يرفرف أمامها من بعد سجن أكل من عمرها تسع سنين متواصلات ، اورثتها جملة من الامراض التي أوهنت عظامها ، واضعفت من حركتها ، وأخرجتها من طور التحمل ، الى المجاهرة برفضها لسياسة التسويف والتهميش والتقليل من خطر مصابها .

الاسيرة المحررة عبير عودة خرجت عن صمتها كما خرجت من ظلمة سجنها ، لتقول بطريقة البوعزيزي التونسي ، لغة جديدة استحدثت في عالم تعج فيه المظالم ، وتنهمر فيها المعاناة انهمار المطر ، فما كان من الاسيرة المحررة عبير سوى أن تعترض في ميدان المنارة في رام الله ، بعد أن حملت قارورة فيها وقود ، فتحتها بلحظة وبللت ثيابها ، وبالكاد والتو رأها شرطي جاهر بنظره اليها فهجم عليها ، خاطفاً من بيد يديها الوقود والشعلة ، لتجمهر من حولها رجال الأمن وينتهي بهم المطاف في أقر مركز شرطة لتسوية مؤجلة .

عبير عودة تقول :" وراء محاولتي احراق نفسي تقاعس وزراتي الأسرى والصحة ، فهم يهمشون ملف الاسرى المحررين ولا يتابعونهم بشكل يضمن لهم حياة كريمة وصحة متابعة بعد سنوات الاعتقال ".

ونفت عودة تصريحات وزراء ومسؤولين بالسلطة حول تُغطية تكاليف علاجها، قائلة :"ان الاسرى المحررين يواجهون ظروفا صعبة بعد التحرر من سجون الاحتلال ولا يجدون الاهتمام الكافي".



وقالت عودة أنها تتقاضى راتباً من السلطة ولكنها تدفع مصاريف علاجها وثمن الادوية من حسابها الخاص ، متهمة وزارة الصحة بعدم الاستجابة لمطالبها ، وتراخي وزارة الاسرى لمعاناتها والمطالبة بحقها في الطبابة المجانية .

كما استهجنت عودة الاشاعات التي روجت عنها بأنها تعاني من حالة نفسية صعبة ، واكتفت بقولها أن هذا تشويه لأسيرة دفعت من عمرها تسع سنوات من أجل قضية شعبها العادلة ، هؤلاء المروجون للشائعات لا يستحقون الرد ، لكي نقول لهم ما يستحقون توبيخاً".



كما اتهمت عودة شرطية في مركز شرطة رام الله انها تعاملت معها بطريقة سيئة بعد محاولتها احراق نفسها ونقلها لمقر الشرطة حيث نعتتها بكلمات جارحة.

يبقى القول أن الاسيرة المحررة عبير عودة من سلالة عائلة مناضلة ، حاولت أن تلفت انتباه الرأي العام الى قضيتها ، ليبقى في ضمير كل وطني حريص على الحركة الاسيرة أن تبقى شعلى النضال الوطني من بعد الشهداء ، الاكرم من الجميع .