الرئيس عباس بنيويورك للحصول على دولة مراقب بالأمم المتحدة

وصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس الأربعاء إلى نيويورك على رأس وفد كبير لتقديم طلب رفع التمثيل الفلسطيني في الأمم المتحدة إلى مكانة دولة مراقب غدا الخميس.

ومن المقرر أن يلتقي عباس اليوم مسؤولين أمريكيين، قالت الإذاعة الإسرائيلية العامة إنهم سيحاولون في آخر لحظة إقناعه بالتراجع عن تقديم الطلب المذكور.

غير أن المتحدث باسم رئيس السلطة نبيل أبو ردينة أكد، كما نقلت الإذاعة، استحالة التخلي عن التوجه إلى الأمم المتحدة.

وقال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح صائب عريقات في تصريح صحفي الأربعاء: إن الرئيس عباس سيُجري عدة لقاءات مع مسؤولين دوليين لبحث مشروع تقديم طلب عضوية الدولة .

وأوضح عريقات أن الرئيس عباس سيُلقي غداً الخميس في مقر الجمعية العامة للأمم المتحدة خطاباً هاماً يتحدث فيه عن مجمل القضايا الفلسطينية الداخلية والخارجية وتعامل إسرائيل والمجتمع الدولي معها.

ولفت إلى أن الطلب الفلسطيني سيقدم بشكل رسمي للجمعية العامة، متوقعاً أن يتم التصويت عليه بالإيجاب من قبل الدول الأعضاء.

وانتقدت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية موقف فرنسا التي أعلنت تأييدها للخطوة الفلسطينية. وكان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس قد قال إن بلاده ستدعم الخطوة الفلسطينية استمرارا لموقفها التقليدي الداعم لمشروع إقامة الدولة الفلسطينية.

أما بريطانيا وإسبانيا فأعلنتا أنهما لا تزالان تدرسان موقفهما من قضية التصويت على الطلب الفلسطيني.

بدوره، أوضح المراقب الفلسطيني لدى الأمم المتحدة رياض منصور أن السلطة الفلسطينية مستعدة لاستئناف المفاوضات مع إسرائيل غداة التصويت في الأمم المتحدة شرط توقف البناء الاستيطاني الإسرائيلي كليا.

وفي السياق، ذكرت صحيفة (هآرتس) العبرية الأربعاء أن إسرائيل بدأت تدير مفاوضات هادئة بواسطة الإدارة الأمريكية على صيغة القرار التي سيرفعها الفلسطينيون للتصويت في الجمعية العمومية للأمم المتحدة غدًا الخميس في موضوع الاعتراف بفلسطين كدولة مراقبة ليست عضوًا كاملًا في المنظمة.

وسافر مبعوث رئيس الحكومة الإسرائيلية المحامي اسحق مولخو الأحد الماضي إلى واشنطن سرًا كي يدير اتصالات في هذا الشأن مع مسؤولين كبار في البيت الأبيض ووزارة الخارجية، بعد فشل الضغوط الإسرائيلية في إلغاء هذا المسعى أو حتى تأجيله.

وحسب مسؤول إسرائيلي الكبير، فقد قرر نتنياهو تغيير السياسة والانضمام إلى الجهد الأمريكي لتلطيف حدة صيغة القرار، وبالتالي بعث بمولخو للعمل على تغييرات ترغب إسرائيل في أن تراها في النص الذي يرفع إلى التصويت، ومع ذلك، ليس واضحاً إذا كان يمكن إدخال هذه التغييرات في الزمن القصير المتبقي.

وتبدي إسرائيل اهتماماً في أن تدخل إلى القرار بنوداً تقول صراحة أو بشكل مبطن أن الفلسطينيين لن يطلبوا قبولهم كأعضاء في محكمة الجنايات الدولية في لاهاي لحث إجراءات قضائية ضد جهات إسرائيلية.

وكبديل كانت إسرائيل ترغب في أن ترى في القرار بنداً يشدد على أن هذا قرار رمزي فقط وليس فيه ما يعطي سيادة للفلسطينيين على الضفة الغربية، قطاع غزة وشرقي القدس.

كما أن إسرائيل معنية بأن يتضمن القرار التزاماً فلسطينياً باستئناف المفاوضات المباشرة مع إسرائيل دون شروط مسبقة، وتعنى محادثات مولخو في واشنطن أيضا بتنسيق الرد الإسرائيلي على الخطوة مع الأمريكيين.