الملك الاردني طلب من بيريس مفاعل نووي لمعالجة الماء لكنه نصحه بالشمس

يزال رئيس الدولة العبرية شمعون بيريس يعيش احلام "الصهيونية الكيبوتسية" بكل ما في الكلمة من معنى، وهو يباهي في كل مقام بأن اسرائيل تجربة فريدة في كل شئ وجديرة بأن تكون تجربة تستحق الدراسة والتعميم، وفي هذا المجال يقول بيريس في كل المؤتمرات الاقتصادية ان اسرائيل لديها افضل اقتصاد وافضل زراعة وافضل تكنولوجيا وافضل مزارع للابقار وافضل استثمارات!!.

وفي هذا الاطار القى بيريس (84 عاما) خطابا امام "لجنة تطوير النقب" جاء فيه "ان طريقة الزراعة الاسرائيلية في النقب يمكن ان تحل مشكلة المياه في العالم!!!" وامتدح "الزراعة الاسرائيلية" وانها ابداعية في توفير المياه.

واضاف بيريس: "بعد ان تنحسر الحروب ستكون المشكلة الحقيقية امام سكان المنطقة هي شح المياه وان دولتين فقط يمكن ان تتجاوزا الازمة وهما روسيا التي تملك مساحات شاسعة من الاراضي وملايين الكيلومترات من المياه الحلوة وان الدولة الثانية هي اسرائيل وانها الدولة الوحيدة في العالم والتي تعتمد زراعة من دون مياه وهي زراعة مذهلة- كما قال- والتي تعتمد على التكنولوجيا النووية في خلق الزراعة من دون ماء.

واضاف بيريس: الملك عبد الله طلب مني المساعدة في اقامة مفاعل نووي لمعالجة المياه في الاردن وانني اجبته انه خلال 20 عاما سيكون هناك نقص في اليورانيوم لذلك نصحته باعتماد الشمس في الطاقة بدل اليورانيوم فهي غير ملوثة ومتوفرة لدى الجميع وليست غالية الثمن.

يشار الى ان اسرائيل كانت اجرت عدة تجارب فاشلة جدا في مجال الزراعة ولكن بيريس لا يأتي على ذكرها ابدا، وابرزها مثال تجفيف بحيرة الحولة في الجليل قرب الحدود مع لبنان والتي اعتبرها بعض العلماء جريمة لا تغتفر لانها هددت حياة مئات ملايين الطيور المهاجرة من افريقيا الى اوروربا بالموت المحتم، كما ان تجارب الزراعة وبالذات القمح فشلت فيها وفشلت اسرائيل (التي عاندت الطبيعة) في عمل تجربة مماثلة لزراعة القمح في ايريزونا الامريكية.

شمعون بيريس دائما يحاول خلال لقاءاته قادة الدول العربية اظهار اسرائيل كتجربة ناجحة جدا وان التجارب العربية "فاشلة" حيث ذكر اكثر من مرة قصة "نجاح" اسرائيل في تربية الابقار فيما ان الفلسطينيين والمصريين لم ينجحوا.

علما ان الفلسطينيين حاولوا خلال انتفاضة الحجارة نهاية الثمانينيات اقامة مزراع ابقار ودجاج في الضفة الغربية ولكن الاحتلال ارسل عملاء واطلقوا النار على الابقار في شمال الضفة، كما القى جنود الاحتلال قنابل مسيلة للدموع على مزارع الدجاج ما ادى الى نفوقها وفشل التجربة الى جانب قصف مطحنة القمح والميناء البحري الذي اقامه الاوروبيون في غزة وتجريف مطار الدهنية الذي افتتحه الرئيس الامريكي بيل كلينتون وعقيلته هيلاري في العام 2000.

كما اتهمت منظمات لبنانية الطيران الاسرائيلي بتعمد قصف المصانع اللبنانية التي كانت تنافس المصانع الاسرائيلية على الاسواق الافريقية.. الا ان بيريس لا يأتي على ذكر ذلك ابدا.