لندن تطرد ممثل الموساد من السفارة الإسرائيلية إسـرائيـل لـن تـرد بالمثـل ... وتكتـفي بالشـتائم

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
السفير الإسرائيلي لدى بريطانيا يتحدث أمام مبنى السفارة في لندن أمس (أ ب)

حزمت الحكومة البريطانية أمرها وطردت دبلوماسياً إسرائيلياً جراء الإهانة التي لحقت بها لاستخدام جهاز الموساد جوازات سفر بريطانية في عملية اغتيال الشهيد محمود المبحوح في دبي قبل شهرين. ويشكل القرار البريطاني أول اتهام رسمي لإسرائيل بتنفيذ الاغتيال في دبي، ما يفتح الباب أمام إجراءات قد تقدم عليها دول أخرى استخدمت إسرائيل جوازات سفرها. ويمكن لدبي الاستناد للقرار البريطاني لإصدار مذكرة اتهام دولية بحق رئيس الموساد مئير داغان، الذي لا يتمتع بأية حصانة بموجب القانون الدولي.
وأثار القرار البريطاني بطرد دبلوماسي إسرائيلي يعتقد بأنه ممثل الموساد في لندن، ردود فعل إسرائيلية غاضبة. غير أن هذا الغضب، لن يصل إلى حد التعامل بالمثل، خشية السقوط في شرك تصعيد لن يتوقف عند حدود العاصمة البريطانية. فأيديولوجيا «القامة المنتصبة» لوزير الخارجية الإسرائيلية أفيغدور ليبرمان بدت

باردة ولم تدفع صاحب فكرة قصف «طهران وأسوان» إلى الدعوة لقصف «لندنستان». واكتفى ليبرمان بالقول في بروكسل «إننا نولي أهمية كبيرة لعلاقاتنا مع بريطانيا... ونحن نقيم معها حوارات مختلفة وحساسة، ونأسف للقرار البريطاني. ولم نتسلم أية براهين تشير إلى ضلوع إسرائيل في القضية». كما أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو تهرب في واشنطن من الرد على أسئلة بهذا الشأن.
وانحصرت ردود الفعل الغاضبة في مواقف عدد من قادة اليمين الإسرائيلي الذين أطلقوا طائفة من الشتائم ضد بريطانيا. وطالب عضو الكنيست أرييه ألداد من «الاتحاد القومي» بأن تعمل إسرائيل بشدة ضد بريطانيا إذا طردت فعلاً دبلوماسياً إسرائيلياً بسبب قضية جوازات السفر، و«أن تطرد الملحق العسكري البريطاني في إسرائيل». فالواجب، بحسب رأيه، أن «نرد للمنافقين البريطانيين بالعملة نفسها». وشدد على «أنني لا أريد إهانة الكلاب، ولكن خلافاً للبريطانيين فإن الكلاب تظهر وفاءً حقيقياً».
أما عضو الكنيست من حزب كديما مجلي وهبة فاعتبر أن دوافع الحكومة البريطانية وراء القرار دوافع انتخابية، ومع ذلك على حكومة نتنياهو الانتباه إلى أنها تجــعل إسرائيــل دولة مجــذوبة في العالم «لدرجة أن الحزب الحاكم في بريطانيا يغازل الناخبين عبر إهانتنا وطرد دبلوماسي إسرائيلي».
وقال زميله في الكتلة ميخائيل بن آري إنه «ينبغي تسمية الكلب باسمه. هذه لا سامية وعمل مناهض للصهيونية من جانب بريطانيين يريدون إركاعنا. فالمشاكل الدبلوماسية تحل بوسائل دبلوماسية. وعندما يبصقون علينا محظور أن نقول بأن هذا مطر».
وقد بدأت القصة أمس الأول باستدعاء الخارجية البريطانية السفير الإسرائيلي في لندن رون بروسأور وإبلاغه بنتائج التحقيقات الرسمية. وتم إبلاغ السفير الإسرائيلي بأن التحقيقات دلت على أن جهاز الاستخبارات الإسرائيلي الرسمي هو من زيّف جوازات السفر وأن منسق أعمال الموساد في السفارة شخص غير مرغوب فيه. وأبلغ أيضاً أن بياناً سيصدر في البرلمان سيحمل الموساد المسؤولية عن تزوير الجوازات البريطانية التي استخدمت في اغتيال المبحوح. ويبدو أن مداولات مكثفة جرت بين الدولتين جعلت الصياغات في البيان الذي ألقاه وزير الخارجية البريطانية ديفيد ميليباند أكثر دبلوماسية. وفي العادة فإن ممثل الموساد يحتل منصب المستشار الثاني في السفارة الإسرائيلية في بريطانيا.
وفي كلمة ألقاها أمام مجلس العموم أشار ميليباند إلى نتائج تحقيقات وكالة الجرائم المنظمة الخطيرة بشأن «سوء استخدام» جوازات السفر البريطانية في اغتيال المبحوح. وقال إنه ناقش هذه النتائج مع عدد من وزراء خارجية الدول التي «أسيء» استخدام جوازات سفرها في العملية نفسها والتي تجري تحقيقات لم تنته. وقال إن ما يعرضه هو مجرد موجز لنتائج التحقيق. وشدد على أن أياً ممن استخدمت أسماؤهم في الجوازات الإثني عشر كان ضالعاً في الاغتيال، وأنهم كانوا أبرياء وضحايا عملية سرقة هوية. وأكد أن بريطانيا لم يكن لديها أي علم مسبق بما حدث في دبي.
وأشار إلى أن التحقيقات أظهرت أن جوازات السفر المستخدمة كانت منسوخة عن جوازات سفر بريطانية حقيقية عرضت للتفتيش لدى أشخاص يرتبطون بإسرائيل في إسرائيل أو خارجها. ولم تظهر التحقيقات وجود ضلع لأي دولة أخرى.
ولأن العملية معقدة كان التزوير فيها رفيع المستوى، فإن الاعتقاد الرسمي هو أن «التزوير تم على يد جهاز استخبارات حكومي». وبالربط بين هذا الاستنتاج وتحقيقات وكالة الجرائم المنظمة الخطيرة «فإننا خلصنا إلى أن هناك أسباباً موجبة على الاعتقاد بأن إسرائيل هي المسؤولة عن سوء استخدام جوازات السفر البريطانية».

» المنامة تطرد السكرتير الثاني في السفارة الإيرانيّة
» لندن ترفض دخول ممثل جديد للموساد إلى أراضيها
» طاقم السفارة الإسرائيلية يغادر القاهرة
» الأردنيون يؤكّدون المضي في اعتصاماتهم حتى إغلاق السفارة الإسرائيلية
» عميل لبناني قصد السفارة الإسرائيلية في قبرص وعرض خدماته