الأجهزة الأمنية الأوروبية تضبط عملها تحسباً لحروب 'الموساد' المقبلة

أكدت مصادر ديبلوماسية أوروبية أن جوازات السفر الأوروبية التي استخدمها الموساد في اغتيال المبحوح كانت حقيقية وصحيحة ولم تكن مزورة، وقد تم الاستحصال عليها بطرق ملتوية من تلك الدول، مشيرة إلى أن 'الموساد' لديه شبكة علاقات واسعة جدا داخل أجهزة الأمن الأوروبية تسمح له بتسجيل 'اختراقات' كبيرة، أو تغض الطرف عن كل النشاطات التي يقوم بها تسهيلاً لعمله.

واعتبرت المصادر أن عملية دبي أحرجت الأوروبيين في علاقتهم مع الدول العربية، وكشفت بالنسبة لهم أن 'الموساد' لا ينجح في عملياته في الخارج إلا عبر مساعدتهم، فضلاً من مخاطر جمة قد يتعرض لها المواطنون الأوروبيون أو حاملي الجنسيات الأوروبية في أنحاء شتى من العالم، ومدى انعكاس ذلك على أماكن الإنتشار الأوروبي لاسيما العسكري منه في أفغانستان وجنوب لبنان، حيث تكثفت الجهود لاحتواء أي ردات فعل قد تحصل خصوصاً ضد قوات 'اليونيفيل' التي تتمركز بين الجهات المعنية بالصراع مباشرةً (حزب الله، حماس و'إسرائيل') في ظلّ التوتر المتصاعد الذي تعيشه المخيمات الفلسطينية في لبنان.

وكشفت المصادر عن نقاش واسع يجري حالياً بين كافة دول الاتحاد الاوروبي حول كيفية ضبط عمل الأجهزة والدوائر المعنية الأمنية، وشؤون الهجرة والجوازات، تفادياً لسقوط أوروبا في فخ حروب 'الموساد' التي من المحتمل أن تتصاعد في الفترة المقبلة نتيجة أوضاع المنطقة في ظل عدم إحراز اي تقدم في المفاوضات على كافة المسارات، ناهيك عن 'الحرب الأمنية' التي يتعرض لها لبنان عبر 'حزب الله'، والتي تتجه التقديرات إلى أن مساحتها الجغرافية ستتركز في أوروبا، بحسب ما ترصده الأجهزة الأمنية الاوروبية من نشاطات وتحركات لكلا الفريقين في تلك الحرب.

وأشارت المصادر إلى أن عدم إيقاف الدعم الأوروبي المباشر - إذا ثبت حصوله - لعمليات 'الموساد' أو تمريره، سيجعل من أوروبا طرفاً في صراع 'لا ناقة لها فيه ولا جمل'، في حين أن الموقف الذي وَضَعت فيه إسرائيل العديد من الدول الأوروبية التي استخدمت جوازاتها في عملية اغتيال المبحوح، قد أسس لرأي داخل المجموعة الأوروبية مفاده أن أزمة ما قد نشأت بالفعل، ستخسر من خلالها 'إسرائيل' على المستوى الدبلوماسي، كما على مستوى الشراكة الأمنية مع أوروبا.

وتحدثت المصادر الديبلوماسية الأوروبية عما تتداوله صحف 'إسرائيلية' مختلفة تَنسُب معلوماتها إلى مصادر متعددة، حول القلق الذي يعتري المسؤولين الإسرائيليين من 'توجس' أوروبا من التورط في ما يعتبرونه 'حربا أمنية'، مشيرة إلى أن هذا الأمر قد بدأ منذ اغتيال القائد العسكري في 'حزب الله' عماد مغنية في دمشق في شباط 2008.