المواقع الفلسطينية بقاعًا: أهالٍ قلقون وتوتر متصاعد

استجلبت جبهة "الحرب" الداخلية الــتــي خيضت في المعسكر الفلسطيني التابع للجبهة ا لشعبية - ا لقيا د ة العامة في تلة عين البيضا في قضاﺀ زحلة يوم الخميس، مزيدا من التأهب للتعزيزات الــعــســكــريــة الــلــبــنــانــيــة في محيط التلة التي تقع وسط سهل البقاع في بلدة كفرزبد وفــي محيط بلدات السلسلة الشرقية الآمنة، التي لم يكتب لها ان ترتاح من قلقها الدائم ازاﺀ هذا السلاح الفلسطيني فــي وســطــهــا رغـــم مــا عــوّلــت عليه بعد خــروج ســوريــة من لبنان. والاقتتال الفلسطيني الــداخــلــي فـــرض اعـــادة طرح موضوع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات، خصوصا بعد ان تكشفت "نــيّــات مبيتة" ربــمــا تــكــون وراﺀ الــحــديــث الاعلامي "التحريضي" لمسؤول الجبهة انور رجا في وجه فرع المعلومات والسلطة الامنية اللبنانية...

التمرد هو الاول من نوعه في هذا المعسكر التابع للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الا انــه يشكل فصلا من فصول مراحل التطور التي مرت بها الجبهة الشعبية - القيادة العامة وهــي تنظيم فلسطيني أسسه أحمد جبريل سنة 1968 بعد انفصاله عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. عرف هو الآخر انشقاقا سنة 1977 بقيادة أبو العباس وطلعت يعقوب اللذين شكلا جبهة التحرير الفلسطينية كما عرف انشقاقاً آخر في العام 1983 بقيادة محمد جابر شتّا وعمر أبو راشد.

ومــع ان إشكال يــوم الخميس كان داخليا بالدرجة الاولى، صعّبت القذائف التي تطايرت فوق رؤوس المواطنين الامنين بين جبهتين متواجهتين في تلال عين كفرزبد ووسط سهل كفرزبد، من التعاطي معه كمسألة خلافية داخلية في الصفوف الفلسطينية، وهي المرة الاولى التي يشهد فيها المواطنون على امتداد القرى من الفاعور وصولا الى قوسايا وديرالغزال مثل هذا الاســتــخــدام للسلاح الثقيل في هذه المنطقة، بعد ان روعتهم في السابق الغارات الاسرائيلية على مواقع قوسايا وعين البيضا وآخرها في حرب تموز العام. 2006

ومــوقــع تلة عين البيضا ليس الــوحــيــد للجبهة الشعبية الــذي يتوسط المناطق السكنية الآهلة فــي منطقة الــبــقــاع، وقـــد صــرح المسؤول الاعلامي للجبهة انور رجا سابقا ان لهذه المواقع شرعيتها الثورية وأسبابها التاريخية، لافتا الانــتــبــاه الــى انــهــا تشكل قواعد ارتكاز ضرورية في ظل استمرار انكشاف لبنان برا وجوا وبحرا، وما دام الصراع مع العدو الصهيوني قائما وما دامــت أميركا تحاول ان ترسم مصائرنا...

كلام رجا وجد له بيئة حاضنة في هذه القرى الآهلة بالسكان قبل انسحاب سورية من لبنان، الا انه منذ خروج سورية، وردة الفعل السنية على اغتيال رئيس الحكومة الاسبق رفيق الحريري، لم تتمكن الفصائل الفلسطينية مــن اقــنــاع الاهــالــي بجدوى هذه المعسكرات ولا سيما في المواقع المستقرة في العمق اللبناني، كتلة عين البيضا وموقع حشمش البعيد كيلومترات من الاول بين بلدتي قوسايا وديرالغزال وهو اطلق النار باتجاه لجنة الخبراﺀ الدوليين للتأكد من الانسحابات السورية في العام، 2005 وتواجهه المعسكرات الــواقــعــة فــي وادي المعيسرة في سلسلة جبال لبنان الشرقية الفاصلة بين لبنان وسورية، تبقيه امتداداته باتجاه الاراضي السورية لغزا لاهالي بلدة قوسايا البقاعية المواجهة، الذين يسمعون دائما ترددات القذائف والاسلحة المستخدمة في التدريبات بداخله من دون ان يتعرفوا تماما الى حجم القوة الموجودة فيه...

وقد وقعت اشكالات عديدة قرب هذا الموقع جراﺀ التعرض لبعض الرعاة الذين كانوا يتوجهون الى المنطقة، الــى ان احكم الجيش اللبناني مراقبته على مداخله منذ الــعــام 2005 بــقــرار مــن الحكومة اللبنانية، الــتــي كلفت الجيش اللبناني اتخاذ إجراﺀات عسكرية في محيط جميع المراكز التابعة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة في الناعمة والبقاع، بعد ان تلاحقت الاحداث وتوالت التفجيرات المتنقلة في لبنان وتكاثر الحديث عن عمليات تسلل للرجال والسلاح، عــبــر الـــحـــدود مــع ســـوريـــة، حيث تعززت هــذه الاجـــراﺀات خصوصا على اثر احداث نهر البارد... وهو ما انسحب ايضا على موقع السلطان يعقوب في البقاع الغربي الذي يشرف عليه الجيش اللبناني من المرتفعات المجاورة منذ الغارة الاسرائيلية التي استهدفته في العام.. 2006.

وتواجد هذه المعسكرات وسط المناطق السكانية الآهلة يصعب الحل العسكري (غير المطروح) لمشكلة السلاح الفلسطيني خارج المخيمات، رغــم مسارعة بعض الجهات السياسية الــى تحميل الجيش كامل مسؤولية "تطويق الاحداث" كلما انفجر الوضع الامني بداخلها، الامر الذي تدركه قيادة الــجــيــش الــلــبــنــانــي ومــخــابــراتــهــا، التي اعتمدت استراتيجية تبديد المخاوف المتبادلة ببناﺀ جسر من الثقة جنب المنطقة الاحتكاكات المباشرة بين سكانها والعسكريين الفلسطينيين.. وبحسب المصادر الــعــســكــريــة فــــإن عــنــاصــر هــذه المعسكرات يتمتعون بهامش محدود من حرية التحرك لتأمين حاجياتهم مــن داخـــل الاراضـــي اللبنانية والتنقلات منه واليه موضوعة تحت المراقبة المباشرة لمخابرات الجيش التي تحرص على التواصل الدائم مع القيادات لتسهيل التطويق الامــنــي لاية احـــداث، الامــر الــذي انسحب على تسليم العقيد المتمرد دريد شعبان خلال ساعات من انطلاق حركته...

طريقة معالجة احداث تلة عين البيضا والسلاح الفلسطيني خارج المخيمات المرتبط بها، لا يمكن الا ان يكون اختبارا لمدى جدية الدولة اللبنانية (حكاما) وزعماﺀ في الالتزام بالقرارات التي اجمعت عليها على طاولة الحوار الوطني بشأن هذا السلاح، حتى لا تجعل من الجيش اللبناني شماعة لعجزها في رسم الاستراتيجيات السياسية للحلول المقترحة، بالاضافة الى كونها تشكل اختبارا للنيات بين لبنان وسورية على ابواب زيارة عمل مرتقبة للحكومة اللبنانية ورئيسها الى سورية وسط "القناعة الراسخة" عند الجانب اللبناني بأن مفتاح الحلّ لمشكلة السلاح الفلسطيني خارج المخيمات هو بيد "النظام السوري".. اولا.

» لاجئو الضفة قلقون على حق عودتهم بعد «أيلول»
» مجلس الوزراء يدعو إلى تنفيذ قرارات اليونسكو بخصوص المواقع الأثرية الفلسطينية
» الفلسطينيون قلقون على مصير المخيمات في سوريا بسبب القمع
» قلق في الخليج·· وتوتر في لبنان!
» المبعوث الأممي يغادر اليمن وتوتر في صنعاء