خبراء:اسرائيل تستعد لشن حرب جديدة على غزة

على مدى أكثر من أسبوعين وفى الذكرى الاولى لعدوانها على غزة، عادت إسرائيل لعمليات القصف الجوي والبحري والمدفعي على غزة تزامنا مع حرب نفسية تشنها على السكان.

ولا أحد يدري هل ستتدحرج كرة الثلج في غزة ويكبر معها شكل التصعيد الإسرائيلي ليكون أكبر من مجرد استنزاف محدود.

الكل أجمع على أن القادم ضربة كبيرة هدفها اختطاف وضرب المقاومة

وتعيش غزة منذ أكثر من أسبوعين عمليات قصف أدت لاستشهاد عشرة فلسطينيين وإصابة العشرات في عودة جديدة لعمليات الاستنزاف.

ترفع الحكومة الإسرائيلية كل يوم من حالة التوتر بغارات جوية ونشاط مكثف للزوارق في بحر غزة. أما الناس كأنهم يترقبون حربا جديدة أرادت إسرائيل إرغامهم على العيش في أجوائها وهم يرقبون سقوط الشهداء.

وقال المحلل العسكري العميد متقاعد يوسف شرقاوي إن الجيش الإسرائيلي يهدف من نشاطه الأخير لتنفيذ عمليات استطلاع بالنار لكشف إمكانات المقاومة، مضيفا 'يريدون توجيه ضربة لغزة وشن هجوم، فالظروف مواتية والنظام العربي لا يستغني عن إسرائيل، لذا قد تشن إسرائيل هجوما متكاملا عبر البحر والبر والجو'.

أما الباحث في الشؤون الإسرائيلية عدنان أبو عامر فيرى أن الجيش سيعود لتصعيد يشبه ما حدث قبل (يونيو) 2008 لاستنزاف المقاومة، مشيرا إلى أنه من المتوقع أن 'تعود الطلعات الجوية والاغتيالات واجتياحات محدودة ونشاط للقوات الخاصة وتكثيف نشاط الاستخبارات حتى لا تنفذ المقاومة أي عملية موجهة من غزة لإسرائيل'.

وأوضح أبو عامر أن الاحتلال يسعى لإجبار المقاومة على الاختفاء وإيقاف نشاطها ما يوفر له أرضية لمواصلة استعداداته مع استمرار التركيز على ضرب مطلقي الصواريخ.

هذا وتتباين الآراء والتوقعات، هل ما بدأ في غزة الآن هو مؤشرات على عملية استنزاف جديدة أم حرب مقبلة؟.

فالمحلل العسكري العميد متقاعد يوسف شرقاوي أكد أن غزة مقبلة على حرب حقيقية لأنها الزاوية الأضعف في مربع الخطر على إسرائيل 'سوريا — إيران — حزب الله — غزة'، حسب تقديره، مضيفا 'إذا أرادت إسرائيل ضرب إيران لابد من التخلص من حماس بغزة وحزب الله بجنوب لبنان وهي الآن في أزمة حقيقية'.

ورغم ما تحمل غزة من خصوصية إلا أن تطوراتها ترتبط بحراك إقليمي وضعها في حسابات إسرائيل الخارجية.

وعن شكل العملية العسكرية القادمة أضاف شرقاوي 'أخشى من عملية نوعية هدفها خطف شاليط ونحن نذكر تصريحات الولايات المتحدة الأمريكية مؤخرا التي طالبت إسرائيل بإيقاف الصفقة حتى لا تنتصر المقاومة'.

أما الباحث في الشؤون الإسرائيلية أبو عامر فأكد أن الحرب قد لا تكون في الأسابيع والشهور القادمة لاعتبارات إقليمية، مشيرا أن الأقرب لوصف ما يجري حاليا من تصعيد هو استنزاف وليس حربا.

وأوضح أبو عامر أن إسرائيل تبدو الآن مهيأة لوجستيا ومعنويا وقد بدأت بممارسة حرب نفسية على سكان غزة بمختلف الطرق، مؤكدا أن الجيش الإسرائيلي سيغير من خططه وتكتيكاته العسكرية المستخدمة في حرب 2008 — 2009 بغزة.

وقال المحلل العسكري يوسف شرقاوي إن الجيش لن يواجه المقاومة بشكل مباشر، مضيفا 'قالوا قبل شهرين نريد حربا نظيفة ولا نريد خسائر، بمعنى إبادة الطرف الآخر بشكل كامل دون الاكتراث بالمدنيين'.

وشاركت في الحرب على غزة مختلف أنواع الأسلحة حيث لم يبق سوى سلاح الذرة حسب رؤية شرقاوي.

هذا ويعتبر المحلل المذكور تشكيل طائرات الاستطلاع المعضلة الحقيقية أمام المقاومة وهو أسلوب أبدى نجاعة ليس بغزة وحدها، بل في نشاط الجيش الأمريكي بأفغانستان وباكستان واليمن لما يحقق من دقة إصابة.. وأوضح المتحدث أن الجيش الإسرائيلي لن يخاطر كعادته بسلاح المشاة، لذا فإن أي تقدم للمشاة سيسبقه سياسة الأرض المحروقة وإبادة المدنيين، مضيفا أنه 'على المقاومة أن تمنع نزول المشاة من الدبابات لأنهم هم من يحسم المعركة أما القدوم من البحر فيواجه بسواتر ترابية ونقاط متشابكة بالمراقبة والنار وحفر الخنادق'.

ويشتعل صراع الأدمغة بين الجيش الإسرائيلي والمقاومة، فالأول سيحاول اختطاف شاليط وهو هدف غير معلن للحرب الماضية بينما احتفظت المقاومة بسرية مكانه وستحاول خطف المزيد.

ويقول شرقاوي: إن أي إنزال جوي بغزة له حسابات إسرائيلية خاصة بعد عملية إنزال فاشلة في لبنان، مضيفا أن 'لديهم مشكلة في الإنزال ولا يريدون تكرار حادثة كمين أنصارية بجنوب لبنان حيث قتل 13 جنديا وأما أهدافهم غير المعلنة فهي مرة أخرى استعادة شاليط وخطف قادة المقاومة وأتوقع فشلهم'.

ويعتبر المتحدث أقرب الأنشطة الميدانية المتعلقة بغزة على مدى استراتيجي هو مسألة بناء الجدار على الحدود الإسرائيلية، مرجعا بناء الجدار لما أصاب القيادة الإسرائيلية من رعب أزعج مواطني الدولة العبرية.

أما الباحث في الشؤون الإسرائيلية عدنان أبو عامر فقال: إن الجدار يسعى لتشديد الخناق والحد من وصول السلاح للمقاومة وأنه تهيئة على المدى البعيد لحرب قادمة