الطفلة مجدل توزع الورد في الذكرى 33 لاعتقال جدها

لم تدرك الطفلة مجدل هادي البرغوثي التي لم تكمل ربيعها الثاني بعد، أنها توزع الزهور على ضيوف بيت نائل البرغوثي في قرية كوبر غرب رام الله في ذكرى اعتقاله الـ33.

ولم تدرك مجدل أنها تتواجد في بيت أقدم أسير، تقدم الورود للضيوف ومن بينهم وزير شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع ورئيس نادي الأسير قدورة فارس الذين جاؤوا ليتضامنوا مع عائلتها لمناسبة هذه الذكرى.

تجلس مجدل وسط الزهور التي تحيط بمنزل متواضع، تزين جدرانه صور كتب عليها نائل البرغوثي عميد الأسرى 1978 - 33عاما في مقابر الأحياء، إضافة إلى صور له يظهر فيها مع ابن عمه فخري وقد شاب شعره بعد كل هذه السنوات من الاعتقال.

مجدل سميت بهذا الاسم نسبة إلى السجن الذي يقبع فيه جدها، ويقول والدها هادي وهو يحتضنها 'مجدل نسبة إلى السجن الذي يقبع فيه نائل وابن عمه فخري في عسقلان'.

وأشار إلى أنه يضع صورة كبيرة في بيته لأبيه وأخيه الأكبر شادي، مضيفا، 'أجلس دائما مع مجدل أعرفها على أبي وأخي'، مبينا أنها تذهب دائما نحو الصورة تقبلها وتنظر إليهم وتسأل عن موعد عودتهم.

وقال: 'إنها تذكرني بأول مرة اجتمعت فيها مع والدي في سجن المجدل قبل 6 سنوات، فهي لم تر جدها بعد'.

بدوره، قال عمر البرغوثي شقيق الأسير نائل 'إن معاناة الأسرة خلال اعتقال الأخوة كبيرة وقد توفيت والدتنا ( فرحة) التي انتظرت طويلا على فراش المرض دون أن تراه حولها في المنزل، وكانت آخر مرة شاهدته فيها عندما تم نقلها في سيارة إسعاف إلى سجن عسقلان'.

وقال عمر 'لقد استثمرت 6 دونمات من الأرض، زرعت فيها 384 شجرة زيتون لصالح نائل، لكن الاحتلال اقتلع جزء منها'.

حنان البرغوثي الشقيقة الكبرى للأسير نائل، تقول: 'أشعر بالألم في الذكرى 33 لاعتقاله حيث اعتقل وانا طفلة، وها هو اليوم يدخل عامه الـ33'، وتتابع 'عمر طويل فقدت خلاله الطفولة والأم والأب، وما أزال انتظر رجوعه، والأمل دائما موجود بكل لحظة'.
ونوهت إلى أن قوات الاحتلال منعتها من زيارته منذ سنة، مشيرة إلى أنها كانت الوحيدة المسموح لها بزيارته، مؤكدة أن زيارتها الأخيرة كانت محاطة بالإهانة والذل والتفتيش من أجل ساعة إلا ربع.
وتتساءل حنان 'ساعة إلا ربع ماذا تكفي كي أنقل أشواق أحبته وسلام أهله؟ أم أمعن في تجاعيد وجهه التي تعبر عن كبره والكثير الكثير؟'، 'ساعة إلا ربع أختزل فيها الحاضر كي أطلعه على آخر مستجدات الحياة، وأخبار قريته ووطنه المتشرذم والمنقسم، وفي كل مرة كنت أرى فيها نائل كان يحمل ذات العزة والصمود حتى أنني كنت استمد القوة منه'.

من جانبه، اعتبر قدورة فارس رئيس نادي الأسير الفلسطيني، هذا العام هام لنصرة الأسرى وبذل الجهد للتركيز على قضيتهم.

ربما هذا ليس حال حنان وإخوتها، الذين يعانون كحال ذوي 7 آلاف أسير داخل سجون الاحتلال، حسب إحصائيات نادي الأسير الفلسطيني، منهم 119 أسيرا أمضوا أكثر من عشرين عاما داخل السجون.