مساعٍ فلسطينية لتشكيل قوة مشتركة داخل المخيمات

عود على. بدﺀ. وبدون سابق إنذار، عاد موضوع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات الى واجهة الاهتمام السياسي اللبناني من عنوانه الامني بعد الاشتباك الذي وقع في أحد مواقع "القيادة العامة" التي يتزعمها احمد جبريل في كفرزبد في البقاع، وسلسلة من الاحداث الامنية في بعض المخيمات وان كانت غير مترابطة حكما.

ثمة أسباب وراﺀ عــودة النظرة الامنية، أولها ان المشاركين في طاولة الحوار اللبناني برعاية رئيس الجمهورية ميشال سليمان لم يتفقوا حتى الآن على آلية محددة لنزع الــســلاح الفلسطيني خــارج المخيمات وتنظيمه داخلها وان كانوا قد اتفقوا ضمنا على هذا الموقف، وثانيها تنامي القوى الاصولية داخل بعض المخيمات بشكل يسابق اي اتفاق لبناني ـ فلسطيني وصــولا الــى تهديد زعيم "القاعدة" صالح القرعاوي باستهداف الاستقرار اللبناني وارتباطا بوجود ارض خصبة فيها، ثالثها تأكيد الرئيس الفلسطيني محمود عباس بأن ان موقف السلطة و "منظمة التحرير الفلسطينية" بــشــأن الــســلاح خـــارج المخيمات يخضع للسيادة والقانون اللبناني ما يعني اسقاط "الحصانة" عليه رغم كونه لا يعدو موقفا معنويا، اذ ان "المنظمة" ليس لديها سلاح خارج المخيمات وبالتالي لا تتحكم بقراره تسليما او رفضا.
بــالــمــقــابــل، تـــؤكـــد مــصــادر فلسطينية أن "مفتاح الحل" عند القيادة السورية، وان هذا الموضوع الــذي يعتبره اللبنانيون شائكا قابلا للحل ارتباطا بمدى تحسن العلاقات اللبنانية ـ السورية، في وقت علمت فيه "صدى البلد" أن ثمة اقتراحا جديا بتشكيل قوة أمنية فلسطينية يشارك فيها جميع القوى دون استثناﺀ وقد طرح بين حركتي "فتح" و "حماس" خـــلال زيــــارة الاحــمــد مــؤخــرا الــى دمشق وهو يتدحرج ككرة الثلج بهدف قطع الطريق على اي توتير داخل المخيمات وتكرار تجربة نهر البارد".
هذا واعتبر عضو اللجنة المركزية لـ "القيادة العامة" ومسؤولها في لبنان مصطفى رامز "ابو عماد" ان ما جرى في كفرزبد، مقصود ويهدف الـــى ابــقــاﺀ الــســلاح الفلسطيني تحت الاضواﺀ ومقاربته من الزاوية الامنية "، قبل ان يذهب أبعد من ذلك ويؤكد" ان الهدف الآخر هو إحــراج سورية وتخريب العلاقات اللبنانية ـ الــســوريــة على أبــواب الزيارة المرتقبة لرئيس الحكومة سعد الحريري الى دمشق".
واكــد رامــز لـ "صــدى البلد" "ان معالجة السلاح الفلسطيني يتم في الاطار السياسي، نحن جاهزون للحوار مع الدولة اللبنانية على هذا الاساس وليس من الزاوية الامنية التي لا تؤدي الى النتائج المرجوة"، موضحا "الــســلاح الفلسطيني لم يحضر الى لبنان لاسباب تتعلق بــالاوضــاع الداخلية وانما تتعلق بــالــصــراع الفلسطيني الــعــربــي ـ الاسرائيلي وبالتالي فإن اي معالجة يجب ان تنطلق من هذه الرؤية".
واذ رفـــض الــقــول ان الــقــوى السياسية في لبنان غير موحدة لبدﺀ لحوار، قال لنا تجربة سابقة بعد اتفاق الطائف، كانت الخلافات ا لفلسطينية فـــي أ وجـــهـــا بعد مؤتمر "مــدريــد" وقــد شكلنا وفدا مشتركا للحوار مع الدولة ولكنها فضلت انتظار نتائج مدريد، نحن الفلسطينيين سنجلس مع بعضنا البعض ونوحد الــرؤيــة والموقف حــالــمــا تــكــون الــدولــة اللبنانية جاهزة.
بينما أكــد قائد "قــوات الامن الوطني" في لبنان اللواﺀ صبحي ابو عرب "حتى الآن لم يطرح علينا احد قضية السلاح الفلسطيني"، قبل ان يضيف "ورغم ذلك فإن موقفنا واضح نحن مع السيادة والقانون اللبناني، وفي ما يتعلق بالسلاح خارج المخيمات نؤكد على موقف الرئيس" ابــو مــازن "بأنه يخضع للسيادة اللبنانية، ومع اي اتفاق بين الــدولــة اللبنانية والجهات الفلسطينية المعنية، اما داخلها فنحن نقوم منذ اشهر بمحاولة ضبطه وتنظيمه على قاعدة توجيه لمحاربة العدو الصهيوني وليس للاستخدام الداخلي".
وقال ابو عرب لـ "صدى البلد"، إن حركة "فتح" كما باقي القوى الفلسطينية حريصة كل الحرص على عــدم حصول اي خلل أمني في المخيمات، تحصل بين الحين والآخــر اشكالات ولكن معظمها فــردي وتتم معالجته سريعا..
وهناك قناعة فلسطينية بأن اي مخل بالامن يجب ان يسلم الى السلطات اللبنانية لمحاسبته وفق القوانين، فالمخيمات ليست بؤرا أمنية او خارجة عن القانون وعلينا الحفاظ على أمنها ومنع تكرارا "نهر الــبــارد" في اي منها ريثما تتم العودة".
بينما أمـــل عــضــو "المجلس الوطني الفلسطيني"، عضو المكتب الــســيــاســي لـــ "جــبــهــة التحرير الفلسطينية" صلاح اليوسف ان يشكل وصول ممثل "المنظمة" الى لبنان الدكتور عبدالله عبد الله فأل خير في تعزيز العلاقات اللبنانية ـ الفلسطينية استكمالا لما بذله الممثل السابق عباس زكي، لانها اساس لمعالجة أي قضية سياسية كانت ام امنية.
وقال اليوسف لـ "صدى البلد"، على هامش احتفالات "الجبهة" في عين الحلوة في ذكرى انطلاقتها ان الامال معقودة على بدﺀ الحوار الرسمي اللبناني ـ الفلسطيني كرزمة واحــدة ومقاربة الملف من شــقــه الــســيــاســي، كــي لا يبقى الفلسطيني يدفع فــاتــورة الامن مجددا.
وكانت الجبهة قد استهلت احتفالاتها في ذكرى انطلاقتها بتنظيم مسيرة من امام مقر الامانة العامة في جبل الحليب وصولا الى مقبرة الشهداﺀ في درب السيم، بــمــشــاركــة وممثلين عــن الــقــوى اللبنانية والفلسطينية واللجان الشعبية حيث وضعوا اكاليل من الورد على أضرحة، الشهداﺀ والقى الــمــســؤول الاعــلامــي للجبهة ابو وائل كليب كلمة دعا فيها الدولة اللبنانية الى بدﺀ الحوار والقوى الفلسطينية الى تناسي الخلافات وتوحيد الموقف لمواجهة العدو الاسرائيلي.
سقط جريحان فلسطينيان في اشكال عائلي وقع في عين الحلوة بين افراد من عائلة "ابو الكل" وتطور الى اطــلاق نار في محلة "البستان اليهودي" لبعض الوقت، ما ادى الى اصابة محمود ابو الكل بجراح خطرة في خاصرته نقل على أثرها الى مستشفى النداﺀ الانساني، ورامي ابو الكل بجراح طفيفة وقد غادره بعد تلقي العلاج وتدخل مسؤول حركة "فتح" و "لجنة المتابعة الفلسطينية" لتطويق ذيول الاشكال بعد حالة من الاستنفار المحدود في المنطقة.
وكان مجهول القى قنبلة يدوية على منزل احد عناصر حركة "فتح" فـــادي حــورانــي الكائن فــي محلة البستان "الــيــهــودي" واقتصرت اضرارها على الماديات دون وقوع اصابات.

» "الجهاد الاسلامي" تكشف عن جهود لتشكيل مرجعية فلسطينية موحدة في لبنان
» أبو شاهين: لتشكيل مرجعية فلسطينية موحدة تولي إهتماما لأمن المخيمات
» مذكرة فلسطينية مشتركة إلى الوزير فنيش
» لبنان: مشاورات لإنشاء قوة أمنية فلسطينية مشتركة
» سفارة فلسطين في لبنان تنفي تشيكل قوة أمنية مشتركة لضبط أوضاع المخيمات