مصدر فلسطيني: أبو مازن يرفض لقاء مشعل قبل توقيع وثيقة المصالحة
قال مصدر فلسطيني مطلع لـ«الشرق الأوسط» إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، الذي يبدأ غدا جولة أوروبية تشمل موسكو ولندن من بين عواصم أخرى، لن يقبل تحت أي ظرف من الظروف، لقاء خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، أو غيره من قادة الحركة، قبل توقيع حماس وثيقة المصالحة المصرية التي وقعت عليها حركة فتح في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وأضاف المصدر أن أبو مازن لن يشارك في أي لقاء قمة يدعى إليه مشعل، عربيا كان أم غير عربي.
وحسب المصدر، فإنه على الرغم من محاولة حماس ترويج الأجواء الإيجابية واحتمالات وجود وساطات أخرى في قضية المصالحة، «وهذا غير صحيح على الإطلاق»، فإن أبو مازن لن يتزحزح عن موقفه الواضح والصريح، «وقعوا الوثيقة ونلتقي في نفس اليوم.. ودون ذلك لا تحاولوا، لأن كل المحاولات ستبوء بالفشل».
ويأتي هذا الرفض في وقت يجري فيه الحديث عن دخول ليبيا على خط المصالحة، خصوصا وأنها ستستضيف القمة العربية العادية في طرابلس في أواخر مارس (آذار) المقبل. وأكد مسؤول قيادي كبير من حماس أن الحركة تلقت دعوة من القيادة الليبية لإيفاد مبعوثين عنها إلى طرابلس الغرب والالتقاء مع مسؤولين ليبيين.
ويذكر في هذا الصدد أن مشعل قام مؤخرا بزيارة رسمية إلى ليبيا على رأس وفد ضم عددا من كبار قادة الحركة، والتقى هناك كبار المسؤولين الليبيين، وذلك في إطار جولة عربية شملت السعودية وقطر والبحرين وسورية والكويت.
وتوقع المصدر الفلسطيني المطلع الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن يكون مصير هذه المحاولة الفشل، كما كان مصير المحاولات السابقة. وقال إن هذه ليست المحاولة الأولى من جانب حماس للقاء أبو مازن، وذكّر المصدر بطلب تقدموا به عبر أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد من أجل عقد لقاء.
ووفق المصدر فإن «أمير الكويت اتصل بأبو مازن بشأن المصالحة واللقاءات. وأبلغ الشيخ صباح الأحمد أبو مازن، بأن مشعل يقول إنه مستعد لتوقيع الوثيقة بعد لقاء مع أبو مازن، حتى لو استمر هذا اللقاء لنصف ساعة فقط. فرد أبو مازن بقوله إنه لن يكون هناك أي نوع من اللقاءات إلا بعد توقيع وثيقة المصالحة».
وأضاف المصدر أن هذا هو موقف أبو مازن، وهذا هو شرطه لأي لقاء، ولن يتنازل عنه، لأن أي لقاء سيصب في مصلحة مشعل وحماس.
وفي هذا السياق فإن أبو مازن لن يقبل بأي شكل من الأشكال دعوة مشعل أو أي مسؤول في حماس إلى القمة المقبلة، كما رفض مشاركتهم في قمة الدوحة في مارس 2009، ومن قبلها بشهرين ونصف الشهر قمة الكويت الاقتصادية وكذلك قمة دمشق أواخر مارس 2008.
يذكر أن الشيخ صباح الأحمد اقترح على أبو مازن في قمة الكويت أن يرسل طائرة خاصة إلى دمشق لنقل خالد مشعل من أجل لقاء مصالحة، ورفض أبو مازن هذا الاقتراح جملة وتفصيلا.