هاجس البقاء يلازم 'المكحليون' من ستين عاما التاريخ : 27/5/2010 الوقت : 13:59

هاجس البقاء يلازم 'المكحليون' من ستين عاما التاريخ : 27/5/2010 الوقت : 13:59
--------------------------------------------------------------------------------

جنين 27-5-2010 وفا- ثائر أبو بكر

سبعون شخصا يعيشون في خربة 'المكحل'، منذ ستين عاما، هي عمر خروجهم من قرية دمرها الاحتلال، كانت تدعى 'قانون'، ينتظرون مدهم بالمياه والكهرباء والخدمات الصحية والتعليمية وتعبيد شوارع.

'المكحل'، خربة تقع جنوب غرب جنين القريبة من مستوطنة 'حلميش'، حاول ساكنوها تعمير الأرض وفلاحتها، علها تعوضهم عما فقدوه في 'قانون'، إلا أن ما يبنى يواجه بالهدم والملاحقة، هذا ما يجمع عليه سكان الخربة المكلومين.

الإحساس بالأمن مفقود عند سكان الخربة، فالمكان يتعرض منذ سنوات لاعتداءات المستوطنين، الذي يداهمون بيوت الخربة ويقذفونها بالحجارة، ويقتلعون أشتال الزيتون ويخربون المزروعات الأخرى.

'ستون عاما مرت على نكبتنا وهجرتنا قصرا من قريتنا، لا يزال المحتل ومستوطنوه يحاربنا برغيف الخبز وقوت أطفالنا'، هذا ما قاله وليد حمدان مكحل ممثل الخربة.

مكحل التي سميت عائلته نسبة للخربة، والتي جميع أفرادها يعودون لجد واحد، أضاف لـ'وفا': لا ماء ولا مدرسة ولا صحة ولا شوارع ولا خدمات عندنا، ولا يسمح لنا جنود الاحتلال بتشغيل المولد الكهربائي الوحيد، والأدهى من ذلك تتواجد خنازير برية بشكل دائم في محيط منازلنا.

يبدو المتحدث متيقنا من أن تلك الخنازير تطلق من 'حلميش'، فيقول 'يطلق مستوطنو 'حلميش' خنازير برية لا تفارق محيط منازلنا، بهدف محاولة النيل من صمودنا وإصرارنا على توفير كافة الخدمات الحياتية الأساسية من أجل البقاء والتصدي لمخططات الاحتلال ومستوطنيهم'.

يصرُّ المكحل على أن يدفن هو وأبناؤه وأخوانه تحت تراب أرضهم في 'قانون' وإذا حرموا منها كانت تراب الخربة مثواهم الأخير.

سبق وسجن المكحل هو وأشقاؤه من قبل سلطات الاحتلال، ووجهت إليهم تهم 'باطلة'، وردم بئر المياه الارتوازي الوحيد في الخربة، وسد كل الطرق في حال نجاح المساعي لتحسين البنية التحتية في المكان، ومنعهم من العمل داخل الخط الأخضر ومصادرة أراضيهم وإعلان البعض منها مناطق عسكرية مغلقة.

يأمل المكحل بأن لا يحرم أبناؤه من التعليم كما حدث معه، 'أنا حرمت من التعليم منذ صغري لعدم وجود مدرسة في الخربة، ما ذنب أطفال العائلة من أن يحرموا مثلي'.

يبين أن أكثر من عشرين طالبا من الخربة يتوجهون إلى المدارس على 'الدواب' لمسافة تزيد عن 7كم عن الخربة، والمدارس توجد في محافظة طولكرم، لسهولة الوصول إليها أكثر من مدارس جنين، منوها إلى محاولات العديدين من أجل فتح شارع معبد تدخل مركبة عبره إلى الخربة، إلا أن المحاولات باءت بالفشل.

ويناشد وليد المكحل، باسم مواطني الخربة السبعين، أصحاب القرار في السلطة الوطنية الوقوف إلى جانبهم ليتمكنوا من الثبات في وجه 'المحاولات الإسرائيلية المستمرة منذ عشرات السنين الرامية إلى محاولة شراء أرضهم وتهجيرهم من جديد'.