مخيمات لبنان ومدنه تحيي «أسطول الحرية»: دعوات للوحدة الفلسطينية وشجب للتخاذل العربي

تواصلت في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين ، وفي المدن اللبنانية أمس، التحركات المنددة بالاعتداء الإسرائيلي على «أسطول الحرّية». وفي حين شددت الأطراف الفلسطينية كافة على ضرورة توحيد الجبهة الفلسطينية في مواجهة العدّو، كانت بعض المدن والبلدات اللبنانية تعود إلى «نفسها»، مؤكدة أن عدّوها لم يتغير، ولا هي بدّلت.
واستنفرت أمس منطقة البقاع الأوسط (سامر الحسيني) بفعالياتها البلدية والسياسية والحزبية والدينية والشعبية استنكاراً للمجزرة ألإسرائيلية بحق ناشطي «أسطول الحرية». وانطلقت المسيرات المنددة بالتخاذل العربي والدولي في منطقتي تعلبايا وسعدنايل، كما تواصلت حملات التنديد والاستنكار من قبل مختلف التيارات السياسية والحزبية والدينية .
وجمع مفتي زحلة والبقاع الشيخ خليل الميس في أزهر البقاع في مجدل عنجر رؤساء بلديات البقاعين الاوسط والغربي في اجتماع موسع بحضور عدد من الائمة والمشايخ. واصدر المجتمعون بيانا دانوا فيه العمل الاجرامي.
وشكلت بلدة سعدنايل العنوان الأساسي للتحركات الشعبية من خلال مسيرة وتجمع امام مسجد الامام علي بن ابي طالب، وكان لافتا حضور النائب السابق كميل المعلوف ممثلا رئيس الكتلة الشعبية الوزير السابق الياس سكاف في احتفال سعدنايل، بعد دعوته من قبل منظمي الحفل.
وفي تعلبايا،نظم الأهالي والفصائل الحزبية اللبنانية والفلسطينية اعتصاما حاشدا امام مركز الاونروا في البلدة، وقدموا مذكرة احتجاج الى امين عام الامم المتحدة عبر مدير المكتب.
أما طرابلس ومخيمات الشمال (مكتب «السفير»)، فقد عبّرت عن تضامنها مع «أبطال» أسطول الحرية عبر عدد من التحركات.
وفي مخيم نهر البارد، نظمت فصائل المقاومة واللجان الشعبية مسيرة احتجاجية بمشاركة ممثلي الفصائل وحشد غفير من أبناء المخيم، رفع المشاركون خلالها أعلام كل من فلسطين وتركيا.
ونُفّذ اعتصام أمام مركز الاونروا في المخيم، سلم خلاله المشاركون مذكرة إلى الأمين العام للأمم المتحدة.
أما مخيم البداوي، فشهد إقفالا للمحال والمؤسسات التجارية ومراكز الاونروا الخدماتية، ورفعت في شوارعه الأعلام الفلسطينية والتركية والرايات السوداء.
وعبّرت الفيحاء عن تضامنها مع «أسطول الحرية». ونظمت الهيئات الإسلامية في المدينة اعتصاما في الجامع المنصوري الكبير، ومسيرة حاشدة اختتمت بدعاء لنصرة فلسطين. وشارك في الاعتصام شخصيات سياسية ورؤساء جمعيات وهيئات، وحشد من المواطنين. واستنكر الخطباء العدوان الإسرائيلي منددين بصمت الحكومات العربية.
وفي التبانة، خرجت مسيرات سيارة نددت بالعدوان الإسرائيلي، وتم إلغاء كل الاحتفالات التي كانت مقررة ابتهاجا بفوز أبناء التبانة بعضوية المجلس البلدي.
ووجهت رابطة التركمان في طرابلس ـ لبنان نداء إلى الأمين العام للأمم المتحدة تساءلت فيه أين العالم من جرائم إسرائيل؟ وأين الأمم المتحدة وأمينها العام من دماء الشهداء في أسطول الحرية؟.
واستنكر لقاء العلماء والدعاة في الشمال المجزرة الإسرائيلية التي ارتكبت، داعياً زعماء الأمة العربية والإسلامية إلى اتخاذ موقف حيال هذه الاعتداءات، كما طالب الدول التي تقيم علاقات مع هذا الكيان إلى وقف كافة أشكال التعاون السياسي والاقتصادي والعمل على تفعيل المقاطعة نصرة لشعب فلسطين وحفاظاً على كرامة هذه الأمة.
وفي صيدا (محمد صالح)، أقيم في ساحة الشهداء اعتصام شعبي حاشد بدعوة من رئيس التنظيم الشعبي الناصري الدكتور أسامة سعد ومن اللقاء اللبناني الفلسطيني الموسع، ورفعت في ساحة الاعتصام الرايات الفلسطينية واللبنانية، فيما ظلل الجميع علم تركي كبير.
وشدد الخطباء على أن العدو الإسرائيلي «لا يفهم بتفاوض من تحت الطاولة مرة، ومن فوق الطاولة مرة أخرى، ولا يفهم إلا بالقوة»، مطالبين بوضع حد «لحال التردي والتراجع والانهزام في النظام العربي الرسمي».
وفي عين الحلوة، أغلقت مداخل المخيم وأبوابه بالاطارات المطاطية المشتعلة في» يوم غضب» رفعت خلاله الرايات السود حدادا على شهداء أسطول الحرية، بالإضافة إلى الأعلام الفلسطينية والتركية.
وأكد عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية ومسؤولها في صيدا خالد يونس أن الرد على المجزرة يكون بالوحدة الوطنية الفلسطينية وتصعيد كافة أشكال النضال الوطني الفلسطيني.
كما نفذت اللجان الشعبيه الفلسطينية وقوى التحالف الفلسطيني ومؤسسات المجتمع المدني في مخيم عين الحلوة اعتصاما أمام «مستشفى الهمشري» في طلعة المية ومية في ضواحي صيدا استنكارا للهجوم الاسرائيلي على قافلة الحرية. وشارك في الاعتصام عدد من المرضى وذوي الاحتياجات الخاصة.
وعقد في مطرانية صيدا المارونية لقاء روحي شارك فيه مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان، والمفتي الجعفري في صيدا والزهراني الشيخ محمد عسيران، ومطران الروم الكاثوليك أيلي حداد والأب جوزيف الخوري ممثلا مطران الارثوذوكس الياس الكفوري بالاضافة الى المطران الماروني الياس نصار.
واستنكر المجتمعون «الاعتداء الغاشم المجرم من العدو الاسرائيلي على قافلة الحرية» مناشدين»المجتمع الدولي بهيئاته ومؤسساته وفي مقدمها مجلس الامن والامم المتحدة والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي والفاتيكان والهيئات الدولية والانسانية، ردع هذا الاجرام والعمل على فك الحصار وتزويد المرضى والعجزة والاطفال بما يلزمهم من دواء وغذاء وخدمات».
كما أقيم اعتصام حاشد عند مدخل عين الحلوة التحتاني بدعوى من «منظمة التحرير الفلس`طينية» والقوى الاس``لامية والوطنية وقوى التحالف، بمشاركة رئيس بلدية صيدا الدكتور عبد الرحمن البزري وممثلين عن القوى والفصائل الفلسطينية.
وانعقد في مجدليون اللقاء الموسع المشترك للجنة اللبنانية الفلسطينية للحوار والتنمية والشبكة الأهلية والشبكة المدرسية لصيدا والجوار بدعوة من النائبة بهية الحريري. وخصص اللقاء للتداول في سبل مواجهة العدوان الاسرائيلي الجدي، بمشاركة مفتي صيدا واقضيتها الشيخ سليم سوسان، ومفتي صور ومنطقتها الشيخ محمد دالي بلطة ومدير مكتب الرئيس فؤاد السنيورة طارق بعاصيري، المطران سليم غزال، الرئيس المنتخب لبلدية صيدا محمد السعودي، وممثلين عن قطاعات اهلية واقتصادية واستشفائية وحقوقية ونقابية ومؤسسات مجتمع مدني لبنانية وفلسطينية .
وأكدت الحريري «أن قضيتنا مع اسرائيل هي قضية احتلال ارض وطرد شعب وقتل الالاف ومئات المجازر لذلك يجب أن يكون التحرك ليس ضمن الآليات التي تعودناها لاننا لم نتعود من اسرائيل الا الغدر لذلك يجب علينا الوقوف يدا واحدة مع كل القضايا الوطنية والعربية وعلى رأسها قضية فلسطين» .
وطالب المسؤول السياسي للجماعة الاسلامية بسام حمود بالانتقال من «نطاق ردة الفعل على كل حدث او اعتداء صهيوني الى منطق الفعل» .
أما في صور (حسين سعد) ومخيماتها، فقد تواصلت التحركات المنددة بالعدوان الإسرائيلي على «أسطول الحرية» وسط أجواء من الغضب العارم . وجابت شوارع مخيم برج الشمالي مسيرة بدعوة من «جمعية النجدة الاجتماعية «بمشاركة تلامذة مدارس رفعوا الأعلام الفلسطينية والتركية . كما نفذ اتحاد العاملين في «الاونروا» اعتصاما امام عيادة الأنروا في المخيم بمشاركة ممثلين عن الفصائل كافة.
ونظمت فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وقوى التحالف الفلسطيني مسيرة تضامنية في مخيم البرج الشمالي بمشاركة حشد من الفلسطينيين.
ونظم منتدى الفكر والأدب لقاءً تضامنيا بحضور عضوي كتلة التحرير والتنمية علي خريس وعبد المجيد صالح، وممثلين عن الأحزاب الوطنية اللبنانية والفصائل الفلسطينية وحشد من الشخصيات السياسية والفكرية والدينية والفعاليات والأهالي وتخلله عدد من الكلمات.
كما أصدرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين»القيادة العامة» بيانا حيت فيه الشعب التركي الذي يعبر عن إرادة الأمة العربية والإسلامية وكل الأحرار في العالم، ودعت الشعب المصري إلى التحرك الواسع لفك الحصار الظالم عن الشعب الفلسطيني في غزة .
كما انتصرت مدينة النبطية لضحايا «أسطول الحرية»، ونظم «لقاء القوى والشخصيات اليسارية» والقوى الإسلامية والوطنية والأهلية فيها اعتصامين، الأول في ساحة المدينة، والثاني في باحة حسينية النبطية، بدعوة من إمام النبطية الشيخ عبد الحسين صادق. وتلا د. محمد فران بيان لقاء القوى اليسارية مطالباً الدول العربية بطرد سفراء الكيان الصهيوني. وأصدر معتصمو الحسينية بياناً أدانوا فيه بشدة «القرصنة الصهيونية التي جرت في المياه الدولية».

» منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان: لمعاقبة مرتكبي مجزرة اسطول الحرية
» فرحة المصالحة الفلسطينية تبهج مخيمات لبنان
» أسطول الحرية الدولي إلى غزة
» الكشافة الفلسطينية في لبنان تحيي ذكرى استشهاد مدحت وظاهر
» السلطة الفلسطينية تنشئ صندوقاً لمساعدة الطلبة في مخيمات لبنان