مسيرة «بدنا نعيش بكرامة لنعود»: لأجل الحقوق المدنية الفلسطينية

خطة المسيرة في السابع والعشرين من الشهر الحالي: سيتجمع أهالي مخيم «نهر البارد» مع أقرانهم من «البداوي» في منطقة دوار أبو علي عند التاسعة صباحاً، ثم يتوجهون إلى المنطقة السكانية في الشارع العام لينضم إليهم المتضامنون اللبنانيون. سوياً، سيسلمون عريضة إلى الجهات المعنية، تتضمن صيغة اقتراح بتعديل بعض القوانين التي تتضمن تمييزاً ضد الفلسطينيين. العريضة ستسلم لمجلس النواب اللبناني. في موازاة هذه الحركة، فإن أهالي مدينة صيدا وصور سيجتمعون عند العاشرة من صباح اليوم ذاته في ساحة الشهداء، ثم سيتوجهون إلى نقطة التجمع سيراً على الأقدام. يستقل البعض الحافلات، ويمشي البعض الآخر سيراً على الأقدام إلى البرلمان. كذلك الأمر، في البقاع.
تدلّ خطة المسيرة، التي تنظمها شبكة «الحقوق المدنية والاجتماعية والاقتصادية»، على حجمها الذي سيطال كافة المناطق اللبنانية. واللافت في المسيرة أنها ستضم كافة الأحزاب اللبنانية والفلسطينية، وحوالي 87 مؤسسة من المجتمع المدني.
عنوان المسيرة، التي قدمها أمس في نقابة الصحافة الأستاذ الجامعي ساري حنفي، نابع من معاناة الفلسطيني في لبنان: «بدنا نعيش بكرامة لنعود». أما فكرتها فقد طُبخت منذ ثلاثة أشهر، حتى كبرت وتشعبت لتطال مشاركة معظم الأحزاب وفئات المجتمع المدني، على أمل أن «تجني ثمارها.. أي ألا تكون كسائر المسيرات»، كما قالت عضو اللجنة المنظمة نوال العلي.
بعدما تحدث فؤاد الحركة، الذي مثل نقيب الصحافة محمد البعلبكي في المؤتمر، عن دعوة بعلبكي إلى «إعطاء الحقوق المدنية والاجتماعية للفلسطينيين، كحقوق التملك والتعليم والعمل وحرية السفر والضمان الاجتماعي والصحي»، ألقت عضو الشبكة بيرنا حبيب كلمة الشبكة التي تناولت «بانوراما» عامة عن الوضع الفلسطيني الحالي.
استهلت حبيب كلمتها بالإشارة إلى أنه «أكثر من ستين عاماً مرت على معاناة الفلسطينيين في لبنان، لجهة حرمانهم من معظم حقوقهم المدنية والاجتماعية والاقتصادية والتمييز ضدهم».
ويأتي ذلك، وفقاً لحبيب، على الرغم من أن لبنان كان من الدول المؤسسة التي صاغت الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في العام 1948، ومن الدول المصادقة على عدد من المواثيق الدولية ذات الصلة، وأهمها: العهد الدولي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية الصادر في العام 1966، والعهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية الصادر في العام 1966، والمعاهدة الدولية للقضاء على كافة أشكال التمييز العنصري الصادرة في العام 1965.
وأشارت في كلمة الشبكة إلى أنه «لما كانت معالجة مسألة الحقوق المدنية والاجتماعية هي السبيل لحل مشكلات الفلسطينيين، داخل المخيمات وخارجها، فإننا نرى ضرورة إقرار تلك الحقوق، وعلى رأسها حق العمل وحق التملك، انطلاقا من النظرة الحقوقية البحتة، والتخلي عن الشفقة في التعاطي مع الفلسطينيين بوصفهم مجموعة بشرية تحتاج إلى مأوى وطعام لا أكثر».
ورأت الشبكة أنه «على الرغم من تصريحات بعض المسؤولين اللبنانيين الايجابية، في ما يتعلق بموضوع الحقوق المدنية والاجتماعية للفلسطينيين»، إلا أنه «لا يزال ينظر إلى الوجود الفلسطيني كحالة أمنية. ومن هنا، فإننا نسعى من خلال تحركنا إلى التوجه إلى مختلف الأطراف السياسية اللبنانية للمشاركة معنا، لتحويل تلك الخطابات إلى واقع ملموس يحسن حياة الفلسطينيين في لبنان».
ولأن الحق الفلسطيني عادة ما يجابه بفرضية التوطين وأبعاده، عرّجت حبيب على الموضوع قائلة: «هذا لا يعني التخلي عن حق في العودة. بل على العكس من ذلك، إن منح الفلسطينيين هذه الحقوق يمكّنهم من التمسك بحق العودة والنضال من أجله بفاعلية. ونود أن نوضح أن إعادة منح حقي التملك والعمل، ما هو إلا تكريس لحق العودة».
من جهته، أكد ممثل تيار «المستقبل» في اللقاء سمير عشي مشاركة التيار ودعمه و«تأييدنا للحملة، ونتمسك بكل مطالبها التي تعتبر محقة»، لافتاً إلى أن «التيار سيرفع المشاريع المقدمة في مجلس النواب إلى رئيس الحكومة سعد الحريري، إيماناً منا بضرورة عيش الفلسطيني بكرامة».
ولم يغب عن اللقاء، بطبيعة الحال، الاعتداء على «أسطول الحرية»، إذ اعتبر تيار «المستقبل»، وفقاً لعشي، أن «ما حدث هو عمل إجرامي ووحشي من قبل إسرائيل، وهذا أمر ليس جديدا عليها، فهي قامت ونشأت على العدوانية»، مطالباً مجلس الأمن الدولي بأن «يضع لها الحدود اللازمة».
بدوره، شكر محمود حنفي (مركز «شاهد» لحقوق الإنسان الفلسطيني) الأحزاب المشاركة في المسيرة، مشيراً إلى أن المركز كان بصدد إصدار التقرير السنوي عن وضع اللاجئ الفلسطيني، إلا «اننا تريثنا في الموضوع، إن حقوقنا الآن، مقارنة بما يجري في غزة، هي نوع من أنواع الترف».

» "جبهة التحرير الفلسطينية": لاقرار الحقوق المدنية والاجتماعية
» وفد «كي لا ننسى صبرا وشاتيلا» يودّع أهالي الضحايا: «لكم منا وعد بالنضال... لأجل الحقوق المدنية»
» «الحقوق المدنية للفلسطينيين»: اعتصامات تطالب بها
» «الحقوق المدنية الفلسطينية» ضيفة مخيم العودة في الخيارة
» اسامة سعد إستقبل وفدين من <فتح> و<اللجان الشعبية الفلسطينية>:الحقوق المدنية توفّر ظروفاً أفضل للنضال