43 عاماً على هزيمة الخامس من حزيران 1967

43 عاماً على هزيمة الخامس من حزيران 1967



نتوجه بالنداء إلى أحرار العالم، إلى الملأ الإنساني والضمير الأخضر لكسر الحصار عن غزة الباسلة

• ما زالت تداعيات الهزيمة قائمة عربياً، وطالما الوضع قد بلغ مستوى قاسياً من التآكل والانقسام
• بعد الغطاء العربي الرسمي للمفاوضات غير المباشرة، نحذّر من أية تنازلات عربية جديدة تحت دعاوى و تبريرات "تعزيز الثقة"، والمطلوب الضغط العربي على الإدارة الأمريكية لتطبيق قرارات الشرعية الدولية
• إنهاء الانقسام الفلسطيني عبر استئناف الحوار الوطني الشامل



يا جماهير شعبنا الفلسطيني ... ويا جماهير أمتنا العربية
تشير "عقيدة أوباما" إلى افتراق عن "عقيدة بوش"، أي العقيدة التي صاغها المحافظون الجدد. الإستراتيجية الأمريكية الجديدة تتخلى عن "الحروب الاستباقية، وتفصل بين الإسلام والإرهاب"، أي التخلي عن أمرين أساسيين في عقيدة بوش، كما أنها تعني اختلافاً في الوسائل بالمقاربة للقضايا الدولية، خاصة وأن الحروب الاستباقية قد انطفأت وأخمدت جذوتها على أرض الواقع، لإعادة رسم خرائط جديدة للمنطقة. ويسجل لـ "عقيدة أوباما" سعيها إلى تجميل وجه واشنطن، مما علق به من أدران وقبائح، بيد أنه "لا يصلح العطار ما أفسد الدهر" طالما كالت واشنطن بمكيالين، وهي تغمض عينيها أو تبرر للإجرام الصهيوني، وآخره قرصنة ومجزرة فرسان الحرية، وإمدادها الإنساني لشعب محاصر وفي عرض البحر ومياهه الدولية، في مجزرة رسل الإنسانية والحرية.
إن معيار القيمة الأخلاقية للعقيدة الجديدة يبدأ من القضية الفلسطينية، فهي معيار للتغيير الأساسي الإستراتيجي، فازدواجية المعايير بالتأييد الأمريكي المطلق لِـ "إسرائيل"، له أثمان باهظة تدفعها الولايات المتحدة، بوصفه تأبيداً للظلم وبالضد من الأعراف والقوانين الدولية كافة، بل إن أي صمت أو مجاراة أو تأييد لهذا الكيان الصهيوني، يحمل واشنطن أثماناً مادية ومعنوية وأخلاقية، تضعف أمام الشعوب، وفي العديد من مناطق العالم، حيث أن التغيير الحقيقي والخلاص الأمريكي من الإرث الثقيل هو سهل المنال، ويبدأ بالعودة لقرارات الشرعية الدولية، وبقيم المجتمع الدولي وأهدافه السامية.
إن الاختبار الفعلي لهذه العقيدة يبدأ بأن تقدم واشنطن هي بالذات؛ أو تسمح لغيرها دون أن تعترض بالفيتو؛ بتقديم مشروع إلى مجلس الأمن يطالب الكيان الصهيوني بالانضمام إلى اتفاقية منع الانتشار النووي، وفتح منشآته النووية للتفتيش وإلا تعرض للعقوبات الدولية، وطالما بقيت ازدواجية الكيل بمكيالين قائمة في خدمة سياساتها، فإنها ستبقي القانون الدولي والاتفاقات الدولية معدومة النتائج، بما في ذلك معاييره في موضوعة حقوق الإنسان، وبما يعني ذلك من مهمات ينبغي على النظام الرسمي العربي الاضطلاع بها أولاً.


يا جماهير شعبنا الفلسطيني ... ويا جماهير أمتنا العربية
في ذكرى هزيمة حزيران؛ ما زالت البوصلة العربية الرسمية متعثرة، بل لقد بلغ التآكل الداخلي مستوىً غير مسبوق بين حدّين؛ الأول يفترض استعادة التوازن الذي يبدأ من إنهاء الانقسام العربي، والثاني نحو المزيد من الانحدار، بعد أن ضعفت قدرة العديد من دول النظام العربي الرسمي واستسلمت لانحدارها وأقدارها، بما في ذلك تقويض التنمية البشرية بما تعني من أولويات الرد على الهزيمة، وشاعت البطالة ونسبها الفلكية خاصة في أوساط الشباب، والفقر والصراعات الطائفية والعصبيات المناطقية والمذهبية، والاغتراب والحرمان بغياب قنوات التمثيل والمشاركة، فتزايدت مصادر التهديدات المحتملة لأمن الإنسان العربي، وبالانغلاق أمام القطاعات الشابة، هذا كله أفضى إلى أن هذا النظام العربي قد فقد توازنه طالما أنه لم يحقق ديمقراطية؛ ولم يحقق تنمية، ونحو مزيد من التبعية في نشدانه الحماية من واشنطن، فالأزمة الكبرى لهذه الحال تكمن في أن قرارها في العديد من عواصمها يُملى عليها بِـ "الروموت كونترول" من واشنطن وبالضد من مصالحها القطرية والمصالح العربية الجامعة، فتراكمت المصائب العربية المهلكة والكارثية ...
إن الغطاء العربي للمفاوضات غير المباشرة والتعويل عليها هو عبث ووهم، حيث ينبغي أن تأخذ المواقف الفلسطينية والعربية بالحسبان ما تهيئ له "إسرائيل" على جبهتي الاستيطان الاستعماري والحرب. فالمفاوضات لا تشكل هدفاً إستراتيجياً للكيان الصهيوني له موقعه على أجندة الحكومة العنصرية المتطرفة، فالاستيطان قائم على قدمٍ وساق، وعمليات تهويد القدس المحتلة عام 1967 وهو أساس المرحلة الصهيونية وجوهرها. إن مجزرة قافلة الحرية في عرض البحر تملي مباشرة وقف المفاوضات مع الكيان الصهيوني، الذي لا يعبأ لأي قيم إنسانية، ووصل به الصلف إلى ضرب القانون الدولي والإنساني العام بعرض الحائط، كما يتطلب الموقف ومعنا كل الشرفاء والأحرار في هذا العالم؛ بالعمل على كسر الحصار الظالم على شعبنا الفلسطيني الباسل في قطاع غزة، نتوجه بهذا النداء نحو الملأ الإنساني والضمير الأخضر.
نحذّر من أن ينبري بعض العرب الرسمي للدخول في "مناقصة تنازلات" تحت دعاوي "تنازلات لتعزيز الثقة" أو تنازلات لدعم "عقيدة أوباما" وتعزيز مواقفها، إن مساعدة الإدارة الأمريكية الراهنة هي بالضغط العربي الرسمي والشعبي عليها لتطبيق قرارات الشرعية الدولية، والاستيطان الصهيوني لن يتوقف طالما هناك احتلال للأراضي العربية المحتلة عام 1967، وهو متراكم منذ اليوم الأول لاحتلال الأرض، ومتواصل بمصطلحاته الصهيونية المختلفة والموحدة على هدف تهويد الأرض، وإن تعددت التسميات والفبركات ...
إن المسؤولية التاريخية تملي على الجميع إنهاء الانقسام في الصف الفلسطيني، عبر الحل الوطني للخروج من المأزق بالانتخابات والتمثيل النسبي الكامل؛ بالوحدة الوطنية على أساس البرنامج الوطني الموحد، وحده الذي يجيب على الأسئلة المصيرية والتاريخية الراهنة، نحو درب الاستقلال والعودة وتقرير المصير ... وحده الرد على نتائج هزيمة وتداعيات الخامس من حزيران/ يونيو 1967.


التحية كل التحية لأبطال فرسان الحرية وكسر الحصار عن شعبنا في قطاع غزة
على درب التحرير والعودة والدولة المستقلة ... التحية كل التحية لشعبنا الصامد البطل
المجد للشهداء ... الحرية لأسرى الحرية

الإعلام المركزي