المستوطنات أهم ركائز الإحتلال

المستوطنات أهم ركائز الاحتلال
لماذا يجب مقاطعة المستوطنات الصهيونية أولاً ::إن أول من استخدم سياسة المقاطعة هم اليهود وقد استخدموها عام 1934 ضد ألمانية النازية في عهد هتلر وكان حينها حاييم وايزمن رئيسا للتجمع اليهودي العالمي فكانت مقاطعة اقتصادية نفذها يهود العالم وكان اليهود أول من استخدم سياسة المقاطعة في عهد الانتداب واعتبروها فلسفة ناجحة في بناء الاقتصاد اليهودي وهنا يؤكد لنا ديفيد هاكوهين والذي كان حينها نائباً في البرلمان الصهيوني ورئيساً للجنة الدفاع والعلاقات الخارجية في حكومة الكيان الصهيوني فيما بعد يقول كنا نمنع ربات البيوت اليهود يات من شراء ما يلزمهن من الحوانيت العربية وكان اليهود يقومون بإتلاف المحاصيل التي كان يعرضها العرب في الأسواق اليهودية وفي كثير من الأحيان كانوا يلقون الكيروسين على الخضروات لمنعهم من عرض منتجاتهم وبيعها وكانوا يوزعون المنشورات لحض اليهود على عدم الشراء من العرب ثانياً علينا أن نركز على مفهوم الاستيطان والمستوطنات في الفكر الصهيوني ألإحلالي والذي يؤدي إلى إفراغ الأرض من السكان خطوة اثر خطوة حتى تتم السيطرة على كل فلسطين وحتى يتم استيعاب كل المهاجرون اليهود الجدد ومن أجل ذلك بدأ اليهود ببناء أول مستوطنة في قرية اسمها ملبس عام (1878 م)( وأسموها بتاح يكفا) أى عتبة الأمل وهم بهذا الاسم يعنون الأمل ببناء دولتهم العنصرية الصهيونية وبناء هذه المستوطنة يعتبر بداية التغلغل اليهودي في فلسطين لاسيما أن هذه المستوطنة كانت كدولة يهودية مصغرة لأن سكانها من المستوطنون كانوا منغلقين على أنفسهم وكان لهم لجنة وهيئة تدير شؤون هذه المستوطنة ولم يكونوا يتعاملون مع العرب ومن أجل تنظيم اليهود في فلسطين تأسست نقابة الهستدروت (عام 1920) كان من أول أهداف هذه النقابة العمل على تشجيع الهجرة إلى فلسطين ورعاية ودعم بناء المستوطنات وخلق اقتصاد مزدهر ومتين في مواجهة الاقتصاد الفلسطيني المنهار ومن أجل حماية إنتاجهم وتسويقه رفعوا شعار المقاطعة والذي كان عنوانه العمل العبري والإنتاج العبري وقد تمت ترجمته في الحياة اليومية بالمقاطعة المنظمة للبضائع العربية حينها وقد لعبت المستعمرات الصهيونية بأنواعها دوراً خطيراً في خلق بنية الدولة العبريةفاإلى جانب الدور الاقتصادي الذي لعبته المستوطنات كان لها دوراً عسكريا فيما بعد فقد كان المهاجرون الجدد يتدربون فيها على كيفية محاربة العرب وكان مخطط بناء المستوطنات وأسلوب توزيعها جغرافيا يتم بشكل يخدم عسكرية مرتبطة مباشرة مع أهداف الحركة الصهيونية في السيطرة على فلسطين وقد تشكل حينها حرس للمستعمرات فكان هؤلاء يقومون بمهاجمة البيوت العربية في القرى وكانوا يجبرون الفلاحين على ترك بيوتهم ومزارعهم لكي يستولون عليها وهذا أسلوبهم حتى هذه اللحظة إذا المستوطنات كانت أهم ركائز بناء الدولة العبرية على الأرض وما زالت كذلك حتى الآن إن مجرد بناء المستوطنة يعتبر مقاطعة للسكان الأصليين لأنها تعتبر مجتمع قائم بذاته لا يحتاج إلى أي عملية تبادلية في أي من أدوات الإنتاج أو الصناعة ولقد وفرت الحركة الصهيونية كل الأموال والخبرات اللازمة لبناء هذا المجتمع وساعدت دولة الانتداب البريطاني في كل مراحل نشوء هذه المستوطنات وحمايتها منذ أن فرضت انتدابها على فلسطين بل كان دورها الأساسي هو وضع أسس بناء الوطن القومي لليهود فيها وكانت أحدى توصيات مؤتمر بال عام( 1897)تشجيع منظم لاستعمار فلسطين بتوطين مزارعين وحرفيين وعمال يهود وازدادت حمى بناء المستوطنات وسيطرة اليهود على دوائر الدولة وتدفقت الهجرة وطرد الفلاحين الفلسطينيين من قراهم وأزيلت معالم عشرات القرى عندما تسلم (هربرت صموئيل) وهو أحد الصهاينة المتعصبين مندوباً ساميا في فلسطين وتأكيداً على دور المستعمرات الصهيونية في بناء هذه الدولة فقد تشكلت عدة جمعيات مهمتها تمويل وتوفير كل ما يلزم من أجل تملك اليهود للأراضي التي سيبنون عليها مستعمراتهم منها الجمعية اليهودية للاستعمار( بيكا)وصندوق الإئتمان اليهودي للاستعمار والصندوق القومي اليهودي وغيرهم وكلها كانت تسعى لامتلاك الأرض وبناء مستوطنات فوقها لقد استخدم غلاة الصهاينة تلك السياسة من خلال فكرهم الصهيوني الخبيث حيث أن المستوطنات تعتبر بمثابة مجموعات اقتحام أو استطلاع ليأتي بعدها الجيش الصهيوني ويسيطر على الأرض بحجة حماية المستوطنون اليهود الذين يعيثون فساداً في القرى الفلسطينية وبعد ذلك تتم الخطوة التالية وهي تهويد المنطقة وعزل المناطق العربية عن بعضها ليسهل السيطرة عليها فهم يقيمون مستوطنات متفرقة لكي يسيطروا على كل الأرض المحيطة بتلك المستوطنات ومن أجل ذلك يحرقون ويدمرون كل ما تطاله أيديهم والهدف من ذلك هو إجبار السكان الفلسطينيين على الرحيل ومع ذلك تفرض تلك المستوطنات على المجتمع الفلسطيني شراء منتجاته ومصنوعاته في وقت تدمر الآلة الصهيونية العسكرية المصانع والو رشات الصغيرة الموجودة في الضفة الغربية المحتلة بل إن المستوطنات لا تستورد شيئاً من منتجات الضفة الغربية إنما على العكس من ذلك فهي تحاربه بكل الطرق وتدمر اقتصاده بشكل كامل وتجعله تحت رحمة المستوطنات إذ لامفر للمواطن الفلسطيني من شراء المنتج الصهيوني الذي تنتجه المستوطنات وذلك لعدة أسباب منها وأهمها الحصار الذي تفرضه على الضفة والقطاع والعديد من الأسباب لامجال لذكرها هنا لكننا نقول بأنه علينا أن نتعلم كيف نحاربهم بنفس سياستهم ويجب أن نفهم فلسفة المستوطنات والتي تعتبر أهم ركائز الدولة الصهيونية وأخطرها إذ أن بواسطتها يتم ابتلاع كل الأرض الفلسطينية ويجب أن نضع إستراتيجية فلسطينية لمواجهتها والتصدي لها بكل الأساليب والطرق ويجب القيام بتشكيل لجان من أهل القرى والمزارع التي تتعرض لهجوم المستوطنون الصهاينة من أجل الدفاع عن تلك البيوت والمزارع وحماية المزروعات والأشجار والماشية وكل شيء يمكن أن تطاله يد أولئك الصهاينة ومن ثم يجب توسيع دائرة المقاطعة حتى تشمل كل الدول العربية التي لها علاقات تجارية مع هذا الكيان وإحياء دور مكتب المقاطعة العربية من قبل الجامعة العربية وتفعيل دور الجمعيات العربية والعالمية في هذا الشأن
وختاماً نقول حذار:حذار من تلك المستوطنات فهي كالنار في الهشيم تأكل كل شيء ولا تبقي ما يمكن التفاوض عليه


بقلم كامل بشتاوي
حمص/سورية في /2/6/2010