البطريرك الماروني نصر الله بطرس صفير البلدان العربية كبيرة ومتسعة وبامكانها توطين الفلسطينيين

اكد البطريرك الماروني نصر الله بطرس صفير في مقابلة مع تلفزيون "العربية" ان لبنان وسوريا جاران ولكن لكل منهما منحاه، واشار الى ان سوريا هي بلد جار وله بعض النفوذ ان لم يكن على الاجهزة الحكومية فلها علاقات مع بعض الأشخاص والجهات.
واعتبر صفير أنّ "بعض الاجراءات التي تتخذ تفيد سوريا ولا تفيد لبنان، وفي المقابل هناك بعض الاشخاص الذين يوثقون علاقتهم مع سوريا لغايات خاصة ليحصلوا على منصب او امر يريدونه وهذا ليس لمصلحة لبنان".
وعن امكان قيامه بزيارة الى سوريا، لفت صفير الى أنه ذهب سابقا الى هناك، معلنا انه "عندما توجه دعوة اليه سينظر بالأمر، لكن لا اعتقد ان زيارتي الى سوريا ستفيد لبنان او سوريا، وهناك 3 مطارنة يقومون بما عليهم من واجب تجاه اللبنانيين المسيحيين هناك، ولكن لننتظر الأمر بحينه".

أمّا بشأن السلاح خارج إطار الدولة، رأى صفير أنّ "إذا كان بعض الناس مسلحين والبعض الاخر غير مسلح، سيتغلب من معه السلاح على الاخر، لذلك يجب ان يكون السلاح بيد الجيش وهذا يعود بالخير على جميع اللبنانيين"، معتبرا أنّ هذا الأمر شواذ، واذا قام الى جانب الجيش قوة اخرى لا تأتمر لاوامر الدولة، فهذا ليس شاملا في باقي الدول"، بينما اكّد أنّّه لا يشكك في نية "حزب الله"، "لكن لا يوجد في العالم جيش للدولة وجيش خارج الدولة، لا يمكنني ان اعرف ما يحصل في المستقبل".
وأردف:"إنّ "حزب الله" تابع لإيران، لأنّ معظمه من الشيعة، والطائفة الشيعية في ايران، ومن الطبيعي ان ينجذب الشباب الشيعة اليه، لكن الوطنية تأمر كل انسان ان يكون مدينا لوطنه قبل اي جانب آخر، ونحن نقول ان البلد يجب ان يكون امره لذاته ولشعبه".
وعن العقوبات على ايران، لفت صفير الى انه "اذا كانت امور تستدعي العقوبة فيجب ان تعاقب ايران، ولبنان بلد ذو كيان مستقل ولكن له علاقاته يجب ان يحافظ عليها، ولبنان اخذ القرار من العقوبات الذي يوجبه عليه الوضع".
وعما اذا كان حزب الله يريد ان يسيطر على لبنان، اجاب صفير "ربما بعد مدة عندما يأنس بنفسه ان يستولي على البلد فيفعل ذلك".
وعن امكان لقائه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، لفت البطريرك الى انه التقاه مرات عديدة "ولا مانع من لقائه اذا كانت الظروف تسمح بذلك".
واكد صفير ضرورة ان تزول الطائفية من النفوس لافتا الى انه "لا يمكننا ان ننكر ان عدد المسيحيين يتضاءل والمسلمين يتكاثر،لكن هذا لا يعني انه اذا نقص عدد المسيحيين زال نفوذهم فهم لديهم نفوذا ويستخدمونه ويعملون بخير للبلد، والرئاسة لا تزال تختار بينهم الرئيس، ودور الرئيس وصلاحياته هي ذاتها ولكن اذا لم يستطع ان يطبق هذه الصلاحيات فهذا يعود الى شخصيته".
وعن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، اكد صفير ان دورها لم ينته وسيأتي يوم تصدر قراراها وليس من مبرر لتهمل اصدار قراراها.
وعن الملف الفلسطيني اكد ان لبنان بلد صغير ويكاد لا يتسع لابنائه والتوطين صعب على الذين يتوطنون وعلى اللبنانيين ويجب حل هذه القضية بغير هذه الطريقة.
وراى صفير ان البلدان العربية كبيرة ومتسعة وبامكانها توطين الفلسطينين وتأمين عمل لهم ولكن هذا لا يمكن فعله بلبنان، مؤكدا "اننا مع رجوعهم الى بلدهم ولكن اذا تعذر ذلك فلا مانع من توطينهم في البلدان العربية".
واكد صفير ان لبنان يود ان يعيش في سلام ولكن اذا كانت هناك مطامع في بعض البلدان ببلدان اخرى فهذا يشوش العلاقات، متمنيا "ان يكون هناك سلام يسود جميع البلدان وبينهم ايران ولكن اذا كانت تضع مخططا لاقتناء الاسلحة النووية ولها نيات عدائية لغيرها من البلدان فهذا امر آخر".
وعن الموقف التركي رأى صفير "ان تركيا غيرت موقفها في الايام وتريد ان تتعاون مع البلدان العربية وهذا امر حسن، وهذا موقف يخدم القضية ويخدم تركيا".
ولفت البطريرك الى ان "المسيحيين منهم في 8 آذار ومنهم في 14 آذار والفرق بين المسيحيين وباقي الطوائف ان الباقين لا يرفعون صوتهم ضد حكمهم"، معتبرا ان "الظرف يقضي الآن ان يكون المسيحيين قسم منهم مع 8 آذار وقسم آخر مع 14 آذار والمسيحيين لم يزولوا".
واكد البطريرك صفير ان "الكنيسة تتبنى كل الفئات التي تسير حسب قوانين الكنيسة وما يعود للبلد بخير، ونبدي رأينا ولكن صلب الموضوع ليس السياسة بل الدين ونهدف اولا الى تهذيب النفوس بواسطة الدين ولا يمكننا ان ننفي السياسة لأننا نعيش كباقي الناس في اطار سياسي"، مشددا على ان ""الكنيسة لا تتغير ولكن الاشخاص يتغيرون، وربما قد يتغير بعض الاشخاص، والغد لله ليس لنا نحن، ومجمع المطارنة يتخذ قرار التغيير وتصدق عليه روما ولكن هذا لم يُطرح حتى الآن".
واشار الى ان "عدد المسيحيين في العراق تضاءل وفي غالبيتهم يذهبون الى بلدان بعيدة وهذا الأمر ليس في العراق فقط"
وشدد على ان "السلام مطلوب ويجب ان يعيش جميع الناس بسلام"، لافتا الى ان "قضية اسرائيل لا تمت للسلام بصلة لأن هذا الكيان الصهيوني جيء به واستوطن فلسطين وهو يريد ان يتوسع لجواره، ويجب ان تزال المعوقات امام السلام".

» بيروت: عبد الله يبحث مع البطريرك الماروني الأوضاع في فلسطين
» الحقوق الفلسطينية الضائعة بين البطريرك صفير وموارنة الرابع عشر من اذار
» أي بلاد نخشى عليها من توطين الفلسطينيين؟
» باراك: توطين اللاجئين الفلسطينيين يجب ان يتم داخل اراضي السلطة
» رئيس الحكومة اللبنانية يؤكد رفض بلاده توطين الفلسطينيين في لبنان