لبنان: أزمة بين البطرك وحزب الله والتيار الوطني الحر

فيما اثارت تصريحات البطريرك الماروني مار نصر الله بطرس صفير في باريس ازمة مع حزب الله والتيار الوطني الحر الذي يقوده العماد ميشال عون، اصدر الحزب بيانا استنكر فيه وصف البطريرك للحزب بـ'ما يسمى حزب الله'. جاء ذلك فيما استبق انفجار ليل السبت الاحد زيارة البطريرك الى زحلة وهي الاولى لبطريرك ماروني منذ 70 سنة الى عاصمة الكثلكة كونها تضم أكبر نسبة من طائفة الروم الكاثوليك في لبنان والشرق الاوسط.
وقد وقع الانفجار الذي يُعتقد أنه حدث خلال إعداد عبوة ناسفة في المدينة الصناعية في زحلة البقاعية، وأشارت المعلومات عن سقوط قتيل واحد وجريحين إضافة الى احتراق 7 محلات تجارية، وقامت القوى الامنية بتطويق المنطقة والتحقيق بأسباب الانفجار وجرت اتصالات من قبل القيادات الزحلية برئيس الجمهورية ميشال سليمان ووزيري الدفاع والداخلية الياس المر وزياد بارود لاتخاذ كل الترتيبات الامنية لتأمين الزيارة التي أصرّ البطريرك صفير على المضي بها. وذكرت الوكالة الوطنية للاعلام الرسمية 'أن التحقيقات الأولية تؤكد أن وراء الانفجار عملاً تخريبياً'.
وشمل برنامج زيارة البطريرك صفير اساساً تدشين كاتدرائية مار مارون في كسارة التي سعى الى بنائها الرئيس السابق الياس الهراوي، وكانت للبطريرك الذي ارتفعت صوره في زحلة والبقاع محطات في المريجات واستقبال على مفترق زبدل - قب الياس وآخر في تعلبايا، واستقبال امام كنيسة مار شربل ثم المرور في الكرك في اتجاه المعلقة، واستقبال رسمي في ساحة سراي زحلة حيث تمّ تسليمه مفتاح المدينة.
واختتمت الزيارة بتدشين كاتدرائية مار مارون وبزيارة سيدة زحلة والبقاع. وفيما شاركت كل القوى السياسية والزحلية في استقبال البطريرك ورفعت اللافتات المرحبة لوحظ أن العماد ميشال عون أبلغ مسؤولي 'التيار الوطني الحر' في منطقة زحلة والبقاع الأوسط مقاطعة الزيارة والضغط على المواطنين من أجل منعهم من المشاركة وذلك بعد الانتقادات التي وجهها البطريرك من باريس الى العماد عون وحزب الله، حيث استخدم خلال حديث له في باريس تعبير 'ما يسمى بحزب الله'.
وتعليقاً على استعمال صفير لهذا التعبير أصدرت العلاقات الإعلامية في حزب الله بيانا قالت فيه 'إننا نود أن نلفت عناية غبطة البطريرك صفير أن استعمال تعبير 'ما يسمى بحزب الله' فيه نوع إنكار وإساءة واستهانة، وهو ما لا نريد أن نعتقد أنه كان مقصوداً لغبطته، فهل يرضى غبطته أو محبوه أن يقال عنه ما يسمى بالبطريرك. قد نختلف في السياسة ولكننا من يحرص على احترام المقامات والتي هي أولى بالحرص على احترام الآخرين نظراً لموقعها الديني والمعنوي'.
من جهته برر صفير تصريحاته بقوله 'ان هذه عبارة تقال عن كل الأمور التي ترد على فكر الانسان وحزب الله موجودٌ طبعاً ولا يمكن إنكارُه'.'
الى ذلك اعربت مصادر في التيار 'الوطني الحر' عن استغرابها كلام البطريرك الماروني عن تراجع شعبية زعيم التيار العماد ميشال عون وقالت إن 'بكركي ليست شركة إحصاء وكنا نتمنى على البطريرك صفير أن يشرح لنا أين وكيف تراجعت شعبية العماد عون مسيحيا' ورأت أنه 'يحق لصفير أن ينتقد ما يشاء لكنه لم يعط ولا مرة حلولا للخروج من المأزق الذي يتخبط فيه لبنان'.
وقبل يوم على الحدث الزحلي لوحظ أن منطقة شرق صيدا التي تضم مجموعة من القرى المسيحية شهدت إلقاء بيان مشبوه دعا المسيحيين الى مغادرة المنطقة في غضون اسبوع واحد حفاظاً على حياتهم، والبيان موقّع من 'ولاية صيدا والضواحي' وهو إسم غير معروف. وقد أثار هذا البيان موجة استنكار واستياء لدى المراجع الروحية الاسلامية والمسيحية ولدى القيادات السنية في صيدا التي أكدت باسمها النائبة بهية الحريري التمسك بالعيش المشترك ووأد أي فتنة.