شهيدان فلسطينيان ... و«ثوري فتح» يختتم بخلافات عبـاس: إذا لـم نحاسـب فعلـى الحـركة السـلام

اختتم المجلس الثوري في حركة فتح، أمس، اجتماعاته في رام الله وسط خلافات حادة عكست حجم المشاكل التي تواجهها الحركة، والتي أدت إلى تراجع حضورها في الشارع الفلسطيني منذ وفاة الرئيس الراحل ياسر عرفات في العام 2004، في وقت نقل عن الرئيس محمود عباس استياءه من قرار فتح تأجيل الانتخابات المحلية التي كانت مقررة في تموز الحالي، محذراً من أنّه في حال استمر الوضع الداخلي على ما هو عليه فسيكون «على الحركة السلام».
في هذه الأثناء، استشهد الفلسطيني بلال محمود أبو لبدة (23 عاماً) برصاص حراس مستوطنة «بركان» المقامة على أراضي محافظة سلفيت في الضفة الغربية، وذلك لدى محاولته دخول المستوطنة. وذكرت مصادر فلسطينية أنّ حراس المستوطنة أطلقوا النار على مواطنين اثنين، استشهد أحدهما وتمكن الثاني من الفرار. وادعى جيش الاحتلال أن أحد الفلسطينيين كان مسلحا، لكنه أكد أنه لم يعثر على السلاح.
وندد المتحدث باسم حكومة تسيير الأعمال الفلسطينية غسان الخطيب بقتل أبو لبدة لمجرد «الاشتباه بأنه مسلح»، متهماً الجيش الإسرائيلي باعتماد سياسة «أطلق النار أولا ومن ثم استوضح»، فيما أكدت الشرطة الفلسطينية أن الشهيد لم يكن ينتمي إلى أي مجموعة مسلحة.
وأعلنت «سرايا القدس»، الذراع المسلح لحركة الجهاد الإسلامي، استشهاد أحد أعضائها جراء إصابته بجروح نتيجة قصف الاحتلال بلدة القرارة شرق خان يونس جنوب غزة.
وذكرت وكالة «قدس نت» المستقلة أنّ جلسات المجلس الثوري في حركة فتح شهدت انتقادات واسعة على سلوكيات عدد من أعضاء اللجنة المركزية للحركة، متحدثة عن خلافات حادة حول التقارير المالية التي ظلت محل تشكيك بين أعضاء المجلس.
وأضافت الوكالة أنّ عدداً من أعضاء المجلس الثوري طالبوا عباس، بصفته القائد العام لحركة فتح، بضرورة اتخاذ إجراءات صارمة بحق عدد من أعضاء اللجنة المركزية لما وصفوه بـ«التجاوزات» الخطيرة على صعيد العمل الداخلي، فيما وجهت اتهامات ضد عدد منهم بالتلاعب بمصير فتح، والتسبب بتراجع حضور الحركة على مستوى الشارع الفلسطيني، وعدم التمكن من إنهاء مشاكل المخيمات الفلسطينية في لبنان.
ونقلت الوكالة عن «مصادر رفيعة المستوى» في المجلس الثوري أنّ «هناك مطالبات تقدم بها عدد من أعضاء المجلس الثوري للرئيس أبو مازن باتخاذ إجراءات حازمة تجاه تصرفات الحكومة الفلسطينية، حيث برزت اتهامات لـ(رئيسها) سلام فياض بمحاولة تغييب حركة فتح عن الساحة، وعرقلة أية إنجازات تحاول الحركة القيام بها على الصعيد الداخلي».
وأضافت المصادر أنه «تم التطرق إلى العديد من القضايا الحساسة والخطيرة خلال جلسات المجلس، لاسيما في ما يتعلق بتقصير (اللجنة) المركزية في العمل الداخلي للحركة، خاصة بعد تأجيل الانتخابات البلدية، وذلك في أعقاب فشل مركزية الحركة في السيطرة على المشاكل الداخلية بين أعضاء الأقاليم في الضفة الغربية».
وأشارت المصادر إلى أنّ عباس تعهد بإجراءات حازمة خلال الفترة المقبلة على صعيد محاسبة أعضاء مركزية فتح، كما تعهد بإجراء تغيير وزاري مرتقب خلال الأسابيع المقبلة.
وكان مسؤول فتحاوي حضر اجتماع المجلس الثوري قد نقل عن عباس تحذيره لقادة الحركة، من أن أيام الحركة ستكون معدودة إذا لم ترتب بيتها، مشيراً إلى أنّ الرئيس الفلسطيني انتقد قادة فتح بسبب فشلهم في الاتفاق على مرشحين للانتخابات المحلية التي كان من المقرر أن تجرى في تموز الحالي، وتقرر تأجيلها إلى أجل غير مسمى.
ونسب المسؤول الفتحاوي إلى عباس قوله إنه «يجب أن نحاسب أنفسنا على ما جرى... وإذا مر ما جرى (دون محاسبة) فأني أقول لكم على الحركة السلام»، معتبراً أنّ «هذا الامتحان لا يبشر بخير لكل من هو مسؤول في فتح... وأنا لا أعفي نفسي من المسؤولية». وأشار المسؤول الفتحاوي إلى أنّ هذه العبارات حذفت من كلمة عباس أمام المجلس الثوري، يوم الثلاثاء الماضي، والتي تأخر نشرها حتى يوم أمس.
من جهة ثانية، توقع الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن تمر السلطة بأوضاع صعبة في ما يتعلق بالمفاوضات، لكنه أكد أنّه سيقاوم الضغوط الأميركية لحمله على الدخول في مفاوضات مباشرة مع إسرائيل في الوقت الراهن، قائلا إنه يتعين إحراز تقدم في المحادثات غير المباشرة أولا.
وفي السياق، أعلنت منظمة التحرير الفلسطينية تمسكها بتحقيق تقدم في مجالي الحدود والأمن وإقرار مرجعية على رأسها قبول مبدأ الدولتين على حدود 1967 ووقف الاستيطان للانتقال إلى المحادثات المباشرة مع إسرائيل.
من جهة ثانية، نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» عن مصادر في السلطة قولها إنّ فرنسا والولايات المتحدة وافقتا على رفع التمثيل الدبلوماسي لمنظمة التحرير الفلسطينية لديهما.

» شهيدان فلسطينيان في حادث التفجير الارهابي بدمشق
» الأغا: تحقيق العودة طبقاً للقرار 194 مفتـاح السـلام والاستقـرار
» عاملان فلسطينيان يتعرضان للضرب ومحاولة سرقة في كفار يونا بتل أبيب
» ثوري فتح يعترض على إبقاء حكومة فياض على حالها
» ثوري فتح يدرج قضية الحسيني على جدول أعماله