الجنوب الى دائرة الضوء فهل يكون المقصود الداخل الفلسطيني؟

صدفة هي ام توقيت ان يعمد الجيش الاسرائيلي الى توتير الوضع الامني جنوبا بالتزامن مع الموعد المضروب لالقاء الامين العام لحزب الله كلمة في ذكرى انتصار تموز، وكذلك في اعقاب الحراك العربي باتجاه لبنان وما اسفر عنه من تبريد ولو محدود للساحة الداخلية؟
مصادر دبلوماسية اوروبية تعرب عن اعتقادها بان ما حصل من خرق فاضح للقرار 1701 كان متوقعا، اذ ان اسرائيل عادة ما تعمد الى توجيه رسائلها في وجهات متفاوتة بقصد صرف الانظار عما تنويه فعلا، بحيث يصح القول ان الرسالة انطلقت من جنوب لبنان لتصل الى الداخل الفلسطيني الذي يتحضر للبدء بمفاوضات مباشرة مع اسرائيل. وبالتالي فان الهدف الاسرائيلي يبدو مزدوجا من حيث التوجهات، فلسطيني ولبناني بامتياز هادف الى جس نبض لبنان الرسمي اولا والى امتحان قدرة حزب الله على اختيار التوقيت الملائم له وليس المفروض من قبل اسرائيل.
يضيف المصدر: يبدو ان اسرائيل لم تكن تتوقع ان يأتي الرد الرسمي اللبناني على هذا المستوى، خصوصا انها كانت قد عمدت في اوقات سابقة الى خرق القرار المذكور من دون اي رد فعل لبناني، كما انها حضرت لمثل هذا الخرق بعناية فائقة دفعت بقوات الامم المتحدة المتواجدة هناك الى تسهيل المهمة الاسرائيلية بدل ردعها او حتى ايقافها عبر القنوات الدبلوماسية، وبالتالي فان اسرائيل لم تكن تتوقع اكثر من رد فعل كلامي لا يقدم او يؤخر في مسار الامور، بحيث يصح القول ان المفاجأة جاءت هذه المرة من الجيش اللبناني الذي اثبت مجددا انه الرقم الاصعب في المعادلة اللبنانية بدليل الارباك الاسرائيلي الواضح اكان من جهة الطلب من قوات الطوارئ الدولية لترتيب وقف نار لمدة نصف ساعة افساحا في المجال امامها لسحب ضابطها القتيل، ام لجهة عقد مجلسها الوزاري جلسة عاجلة للبحث في الوضع الجنوبي المتدهور.
غير ان التطورات المتسارعة لم تقتصر على الحدث الامني الجنوبي، بل تعداها الى ارساء حزب الله وامينه العام السيد حسن نصرالله في كلمته التي تلت العدوان الاسرائيلي معادلة جديدة وهي ان الحزب سيقطع اليد التي تمتد لضرب الجيش اللبناني لا سيما اذا ما كانت هذه اليد اسرائيلية. ولم يقتصر الموقف على هذا السقف بل تعداه ليؤسس الى مشهد جديد يقطع اي احتمال على اي من انواع المواجهات بين الجيش والمقاومة، بل على العكس تماما فان الصورة الراهنة هي ان الجيش بات يشكل رأس حربة المقاومة والعكس صحيح.
اما بالنسبة لكلام نصرالله فان المصدر الدبلوماسي الغربي يقرأه على انه انذار مبكر وصارم اكان لجهة اللهجة العالية التي اعتمدها ام لناحية عدم استعداد الحزب لتغيير اي من شروط اللعبة او قواعدها ان تدخل العرب وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية ام لا، فان النتيجة تبقى محسومة لمصلحة احتفاظ الحزب بورقة التوقيت الذي يناسبه هو فضلا عن ان المضمون بقي في التحذير من كشف المستور واطلاق الفضائح وتسمية الاشياء باسمائها وهذا ما المح اليه صراحة واعدا بان المؤتمر الصحافي المزمع عقده في التاسع من الجاري قد يحمل العديد من الوثائق والاسماء التي تعيد الامور الى مساراتها الطبيعية.
ويختم المصدر بالاشارة الى ان السيد نصرالله لم يخرج عن المتوقع بل ان المجموعات والمصادر الاعلامية القريبة من الحزب كانت قد كشفت ان احداث الجنوب الاخيرة دفعت بنصر الله الى اعادة صياغة خطابه اكان من حيث اللهجة او المضمون الذي جاء ساخنا في اي من القراءات.

» أبو فاعور: وفد دروز الداخل الفلسطيني سيتحدى قرار المنع ويزور لبنان
» عضو تكتل "لبنان أولا" النائب أحمد فتفت بيان القيادة العامة لا يستحق الرد وقد يكون المقصود منه التصعيد
» أكدت دائرة الثقافة والإعلام المركزي لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني على الدور الريادي والمميز للإعلام الوطني الفلسطيني ، و
» مخيمات بيروت تتابع أخبار الداخل الفلسطيني.. بيأس
» أمين سر "فتح": لإخراج الملف الفلسطيني من دائرة التجاذبات اللبنانية